شهر ذي الحجة من أفضل الشهور عند الله عز وجل جلاله في هذه الأيام المباركة الأولى من الشهر الكريم، قبل تجلي رحمة الله في يوم عرفات
وصيام يوم عرفة سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصبح بواجب على جموع المسلمين في جميع أنحاء العالم الصوم في عرفات استجابةً لدعائهم
وأفضل أيام هذا الشهر هي العشرة الأولى، والصيام من أفضل الأعمال، التي يتقرب بها المسلم إلى ربه في هذه الأيام العشرة. وقد بين ذلك الرسول الكريم _صلى الله عليه وسلم_ حين قال
(صيامُ يومِ عرفةَ، أحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه، والسنةَ التي بعده)، وبذلك فإن صيام يوم عرفة يرفع من درجات المؤمن ويزيد حسناته، ويُكفر سيئاتك.
فضل العشر من ذي الحجة
أثبت الإمام أحمد _رحمه الله تعالى_ أن النبي _عليه الصلاة والسلام_ كان يصوم هذه العشرة من حديث بعض أمهات المؤمنين، والمقصود من هذه الأحاديث أن صيام العشرة من أفضل الأعمال، ومن أفضل ما يتقرب به المسلم إلى ربه، وهذا محفوظ عن سلف هذه الأمة وأئمتها.
يبدأ صيام الأيام العشر من ذي الحجة من اليوم الأول من الشهر إلى اليوم التاسع، واليوم العاشر يكون عيد الأضحى المبارك، وعلى المسلم في هذه الأيام، أن يصوم ما يستطيع منه حسب "مقدرته"، فلا يلزم فيها الصوم الترتيب ولا المتابعة، وليس شرطًا أن يصومها جميع الأيام.
لكنه من المستحب ذلك لما فيها من فضل عظيم وأثر نفسي رائع على الشخص، ولكن على المسلم تحري اليوم التاسع وهو يوم عرفة والإصرار على صيامه.
وعن فضل صيام العشرة من ذي الحجة والأحاديث النبوية الدالة على ذلك، الكثير من الأحاديث النبوية التي تدل على فضل صيام هذه العشرة، منها قوله _صلى الله عليه وسلم_: "وما من أيام العمل الصالح فيهنّ أحب إلى الله من عشر ذي الحجة"، وجاء هذا الحديث ليدلل ويبرهن على استحباب صيام عشر ذي الحجة.
وقوله _عليه السلام_: "وما من أيام العمل الصالح فيهنّ أحب إلى الله من عشر ذي الحجة، قيل: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء"؛ فالعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل في غيرها، حتى قال بعضهم: إن العمل في نهار هذه العشرة أفضل من العمل في نهار العشرة الأواخر من رمضان، وعلى هذا يستحب؛ بل يتأكد صيام هذه الأيام العشرة؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- حث على العمل الصالح في هذه الأيام، وبين بنصوص كثيرة أنّ الصيام من أفضل الأعمال.
لماذا أقسم الله بالعشر الأوائل من ذى الحجة ؟
إذا قسم الله الصادق على شىء، هنا نتوقف وعلينا أن نتدبر فضله علينا بتوضيح أمور نجاتنا من الدنيا في كتابه بين يدينا، ليصبح لها قدسية وعظمة، فلا يقسم تبارك وتعالى إلا بشيء عظيم، وله مكانة.
وأقسم تبارك وتعالى بالأيام الأولى من شهر ذى الحجة، وما نسميها بالعشر الأوائل، وفى ذلك تنبيه خطير لمكانتها، ولذلك وجب التنويه إلى مكانة هذه الأيام وأهمية العمل الصالح بها، وتقبل الدعوات وبها تتقبل التوبات ليبدأ الشخص حياة جديدة من هُنا.
هذه العشر هى من أيام الله، تضم بداية موسم تعبد وجهاد (الحج)، وفرح (عيد الأضحى)، وتضحية وفداء (الهدى والذبائح، وأعمال خير (إطعام الفقراء)، تعرف عليها فى السطور التالية.