سيطرت حالة من الاستياء والغضب الشديدين على وجوه أكثر من 500 أسرة من عائلات قرية ميت حبيب التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية مسقط رأس ما يقرب من 17 ضحية سقطوا من عائلات أبوإسماعيل والتراس تحت بطش أيادي الإرهاب الغاشم فى واقعة تفجير سيارة مفخخة بطريق الكورنيش أمام معهد الأورام بالقاهرة .
وانتقلت "أهل مصر " إلى شوارع وميادين قرية ميت حبيب والتي تحوي مايزيد عن 45 ألف نسمة بينهم أكبر عائلات وهي أبواسماعيل ودراس والتراس وغيرها فيما رصدت تحول منازل عائلات القرية الى سرادقات عزاء انتظارا لوصول جثمان شهداء الوطن فى الحادث الإرهابي الغاشم عقب تمكن أقاربهم من استلام جثماينهم عقب إجراء تحليل الحمض النووي "دي ان إيه " والتأكد من تحديد هويتهم من مشرحة زينهم .
"والله احنا بقينا فى حاله كرب فور علمنا بخبر تفجير حادث معهد الأورام بالقاهرة وسقوط 17 من أبناء عائلات أبواسماعيل سقطوا فى حادث احتراق وتفجير سيارة ميكروباص أمام معهد الأورام حال توجههم لحضور أحد الأفراح بحي البساتين بالقاهرة " بتلك الكلمات التقط خيط الحديث مع " " الحاج السيد الحماقي عمدة قرية "ميت حبيب " مشيرا بقوله " مازلنا نتواصل مع أسر الضحايا والذي من المرجح دفنهم بمقابر العائلة بوسط القرية عقب إجراء صلاة الجنازة عليهم بمسجد السلام بوسط القرية استعدادا لدفن مايزيد عن 13 جثة بتراب المقابر الكبرى بوسط القرية " .
وتابع عمدة القرية " إن أهالي القرية حولوا منازلهم إلي سرادقات عزاء واتشحوا بارتدائهم الملابس السوداء لإعلان حالة الحداد على شهداء عائلات أبوإسماعيل وربنا يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته يارب العالمين " .
واختتم عمدة القرية بقوله " عائلات أبواسماعيل والتراس سقطوا فى حادث معهد الأورام الإرهابي وفقدنا عائلات بأبنائها بالكامل وعلينا إنهاء ترتيبات دفنهم بالتنسيق مع الجهات المعنية " .
من جانبه قال محمد السيد أحد أقارب الضحايا أن الحاجة نجوى رفعت السعيد والدة العروس وزوجة الحاج طارق شوقي أبوإسماعيل وباقي العائلات والتي تتمثل فى كل من ضحايا وهم سامح فرج أبوإسماعيل وزوجته وولدين وفرج سيد فرج أبوإسماعيل ووالدين ومحمد هيثم طلخان أبوإسماعيل وآخرين لقوا حتفهم جثث متفحمة .
وتابع بقوله " حسبي الله ونعم الوكيل في الإرهاب الغاشم وربنا هينصرنا وبناشد كل مسئول في رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والجهات المعنية بضرورة القصاص لدماء الشهداء ومحاسبتهم قانونيا وإداريا" .
وأشار "السيد " بقوله " الفرح بقي "ميته" وهندفن 13 جثة من العائلة بمسقط رأسهم بالقرية وربنا يصبرنا لفراقهم " مضيفا بقوله " إن تحاليل الحمض النووي دي ان ايه حددت 13 جثة من أبناء عائلاتنا ولازم ندفنهم عقب صلاة العشاء وأداء صلاة الجنازة بمسجد السلام باعتباره أحد المساجد الكبرى بذات القرية " .
وعلى بعد عشرات الأمتار من منزل عمدة القرية جلست سيدة فى العقد الخامس من عمرها تردد عبارات "لنا ربنا وقتلوا عيالنا الإرهابيين وربنا ينتقم منهم الظلمة وإن شاء الله ربنا هينصف مصر وكلنا مع بلدنا " فيما أخذت السيدة تنهمر فى الدموع وترفع يداها إلى السماء وتقول " ربنا يكرمنا ويرحمهم ويحسن ختام عائلات قريتنا يارب " .
فى المقابل أصدر اللواء هشام السعيد محافظ الغربية توجيهاته إلى اللواء علاء الدين يوسف رئيس مجلس مركز ومدينة سمنود بالضرورة التواصل مع عمدة القرية وإنهاء كافة الإجراءات القانونية والإدارية لإنهاء دفنهم وتقديم كامل واجب العزاء لأسرهم وعائلاتهم " .
وأضاف محافظ الغربية أنه تم اختيار 9 قرى بمحافظة الغربية كمرحلة أولى لتنفيذ مبادرة حياة كريمة، وهى كفر طرنة بمركز طنطا وميت حبيب مركز سمنود ومنشية طنبارة بالمحلة الكبرى وميت الليث بمركز السنطة ودقرن بمركز كفر الزيات وكوم علي بمركز قطور وسلامون بمركز بسيون وكفر حانوت والجنيدى بمركز زفتى .
كما بين المحافظ أنه سيتم تدشين سلسلة من القوافل الغذائية والعلاجية لدعم الأسر والعائلات بقرية ميت حبيب مشيرا أنه تم تدشين مبادرة "حياة كريمة " ودعم خطة استكمال مشروعات الصرف الصحي ومجمع المدارس وتطوير مركز الشباب حفاظا على حياة وأرواح المواطنين .