"على كل لون" تتشابه الوجوه الغادرة لدى المصريين، وما أكثرهم بالمباني الدبلوماسية خاصة السفارات وما تحويه أروقتها من مسئولين يعملون طبقا لمصالحهم ومصالح بلادهم فقط، وفي ظل تأجج الأوضاع السياسية بمنطقة الشرق الأوسط يطل هؤلاء برؤسهم.
هو ليس أكثر من أداة للعمل في النظام الأمريكي فعقب ترحيل آن باترسون عن مصر عقب مرور ثورتين وتردي للأوضاع السياسية تولى الدبلوماسي الأمريكي روبرت بيكروفت راية العلاقات السياسية المصرية الأمريكية عرف عنه أنه المندوب السامي أو الحاكم الفعلي لأمريكا منذ غزو العراق.
ففي عام 2012 تم تعيين روبرت بيكروفت سفيرا للولايات المتحدة بالعراق أي في نهاية فترة الرئيس باراك أوباما الأولى، وقبل ذهابه للعراق عمل سفيرا للولايات المتحدة بالأردن لمدة ثلاث سنوات.
وكان مسئولون أمريكيون قد أعلنوا أنه اختير للعمل في مصر بعد أن ظلت السفارة الأمريكية بالقاهرة دون سفير لعدة أشهر، على الرغم من تاريخه الدموي وعلاقاته المشبوهة إلى جانب علاقاته بالجماعات المتطرفة وجماعة الإخوان الإرهابية، واقترابه من عدد من الفصائل الإسلامية المرتبطة بحركة التمرد في سوريا.
عين "بيكروفت " في وقت ينتقد فيه مسؤولون أمريكيون بشدة الحكومة المؤقتة، بقيادة عدلي منصور، بسبب ما يرونه من معاملة قاسية للمعارضين سواء من الإخوان المسلمين أو حتى من شباب ثورة 25 يناير والحملة التي تشنها الحكومة المؤقتة عليهم سواء بالقبض عليهم أو تشويه صورتهم أمام الرأي العام المصري والعالمي.
كما تعددت الشكاوي ضد بيكروفت من الصحفيين الأمريكيين حيث يتهمونه بالكذب في تصريحاته للصحف العراقية التي قال فيها ذات مرة إن هناك عددا من الجنود الأمريكيين "مفقودين" ولم يتم العثور عليهم، رغم أن هذا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق، مما دعى الصحفيون لوصف بيكروفت بالكذب وعدم الأمانة والقول بأن لا أحد سيصدق أي كلمة يقولها بعد ذلك.
كما كذب مرة أخرى بشأن نفيه وجود أي قوات أمريكية في العراق بعد أن أعلنت الولايات المتحدة انسحابها الكامل من هناك، لكن قامت صحيفة نيويورك تايمز بفضح بيكروفت وأكاذيبه حينما أكدت وجود اتفاق بين العراق والولايات المتحدة يقضي بإمكانية عودة وحدات صغيرة من الجنود الأمريكيين إلى العراق في مهمات تدريبية، وهي وحدة من جنود العمليات الخاصة في الجيش تم نشرها مؤخرا بالعراق لتقديم المشورة بشأن مكافحة الإرهاب والمساعدة في الاستخبارات.
والمثير في الأمر أن أكاذيب بيكروفت وعادته في إعطاء معلومات مغلوطة لم تتوقف عند حد التصريحات الصحفية فقط، بل قام بممارسة هوايته في الكذب حتى على أعضاء الكونجرس الأمريكي وفي الجلسة الأهم بالنسبة لمسيرته المهنية عندما كان الكونجرس يناقش مسألة تعيينه سفيرا بالعراق خلفا للسفير السابق جيمس جيفري، حيث أفاض بيكروفت في إعطاء بيانات وأرقام خاطئة عن عدد العاملين المدنيين من الأمريكيين في العراق، رغم أن عددا كبيرا منهم كان سيعمل تحت إمرته بطريق مباشر، أي في البعثة الدبلوماسية الأمريكية ببغداد.يأتي بعد ذلك السفير الإسرائيلي الذي تسلم مهام منصبه بالأمس خلفا للسفير السابق حاييم كورين، وكان جوفرين شبه إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك عن السلطة في 11 فبراير 2011 بـ "سقوط جدار برلين"، قائلًا بعد يومين من تنحيه في مقال تناقلته وسائل الإعلام العبرية، إن "التنحي كان أشبه بسقوط جدار برلين العربي، وانعطافة تاريخية"، موضحًا أن الجماهير العربية تريد المزيد من المشاركة في الحكم، وتحجيم قوة الأجهزة الأمنية والنخبة المقربة من النظام الحاكم.
وتابع: "المطالبة الجماهيرية بالإصلاح، انعكست مع بداية القرن الـ21 في موجة من التحالفات الليبرالية بالشرق الأوسط، وفي مصر ظهرت حركة كفاية عام 2004، وهو تحالف استثنائي من حركات وأيديولوجيات مختلفة، من بينها الناصريون والإخوان المسلمون، هذه التحالفات كان لها قاسم مشترك، وهو إصلاح المنظومة السياسية، ومنع انتخاب مبارك لولاية جديدة".
