يشكك بعض أعداء الإسلام في آيات الله وفي القرآن الكريم ككتاب منزل ومحكم من عند الله تعالى ، وذلك وفقا لما قاله المولى يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة البقرة، الآية 233: " والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة". ولكن في سورة الاحقاف، وفي الآية 15 يقول المولى سبحانه وتعالى : " ووصينا الانسان بوالديه إحساناً حملته امه كُرهاً ووضعته كُرهاً، وحمله وفصاله ثلاثون شهراً". ، ومن قرأءة الآيتين يتضح أن مدة الرضاعة اقل من سنتين لان الحمل في العادة يكون تسعة اشهر، وبالتالي يكون الرضاع واحداً وعشرين شهراً، لنحصل على المجموع وهو ثلاثون شهراً، كما جاء في الاية الثانية.
اقرأ أيضا : فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم هل يعود ضمير الجمع على المفرد وهل في الأية خطأ لغوي ؟
الرضاعة حولين والحمل والولادة 30 شهرا فهل في القرآن أخطاء حسابية ؟
والمفارقة أن لجوء أعداء الإسلام لمثل هذه الشبهات إنما يؤكد صدق آيات القرآن الكريم بل ويثبت تحدي القرآن الكريم لهم على مدار السنين وحتى يرث الله الأرض وما عليها، يقول المولى عز وجل : هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ۖ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ۗ وما يعلم تأويله إلا الله ۗ والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا ۗ وما يذكر إلا أولو الألباب، وحول تفسير الشبهة في الآيات التي تناولت فترة الحمل والرضاعة يقول الدكتور الدكتور عبد الرحيم الشريف أن الاية الكريمة تتكلم عن الحمل بأنواعه: الحمل الكامل (تسعة أشهر)، وأقله (ستة أشهر)، وقد استدل علي بهذه الاية مع التي في لقمان: " وفصاله في عامين.. " وقوله تبارك وتعالى " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة "، على أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، وهو استنباط قوي صحيح. ووافقه عليه عثمان وجماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، وذلك عندما تزوج رجل امرأة من جهينة، فولدت له لتمام ستة أشهر، فانطلق زوجها إلى عثمان t فذكر ذلك له، فبعث إليها. فلما قامت لتلبس ثيابها، بكت أختها فقالت: وما يبكيك، فوالله ما التبس بي أحد من خلق الله تعالى غيره قط، فيقضي الله سبحانه وتعالى في ما شاء. فلما أتي بها عثمان أمر برجمها، فبلغ ذلك عليا فأتاه فقال له: ما تصنع ؟ قال: ولدت تماما لستة أشهر، وهل يكون ذلك ؟ فقال له علي : أما تقرأ القران ؟ قال: بلى. قال: أما سمعت الله عز وجل يقول: " وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ". وقال: " حولين كاملين " فلم نجده بقي إلا ستة أشهر ؟ فقال عثمان: والله ما فطنت بهذا، علي بالمرأة.. قال معمر: فوالله ما الغراب بالغراب، ولا البيضة بالبيضة، بأشبه منه بأبيه. فلما راه أبوه قال: ابني والله، لا أشك فيه
ومن هنا يتبين أن الجمع بين الايات الكريمة، أزال إشكالا كان سيحصل في عهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وبيان أن نجاة المولود بعد حمل ستة أشهر ممكن، وهذا لا يتعارض مع حقائق طبية، كان القران الكريم أول من أشار إليها.