تسأل بعض النساء هل يجوز للمرأة أن تحج بدون محرم ؟ وحول هذا السؤال يقول فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد أنه يجوز للمرأة أن تسافر من دون محرم بشرط اطمئنانها على الأمان في دينها ونفسها وعرضها في سفرها وإقامتها وعودتها، وعدم تعرضها لمضايقات في شخصها أو دينها؛ فقد ورد عنه صلى الله عليه واله وسلم فيما رواه البخاري وغيره عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال له: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة -أي المسافرة- ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله، وفي رواية الإمام أحمد: فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد . فمن هذا الحديث برواياته أخذ جماعة من الفقهاء المجتهدين جواز سفر المرأة وحدها إذا كانت امنة، وخصصوا بهذا الحديث الأحاديث الأخرى التي تحرم سفر المرأة وحدها بغير محرم، فهي محمولة على حالة انعدام الأمن التي كانت من لوازم سفر المرأة وحدها في العصور المتقدمة.
اقرأ أيضا : الكلام أثناء الطواف هذا هو حكمه وهذا هو رأى الفقهاء فيه وما ذهبت له دار الإفتاءالمرأة تسافر للحج بدون محرم في هذه الحالة وهذه أراء الفقهاء حول ذلك
وأشار فضيلته إلى أن جمهور الفقهاء أجازوا للمرأة في حج الفريضة أن تسافر من دون محرم إذا كانت مع نساء ثقات أو رفقة مأمونة، واستدلوا على ذلك بخروج أمهات المؤمنين رضي الله عنهن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم للحج في عهد عمر رضي الله عنه وقد أرسل معهن عثمان بن عفان رضي الله عنه ليحافظ عليهن، كما استدل فضيلته بقول الإمام الشافعي أن المرأة تخرج في حجة الفريضة مع جماعة النساء في رفقة مأمونة وإن لم يكن معها محرم، وجمهور العلماء على جواز ذلك، وكان ابن عمر رضى الله عنهما يحج معه نسوة من جيرانه.