قناطر "دهتوره" أو "الخمسين عين" أقدم المباني المعمارية العملاقة فى الجمهورية، وليست محافظة الغربية فقط، حيث تم إنشاء هذه القناطر فى عهد الخديوي عباس حلمي الثانى، ووضع آخر حجر في البناء يوم 7 مارس عام 1903، وذلك لتوفير المياه للوصول لمساحة مليون فدان من خلال تغذية فرع دمياط، وتقع قناطر زفتى بقرية دهتورة على نهر النيل فرع رشيد بعد مدينة زفتى، وهى أحد أهم الممرات الرئيسية التي تربط محافظة الغربية بالدقهلية.
وتعتبر أحد أهم الآثار المعمارية الفريدة داخل محافظة الغربية بأكملها، وبنيت فى الأساس لري مئات الأفدنة بإقليم الدلتا، إلا أن مع تغير الزمن تحولت من الري فقط لمصيف لمحدودي الدخل ومتنفس لأهالي الإقليم، وذلك لتميزها بانتشار الاستراحات على ضفاف الخمسين عين، والمتنزهات، لكن مع مرور الوقت تحول ذلك الأثر العظيم إلى مكان عشوائي متهالك، يتوسل لوزارة الآثار لإنقاذه، فبعد أن كانت متنزه الأمراء والملوك والسادة، تحولت لمرتع للحيوانات والقمامة والعشوائية.
يقول "محمد النمورى" أحد أبناء زفتى: أن القرية تتميز بموقع من أهم المزارات السياحية المهمة، والذى يتوافد عليه الآلاف من المواطنين من جميع المحافظات، لقضاء العطلات الرسمية بها، كما أنها تعتبر المصدر الأساسي لتوصيل المياه إلى معظم محافظات الدلتا، مشيرا إلى أن أكثر الأوقات ازدحاما داخل القناطر فى أعياد الربيع "شم النسيم"، حيث يأتي المواطنون من كل المدن للاستمتاع بالطبيعة الخلابة على نهر النيل، كما توجد حدائق للأطفال للعب والاستمتاع .
وتابع "النمورى" نتعامل مع القناطر على أنها مصيف لضيق ذات اليد، حيث يحتاج قضاء يوم واحد فى رأس البر أو الإسكندرية مبلغ لا بأس به، وهو ما يصعب علينا كصنايعية توفيره لأولادنا، فلا نجد ملجأ سوى القناطر، لا تحتاج للسفر أو التنقل بالأولاد أو ترك أشغالنا، فنذهب لبضع ساعات لقضاء اليوم ونعود مرة أخرى.
وعلى صعيد متصل تقول "أمنية نبيل" طالبة فى كلية الآثار: دائما ما أذهب أنا وزميلاتي لقضاء بعض الوقت فى قناطر دهتورة، إلا أنني أشعر بالحزن عندما أجد القمامة فى كل مكان والهمجية في التعامل مع ذلك الأثر العظيم، والذي تحول من قنطرة لرى آلاف الأفدنة لمكان لاستحمام الأطفال والكبار بل فى بعض الأحيان الحيوانات، وكل ما أطالب به ترميمها وحمايتها من التلف، وتسجيلها كأثر لمرور أكثر من 100 عام على إنشائها.