لماذا نشكر الله على نعمة العقل والسمع والبصر وهي أمور ضرورية ؟

صورة أرشيفية

تناول القرآن الكريم في أكثر من موضع نعمة البصر والفؤاد ، وفرض على المسلمين شكر الله على هذه النعمة، يقول المولى سبحانه وتعالى : وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون، ويقول الطبري في تفسير هذه الآية : وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة أي التي تعلمون بها وتدركون ; لأن الله جعل ذلك لعباده قبل إخراجهم من البطون وإنما أعطاهم ذلك بعد ما أخرجهم ; أي وجعل لكم السمع لتسمعوا به الأمر والنهي ، والأبصار لتبصروا بها آثار صنعه ، والأفئدة لتصلوا بها إلى معرفته . والأفئدة : جمع الفؤاد نحو غراب وأغربة . وقد قيل في ضمن قوله وجعل لكم السمع إثبات النطق لأن من لم يسمع لم يتكلم ، وإذا وجدت حاسة السمع وجد النطق .

اقرأ أيضا : نبي الله إبراهيم هل هو أسطورة توراتية نقلها القرآن الكريم وهل هناك دليل مادي على أنه شخص حقيقي ؟لماذا نشكر الله على نعمة العقل والسمع والبصر وهي أمور ضرورية ؟

ولكن لماذا يجب أن نشكر الله على العقل والسمع والبصر؟ هل كان من الممكن أن يخلق الله الإنسان بدون عقل أو سمع أو بصر؟ الحقيقة أن تفسير الأية هو الذي يحل هذه المشكلة العقلية، فلا وجه للقول بأن المولى سبحانه وتعالى، يمن علي خلقه من الناس بنعمة العقل والبصر والسمع، فيطلب منهم الشكر على هذه النعمة بمعنى العرفان، ولكن الشكر هنا بمعنى العبادة، فالمقصود من الآية الكريمة أن الله سبحانه يطلب من عباده طالما أنه منحهم نعمة العقل والبصر والسمع أن يعبدون على هذه النعمة، فالشكر هنا معناه العبادة وليس تقديم العرفان ، وإن كان الحمد والعرفان لله تعالي من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً