عاد من السعودية ليتخلص منها.. حكاية عامل رخام في المطرية قتل زوجته بعد ردها

كتب : أحمد أبو الأطرش

في حارة البابلي بمنطقة المطرية يقطن زوجان داخل منزل مكون من أربع طوابق، عاشا حياتهما الزوجية بشكل طبيعي، وبدون خلافات، ولكن مع مرور الأيام بدأت المشاكل والخلافات الأسرية تأخذ ركن من حياتهما الزوجية إلى أن انفصلوا نتيجة لتلك الخلافات لمدة عامين، قامت أسرة الزوجة بإنهاء هذه الخلافات وعادا الزوجين لـ"عش الزوجية الجديد"، ولكن من الواضح أن ذلك الركن الذي نشأ بينهم يزيد يوم بعد يوم، إلى أن قرر الزوج إنهاء تلك الخلافات بطريقة شيطانية أقدم خلالها على إزهاق روح زوجته بسلاح أبيض"سكين".

تبلغ لقسم شرطة المطرية إخطار من الأهالي يفيد بأن هناك شخص تعدى على سيدة وقتلها داخل شقتها بحارة البابلي المتفرعة من شارع المطراوي، وبالانتقال تبين أن الجثة لسيدة في العقد الرابع من عمرها ملقاة على الأرض وحولها بركة دماء، وبالفحص أوضح أن الجثة بها إصابة عبارة عن جرح طعني في تقاطع "الكتف مع الرقبة" من الجهة اليسرى، وتلاحظ أن هناك كسر بباب الحمام، وأن الجثة متواجدة بداخل الحمام وقدميها ظاهران من الخارج، كما تبين عدم وجود بعثرة داخل الشقة، أو أي أثار عنف على المنافذ.

التقى فريق من وحدة مباحث القسم شرطة المطرية بشهود العيان، وهم كل من"محمد. ع.س"53 عاما، مدرس، و"خالد.ع.ع" 35 عاما، أمين مخزن مستشفى السلام الدولي، و"عمرو.ح.م"، 39 عاما، موظف، وأكدوا بأن المدعو "إبراهيم. ا.ا.م"، 32 عاما، عامل رخام، حضر في يوم الواقعة إلى الشقة، وقام بقتل زوجته" غادة .ح"، حيث شاهدوه يخرج من مسكن المجني عليها حاملا سلاح ابيض، وقرر لهم بأنه قام بإزهاق روحها انتقامًا منه على الخلافات التي بينهم وفر هاربًا عقب ذلك.

وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن المتهم "ابراهيم. ا.ا.م"هو من قام بإزهاق روح زوجته مستخدمًا ذلك سلاح أبيض نتيجة لخلافات زوجية نشبت بينهم، حيث أنه تزوج منها منذ 4 سنوات وانفصل عنها بعد زواجهم بعامين إلى أن أهلية المجني عليها انهوا ذلك الخلاف وأعادوها إليه مرة أخرى إلا أن الخلافات بينهم ازدادت، فأخذ المتهم يتعدى على أهلية زوجته بالسب والشتم إلى أن جاء يوم الواقعة وقام بقتلها.

وأثبتت تحقيقات النيابة في القضية رقم 8357 لسنة 2017 إداري المطرية، ما اقر به المتهم أمام رجال المباحث، بأنه تزوج المجني عليها"غادة. ح" منذ عدة سنوات، وعقب زواجه بها حدثت بينهما خلافات أدت إلى طلاقها حيث طلقها لمدة عامين، ثم حدث بينهم مفاوضات على إثرها قام بردها مرى أخرى، وذلك خوفا على أطفاله، لأنه دائم السفر للعمل بالخارج"السعودية"، وقام بشراء شقة في منطقة المطرية" التي حدثت بها الواقعة" لتطقن بها زوجته وأولاده، وقرر بأنه حين قام بردها اتفق معه أسرتها على كتابة إيصال أمانة على بياض وتؤخذ منه قائمة منقولات، وشراء عفش جديد إلا انه حال عودته من الخارج نشبت بينهم خلافات مرى أخرى على اثر تلك الخلافات قام بترك منزل الزوجية وفضل العيش مع أسرته، و تلاحظ للجاني قيام أسرة المجني عليها باستحواذ الشقة ملكه والتواجد فيها، حيث اتصل به احدهم واخبره بأنهم سيتخذون الإجراءات القانونية لأخذ الشقة منه.

