تلتقي أرواح العباد بروح خالقها تحت عرشه العظيم في حج البيت الحرام كل عام في العشرة الأوائل من شهر ذي الحجة لبلوغ يوم عرفة، يأتي الحُجاج من شتى بقاع الأرض للوقوف بين يدي خالقها، والحج ركن من أركان الإسلام الخمسة وفريضة فرضها الله عز وجل على عباده القادرين فقط رحمةً ورأفةً بهم.
وعلى الحاج أن يقرأ في كتب صفة الحج، ويجتهد في تحري السنة، ويحذر من التساهل، أو البحث عن أي شىء يُفتي له من دون دليل، حتى تكون حجته صحيحة ومقبولة.
خلال التقرير نقدم للحُجاج الجُدد دليل صغير لشروط الحج ومناسكه
شروط الحج
قال تعالى: "إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا"، إذ فرض الله الحج على المُسلم فقط، ولا يقبل لغير المسلم التواجد في البيت الله الحرام حتى يسلم وجهه لله تعالى.
أولا، لابد أن يكون الشخص بالغ، لكن لو حجَّ صحَّ حجه على أنه لا يجزئه عن حجة الإسلام فهو مقبول منه لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن امرأة رفعت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- صبيًا، فقالت: ألهذا حج؟ قال «نعم ولك أجر».
ثانيًا، أن يكون الشخص عاقل فلا حج ولا عمرة على مجنون إلا أن يفيق، وقال الرسول صلى الله عليه وسلّم: "رُفع القلم عن ثلاثة. عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبدأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم".
ثالثًا، القدرة أو الاستطاعة بالمال والبدن.
ترتبط الشروط بالمحذورات، وهناك محذورات إحرام بسيطة قد تفقد صحة حجتك، عليك معرفتها جيدًا، وهي متساوية لدى الرجل والمرأة، وإذا فعلوها عليهم فدية أو صيام أو إطعام مسكين، وهي:
حلق الشعر من أي جزء من بدنه.
تقليم الأظفار.
تغطية الرأس، وتغطية الوجه من الأنثى إلا إذا مر بها رجال أجانب.
لبس الذكر للمخيط، وهو ما يخاط على حجم العضو، مثل الثوب والسروال ونحوهما.
الطيب.
قتل الصيد البري المأكول.
عقد النكاح.
الجماع، فإن كان قبل التحلل الأول فسد نسكهما، وإن كان بعد التحلل الأول فلا يفسد به النسك، لكن يجب في ذلك شاة.
أركـان الحج
على الحاج أن يعي جيدًا أن هناك أركان للحج إذا سقط ركن منها بطل الحج، وهي:
الإحرام
لابد أن يُبيت الحاج نية الحج إلى بينت الله الحرام، ولا ينفع حجته إلا إذ نوى وهو شرط أساسي "النية"، يستدل على ذلك بحديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى". فمن قرر الحج من مصر يأتي وقد نوى من ميقات بلده وهكذا.
الوقوف في عرفة
ثاني في الحج، وكفي أن يُستدل عليه من كتاب الله المجيد، قال الله تعالى: "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ".
طواف الإفاضة
هو الطواف يُسمى طواف الزيارة، وذلك لأن الحُجاج يأتون من مِني لزيارة البيت الحرام ثم العودة إلة مِني مرة أخرى، وهو يكون بعد إفاضة الحجاج من عرفة ومزدلفة، قال الله تعالى:
"ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ".
سعي الحجاج بين الصفا والمروة
يقول الله تعالى: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
