شعور غريب إنتابني عندما تجاهل الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ سوهاج، أهالي قرية شطورة الكائنة بنطاق المحافظة، في مصابهم الجلل الذي حصد أرواح 6 أفراد من خيرة أبنائها، أثناء إنقاذهم لأحد الأشخاص خلال قيامه بأعمال تطهير بئر مياه، وإزداد الشعور سؤء عندما لم يتحرك المحافظ الذي يعد في قائمة المسئولين عن أهالي القرية، من أسفل نسمات تكيف مكتبه، لمتابعة الحادث عن كثب، والوقوف علي أخر المستجدت، ليشعر المواطنين في قرية شطورة، أن خلفهم من يشعر بألمهم ويتقاسمها معهم.
الأهالي في القرية التي يطلق عليها "قرية العلم والعلماء"، طباعهم وتقاليدهم التي ورثوها عن أجدداهم، تُحتم عليهم أن يضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل إنقاذ حياة شخص والوقوف بجانبه، مهما كلفهم ذلك، وكأنهم أقسموا علي العيش والموت معاً، فلم تكن حادث البئر هي الأولي أو الأخيرة، ففي عام 2014 إشتعلت النيران في مخزن "سوق سوداء" لبيع المواد البترولية، فما كان من أهالي القرية إلا أن يتقدموا نحو ألسنة اللهب لإخمادها، وإنقاذ الأشخاص الذين إلتهمت النيران منزلهم، حتي راح 28 شخصاً فضلاً عن عشرات المصابين، ضحية لشهامتهم.
وللأسف الشديد علي الرغم من مرور 24 ساعة وأكثر علي حادث البئر، لم يهتم المحافظ، بأمر أهالي القرية الذين أدمي الحادث قلوبهم، وجعلهم أشبه بالمريض الذي حصل علي جرعة البنج، وجعلهم أجساداً تتحرك دون عقول، لفجاعة وهول الحادث الأليم، ولم يخرج عليهم المحافظ بيبان ينعي فيه أهالي القرية، التي أنجبت ولا زالت تنجب العديد والعديد من أبنائها الذين ينتشرون في كافة المصالح الحكومية والخاصة، من ديوان رئاسة الجمهورية مروراً بكل المهن والحرف رغم عقم أبسط الخدمات بها.
وختاماً سيدي محافظ سوهاج، بإعتباري إبن من أبناء القرية حتي لا أحمل عليك المزيد والمزيد، هناك إحتمالين لا ثالث لهما، أولهما لم يأتيك من المسئولين نبأ شهداء الإنسانية في قريتي شطورة، وفي تلك الحالة أوجه اللوم عليك وعلي المسئولين، وثانيهما أن يكون أتاك نبأ الحادث ولكنك تجاهلته، وهنا ليس مُرحباً بك في محافظتنا من الآن وصاعداً.