يسأل بعض المسلمين عن جواز رمي الجمرات بعد الساعة 12 منتصف الليل ؟ خاصة مع زيادة عدد الحجاج وما يترتب على ذلك من زحام؟ وحول هذا السؤال يقول الاستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية ، إن ورمي الجمرات من واجبات الحج، وهي نوعان: جمرة العقبة الكبرى، ورمي الجمرات أيام التشريق، وأشار فضيلته إلى أن أما رمي جمرة العقبة الكبرى قد أجاز الشافعية والحنابلة وغيرهم فيها رميها بعد نصف ليلة النحر للقادر والعاجز على السواء؛ واستدل فضيلته بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "أرسل النبي صلى الله عليه واله وسلم بأم سلمة ليلة النحر، فرمت الجمرة قبل الفجر، ثم مضت فأفاضت"
اقرأ أيضا : في هذه الحالة يصح حج المرأة وتكون آثمة وهذا خلاف العلماء حول حج المعتدةرمي الجمرات بعد منتصف الليل هذا حكمه الشرعي واختلاف العلماء حوله
وأما رمي الجمرات في أيام التشريق فقد أشار فضيلته أن للعلماء في بداية وقته ثلاثة أقوال ، القول الأول: قول جمهور العلماء؛ أن رمي كل يوم من أيام التشريق لا يجوز إلا بعد الزوال؛ استدلالا بفعل النبي صلى الله عليه واله وسلم كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عند "مسلم" وغيره -ورواه البخاري معلقا- أن النبي صلى الله عليه واله وسلم رمى الجمرة يوم النحر ضحى، وأما بعد فإذا زالت الشمس، والقول الثاني: أنه يجوز الرمي قبل الزوال يوم النفر؛ وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقول عكرمة، وإسحاق بن راهويه، والمشهور عن أبي حنيفة، ورواية عن أحمد قال بها بعض الحنابلة إلا أنه اشترط ألا ينفر إلا بعد الزوال، وفي رواية عن أبي حنيفة وافقه عليها أبو يوسف رحمهما الله تعالى جواز الرمي قبل الزوال في النفر الأول إن كان قصده التعجل، أما القول الثالث فأنه يجوز للحاج أن يرمي قبل الزوال في سائر أيام التشريق، وهو مذهب جماعات من العلماء سلفا وخلفا، منهم عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، رضي الله عنهم، وطاوس بن كيسان، وعطاء بن أبي رباح