قام المجني عليه بعرض ما حدث معه على أصدقاءه، وطلبوا منه التوجه لزوجته لكي يتصالح معها وإعطائها بعض المبالغ المالية، تصدى الجاني ما طلبه أصدقاءه منه وتوجه في يوم وقوع الحادث إلى سكن زوجته "محل الحادث"، وقام بالطرق على باب الشقة.. فتحت المجني عليها الباب، وعندما رأته قامت بالصياح متوجه نحو المطبخ لتصطحب سكين كي تضربه بها، وحال تفاديه الضربة حدث به جرح طعني في يده اليمنى، مما دعاه إلى الإمساك بشعرها، وأخذ السكين منها، وحال ذلك سقطت المجني عليها على الأرض فقام بطعنها طعنة واحدة في الرقبة، وفر هاربًا من مكان الحادث.

وحال هروب الجاني من مكان الحادث تقابل مع الجيران وأقر لهم بارتكاب الواقعة، وإثناء فراره قام بالتخلص من السكين بشارع المطرية، وبأخذه والتوجه للمكان الذي تخلص فيه من السكين لم نجدها، وبمناظرته تلاحظ وجود آثار دماء على قميصه، وبمناقشته عن تلك الآثار قرر بأنها يمكن أن تكون دماءه أو دماء المجني عليها، وتم التحفظ عليه.

طلبت نيابة حوادث شرق القاهرة بانتقال احد خبراء الأدلة الجناية من الادارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، وذلك لإجراء المعاينة الفنية اللازمة ورفع كافة الأثآر المادية والبيولوجية من محل الحادث التي تفيد التحقيق، وباتخاذ العينات اللازمة تبين بالجثة وجود إصابة عبارة عن طعنة بالرقبة، كما تبين خلو باب الشقة وجميع المنافذ خالية من أثار العنف، وبإجراء الفحص الفني الميكروسكوبي على حواف أسنان مفتاح كالون باب الشقة لم يتبين وجود آثار احتكاك تشير إلى سبق استخدام المتهم في استخراج نسخة لمفتاح أخر تدل على تردد المتهم للشقة.

وأثبت تقرير الطب الشرعي رقم" 201702501001772" التي قامت باجرائه الدكتورة نهى فكري، الطبيب الشرعي بدار التشريح، أن جثة المجني عليها"غادة.ح"، بها جرح مستوى الحواف يقع بأسفل يسار العنق مائل الوضع، طوله 4 سم، يقع أسفل الأذن اليسرى بحوالي 7 سم، ويبعد عن الخط المنصف للعنق بحوالي 6 سم، وتبين أن الإصابات طعنية حيوية حديثة نتيجة لطعن بجسم صلب ذات حافة حادة وطرف مدبب، كما تعزر تحديد ساعة الوفاة نظرًا لحفظ الجثة بثلاجة حفظ الموتى.

ونسبت النيابة العامة للتهم "إبراهيم. ا.ا.م" في القضية رقم 1508 لسنة2018 جنايات المطرية، المقيدة برقم 29 لسنة 2018 كلي شرق القاهرة، قتل زوجته "غادة.ح"، عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها وما أن ظفر بها حتى عاجلها بعدة طعنات بسلاح أبيض "سكين"، قاصدا من ذلك إزهاق روحها، فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتها.

وأحالت النيابة القضية إلى محكمة الجنايات المختصة بدائرة محكمة استئناف القاهرة، لمحاكمة المتهم وفقا لمواد الاتهام الموجهة له، مع استمرار حبسه احتياطيًا على ذمة المحاكمة، وقررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار طاهر شتا، بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد 15 سنة.