وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي، قادما من إسرائيل في إطار جولة بالمنطقة تمهيدا لنشر تفاصيل الخطة الأميركية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
واثارت زيارة مبعوث السلام للشرق الأوسط كما يطلق عليه البيت الابيض و"عراب" صفقة القرن الجدل حول عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان عن خطة السلام المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، خلال استضافته محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في منتجع كامب ديفيد الرئاسي الشهر المقبل.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه جاريد كوشنر جولة جديدة في الشرق الأوسط تشمل القدس والأردن ومصر والسعودية والإمارات، وهو ما يراه كثير من المعلقين بمثابة وضع اللمسات النهائية للصفقة للإعلان عنها في الشهر القادم قبيل الانتخابات الإسرائيلية، فيما يصفونه بأنه هدية انتخابية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
السيسي يؤكد على حل الدولتين
قال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الجمهورية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، استقبل جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي، مؤكداً دعم جميع الجهود الرامية للتوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وأضاف "راضي"، خلال نبإ عاجل أفاد به فضائية "إكسترا نيوز"، أن الرئيس السيسي أكد الحرص على الإرتقاء بالعلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة.
من سيشارك في قمة "كامب ديفيد"
حجم المشاركة العربية ومستواه في كامب ديفيد سيُشكلان "هدية انتخابية" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين لنتنياهو، بحسب المصادر الأمريكية لصحيفة التليجراف البريطانية، حيث أكدت أيضاً المصادر أن "نتنياهو" سيمتنع عن المشاركة في القمة كي لا يحرج القادة العرب، علماً بأنه وسفيره في واشنطن، رون ديرمر، شاركا في التخطيط لها.
وقالت الصحيفة تقريب موعد إطلاق الشق السياسي من صفقة القرن هو قرار صادر عن نتنياهو نفسه، في حين أن الإدارة الأمريكية هي جهة التنفيذ، مشددة أن "كامب ديفيد" الجديدة ستخلو من "أي إشارة إلى دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين".
وأكدت الصحيفة إن جولة كوشنر تهدف إلى حشد الدعم السياسي والمالي لصفقة القرن، ودعم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبيل انتخابات الكنيست في 17 سبتمبر المقبل.
وأضافت الصحيفة أن ترامب سيقول نعم لكيان فلسطيني، ولكن ليس بالضرورة لدولة، نعم لوجود فلسطيني في القدس الشرقية، ولكن ليس بالضرورة ان تكون العاصمة.
ومن المؤكد أن الغياب الفلسطيني سوف يشكل عامل الفشل الرئيسي للمؤتمر كما حصل في محاولات سابقة، خاصة وأن الجانب الفلسطيني يرفض مبدئيا المؤتمر وكل ما سيصدر عنه من مخرجات وتوصيات وبيانات وما إلى ذلك، لأنه ترجمة وامتداد لمشروع تصفوي خطير وتآمري على القضية الفلسطينية.
وتحت عنوان "لسنا رقما في حملة انتخابات ترامب أو نتنياهو"، يقول أحد أعضاء حركة الدكتور "ايمن الرقب" في تصريحات لـ"أهل مصر" أن آخر صرعات موضة صفقة القرن، هو اقتراح كوشنر بعقد مؤتمر دولي في كامب ديفيد يحضره القادة العرب ونتنياهو لعرض صفقة القرن عليهم، وأن المؤتمر سيعقد قبل الانتخابات الإسرائيلية، ولا يخفي كوشنر هدفه المباشر والأهم عندما يقول إن هذا المؤتمر سيكون مفيدا لكل من ترامب ونتنياهو بفوزهما في الانتخابات في البلدين، وبهذا المعنى فإن المؤتمر هو مجرد مهرجان انتخابي يسهم في إنجاح هذين اليمينيين العنصريين.
واضاف الرقب: أنه فيما يخص مؤتمر كوشنر أو مهرجانه الانتخابي، فان فلسطين لن تكون رقما لا في حملة نتنياهو ولا في حملة ترامب، ولا نعتقد أن للعرب مصلحة في أن يكونوا كذلك، وإلا تحولنا الى قطيع غنم عند كوشنر وعمه ترامب.
واشار إلى أن نحن نريد مؤتمراً دوليًا غير مرهون بانتخابات، وإنما بهدف تحقيق سلام عادل وشامل ودائم، مؤتمر يتمتع بمصداقية في طبيعة الحضور والمرجعيات،كما نصر على ألا نتدخل بالشؤون الداخلية لأي أحد، أو أن نكون ورقة بيد هذا الطرف أو ذاك،باختصار فلسطين وشعبها يريدون الحرية والاستقلال ويريدون العدل وهذا لن يجلبه مؤتمر كوشنر الانتخابي غير واضح المعالم.
وفي سياق متصل قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن زيارة الوفد الأمريكي تأتي للتنسيق بين تل أبيب وواشنطن للإعلان عن الخطوط العريضة لخطة السلام الأمريكية قبل انتخابات الكنيست الإسرائيلي.
أشار ترامب إلى أن ترامب يهدف إلى إعطاء نتنياهو هدية عشية انتخابات الكنيست المقبلة، من أجل تعزيز فرصه في الفوز وتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، مثل الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة وإعلان ترامب القدس كعاصمة موحدة لإسرائيل.