"المجمع العلمي".. زي النهاردة قصة تأسيس منبع أسرار مصر وأعرق مؤسساتها العلمية

لم تستغرق الحملة الفرنسية على مصر سوى ثلاث سنوات لا أكثر شهدت بها الحروب والمقاومة والعمران أيضًا، ومعروف عن الإحتلال الفرنسي أنه لابد وأن يترك أي أثر حضاري خلفه في البلد التي قام بإحتلالها، وفي مصر مازال هناك بعض من معالم المستعمر الفرنسي الحضارية المتمثلة في البنيان ولكن لم يتأثر المصريين بلغته.

وفي الرابع من شهر أغسطس سنة 1798 في مثل هذا اليوم قرر نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر بإنشاء مجمع ضخم لأمر يبدو للجميع أن هذا المجمع يعمل على تقدم العلوم في مصر وبحث ودراسة الأحداث التاريخية ومرافقها الصناعية وعواملها الطبيعية فضلا عن إبداء الرأي حول استشارات قادة الحملة الفرنسية.

ولكن السبب الخفي والحقيقة الغائبة هو دراسة تفصيلية لمصر، وبحث كيفية استغلالها لصالح المحتل الفرنسي، ونتج عن هذه الدراسة كتاب وصف مصر.

أماكن المجمع التي تنقّل فيها

تنقل المجمع العلمي تنقلا كبيرا كمكان وموضع، ففي عام 1798 كان بالقاهرة في أحد بيوت البكوات المماليك، ثم حل عام 1856 ليكون المجمع بالإسكندرية، بعدها عاد المجمع إلى حضن القاهرة مرة أخرى في عام 1880 وظل بها حتى ثورة يناير.

من خلال التقرير نستعرض يعض من المعلومات حول المبنى الكاشف عن أسرار مصر ..

يضم مكتبة المجمع العلي 200 ألف كتاب ومجلة، أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا وأطلس ألماني عن مصر وإثيوبيا.

يضم المجمع النسخة الأصلية لكتاب وصف مصر وهو عبارة عن20 مجلدًا كتبها علماء الحملة الفرنسي.

يعتبر المجمع العلمي من أعرق المؤسسات العلمية، ومر على إنشائه أكثر من مائتي عام.

ضم المجمع قسم الآداب والفنون الجميلة، وعلم الآثار، والعلوم الفلسفية والسياسية، وقسم العلوم الطبيعية والرياضيات، وقسم الطب والزراعة والتاريخ الطبيعي.

بعد ثورة يوليو 1952 أصبح المجمع العلمي تابعا لوزارة الشئون الاجتماعية، وهو ما يعد تقليلا من دور المجمع، وظل نحو أربعين عاما شبه مغلق، لا يؤدي أي نشاط منذ الخمسينيات حتى التسعينيات.

نهاية المجمع "منبع أسرار مصر"

وقتما اندلعت أحداث مجلس الوزراء في 17 ديسمبر2011، أدت إلى حرق المجمع ووجود تلفيات كبيرة وضياع كتب قيمة وذات قيمة لن تعوض. حتى أنه بسبب حريق المجمع خسرت مصر النسخة الأصلية من كتاب وصف مصر، وقام بترميم المجمع العلمي القوات المسلحة خلال تسعين يوما من وقت الحريق.

ويضم المجمع الآن 155 عضوا من خيرة العلماء المصريين فى كل التخصصات، ويعامل كهيئة من هيئات الشئون الاجتماعية. لا يوجد للمجمع العلمي الآن أي مصدر تمويل أو ميزانية ثابتة، ويعتمد على التبرعات من البنوك وبعض رجال الأعمال، وتساهم وزارة الثقافة سنويًا بنحو 50 ألف جنيه، ووزارة البحث العلمي بنحو 20 ألف.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
شهداء لقمة العيش.. أسماء ضحايا حادث تصادم طريق بورسعيد - المطرية