وأشار "جوفرين" إلى أن "تآكل ثقة الشعوب في الأنظمة العربية إلى جانب عدم قدرة الأخيرة على علاج البطالة والفساد وارتفاع الأسعار، لعب دورًا مركزيًا في سقوط مبارك، جدار برلين العربي، هذه التغييرات الدرامية لن تقود بالضرورة إلى الديمقراطية".
وأوضح أن "اندماج عناصر المعارضة المصرية ومن بينها الإسلاميون، وعملها بالسياسة يستلزم قبل كل شيء الاعتراف بقواعد اللعبة الديمقراطية، والإخوان المسلمون على سبيل المثال لم يعترفوا مطلقًا بالبرلمان كمصدر للسلطة التشريعية، أو بالقيم الليبرالية وفقًا للمعيار الغربي، ولهذا فإن الطريق من أجل نظام حكم ديمقراطي في القاهرة بعيد".
وفي تسعينيات القرن الماضي تولى منصب السكرتير الأول في السفارة الإسرائيلية بمصر وحصل علي دكتوراه في تاريخ الشرق الأوسط ويتحدث العربية، وتولى من قبل منصب رئيس قسم الأردن ودول المغرب بوزارة الخارجية الإسرائيلية.
في ظل معاداة قطر لمصر منذ ثورة 30 يونيو لازالت العلاقات بين البلدين تشهد حالة من الاحتقان حتى أن هناك جلسة بمحكمة القضاء الإداري من أجل طرد السفير القطري بناء على دعوى قضائية تتهمه بالتورط في قضية التخابر التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي.
السفير سيف بن مقدم البوعينين أحد الأوجه السياسية القطرية العاملة في مصر في ظل تدهور الحالة السياسية بين البلدين، فما بين الحين والأخر تطل قطر برأسها علي المشهد المصري بشئ من الاستفزاز فنرى أنها تعلق على أحكام القضاء المصري دون اختصاصها في ذلك بالإضافة إلى انتقاد النظام الحاكم بصفة مستمرة دون الوعي بأن تلك شئون داخلية للبلاد.
ومنذ اندلاع أحداث ثورة 30 يونيو اتخذت قطر صف الجماعة الإرهابية ودعمت نظام الإرهاب كما أنها احتوت بداخلها على عدد كبير من قادة الجماعة الإرهابية الهاربين من مصر ولازالت غير معترفة بأن الشعب المصري هون صاحب القرار في نظام الحكم وهو ما دفع المواطنون إلى رفع دعاوى من أجل طرد السفير، الذي تحول منذ عامين السفير القطري من مبعوث للمصالحة إلى واجهة للصدام.محمد محموديان اسم لا يعرفه الكثيرون ولكنه القائم بالأعمال الإيراني في القاهرة.. تلك الدولة التي تتطلع إلى التعاون مع مصر ولكن بحدود.
ولكن في الآونة الأخيرة تأزم الموقف كثيرا على خلفية إعدام المملكة العربية السعودية للشيعي "نمر النمر"، نتج عنه هجوم شديد على سفارة المملكة بمدينة "مشهد" الإيرانية، ما أدى إلى إعلان "جدة" قطع علاقاتها مع إيران، لتتضامن معها البحرين والسودان اللتين اتخذتا الموقف ذاته، فيما خفضت دولة الإمارات التمثيل الدبلوماسي الإيراني واستدعاء السفير الإيراني لإبلاغه بإدانتها لمهاجمة السفارة السعودية.
بعد ساعات من إعلان المملكة العربية السعودية لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإمهال البعثة الدبلوماسية الإيرانية 48 ساعة لمغادرة المملكة، أقدمت مملكة البحرين على خطوة مماثل بقطع العلاقات مع إيران، ثم تبعتها السودان، فيما قامت الإمارات بيتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
كما أدانت مصر إحراق السفارة السعودية وتناثرت التكهنات هنا وهناك حول تضامن مصر مع حلفائها في مجلس التعاون الخليجي على الرغم من تحسن العلاقات بين مصر وإيران عقب احداث ثورة 25 يناير ولكن العلاقات ليست قوية.توترت العلاقات كثيرا بين مصر وتركيا على خلفية أحداث ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية وعلى خلفية ذلك قامت الخارجية المصرية بسحب السفير المصري من أنقرة نهائيًا، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع تركيا، والطلب من السفير التركي في القاهرة المغادرة بسرعة باعتباره شخصًا غير مرغوب فيه.
جاء ذلك على خلفية تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي طالب فيها بإطلاق سراح الرئيس المعزول، محمد مرسي، قائلا: إن علامة "رابعة" أصبحت إشارة دولية للتنديد بالظلم.
كما استدعت تركيا القائم بالأعمال المصري على خلفية طرد سفيرها لدى القاهرة، حسين عوني بوصطالي، الذي أكد في وقت سابق أن الشعبين المصري والتركي شقيقان، قائلًا: "سأدعو بما فيه الخير لمصر".