على وجهها تجاعيد الزمن، تحمل ملامحها البساطة والطيبة رغم الشعور بقلة الحيلة والمهانة، حيث الظروف القاسية التى تعيش بها ورغبتها فى الراحة التي لا تجدها.
إنها «هانم إبراهيم» سيدة فى العقد السادس من العمر، تعيش بمفردها في غرفة من الطين أشبه بالقبر، سقفها من الافلاق والجريد، تجرى الفئران والحشرات فوق رأسها ليلا ونهارا، ويتساقط عليها التراب والطين من السقف، وقد تتعرض للدغ من العقرب أو الثعبان في أي وقت.
تقطن «هانم إبراهيم» بمنطقة الساحل البحري بقرية شطورة، التابعة لمحافظة سوهاج، وتعمل فى صناعات الخوص والضفير وإنتاج الغلق والمقطف وخلافة، وتعيش بمفردها بعد أن هجرها زوجها وابنها، واضطرت للعمل بتلك المهنة حتى تتمكن من تلبية متطلباتها من المأكل والمشرب.
تقول «هانم» إنها تزوجت وكانت تعيش حياة سعيدة، وأنجبت طفلا كبر وترعرع ثم وقعت بعض الاختلافات بينها وبين زوجها، مما جعله يهجرها ويعيش فى قرية غير التي تعيش بها، وذهب معه ابنه أيضا، وقليلا ما يتردد على والدته للاطمئنان عليها.
وتضيف أنها تعيش على ما تتحصل عليه من تلك المهنة وقد تحصل فى الأسبوع على 20 أو 30 جنيها فقط، ‘لى جانب مساعدات من بعض الجمعيات الأهلية المحيطة بها، ولكنها لا تمتلك إلا غرفة مهدمة سيئة من الطين، لا تحميها من حرارة الشمس بالصيف أو برودة الجو فى الشتاء، ولا تمتلك حماما تقضي فيه حاجتها، مما يجعلها تنتقل إلى منزل إحدى السيدات من الجيران المحيطين بها وهذا يسبب لها الاحراج كثيرا.
اقرأ أيضا.. ماس كهربائي يشعل النار بالمخبز الآلي في سوهاج.. تعرف على الخسائر
«هانم» تحلم ببناء غرفة آدمية لها لتعيش بها وتحميها من برودة الجو فى الشتاء وحرارة الشمس فى الصيف، بالإضافة إلى حفر دورة مياه «حمام» لتتمكن من قضاء حاجتها فيه بعيدا عن أعين الناس.
وأكدت «هانم» أنها لا تتقاضى من التضامن الاجتماعي أي مبالغ نقدية تساعدها فى تلبية متطلبات الحياة، وتأمل فى المسئولين وأهل الخير المساعدة.