الإرهاق يقتل أصحاب البالطو الأبيض.. هالة زايد تتجاهل أزمة نقص الأطباء في المستشفيات.. زيادة عدد ساعات العمل السبب.. وعضو لجنة الصحة بمجلس النواب: نطالب الرئيس بالتدخل

كتب : فكرية محسن

واقعة غريبة تكررت أكثر من مرة على مدار عامين، كانت عواقبها وخيمة وهي وفاة الأطباء داخل المستشفيات التي يعملون بها أثناء تأدية عملهم في خدمة المرضى، ولكنهم يسقطوا بشكل فجائي نظرًا لضغوط العمل الشاقة ولطول ساعات العمل التي يتحملها الطبيب لسد عجز نقص الأطباء نتيجة سفرهم إلى ل الخارج، بالإضافة إلى الضغوط النفسية والحياتية التي يمرون بها تاركين أعباء المهنة الإنسانية لمن يخلفهم من شباب الأطباء ببدل عدوى لا يتعدى العشرين جنيهًا، لذا قررت "أهل مصر" خوض أغوار المشكلة والوقوف على طبيعة عمل الطبيب وساعات العمل الإضافية وتأثير ذلك عليه.

وزارة الصحة تقتل الأطباء داخل غرفة العمليات

وفاة الطبيب أحمد عبد الهادي، نائب قلب بقسم قسطرة موجات صوتية بالمعهد القومي للقلب بسبب نزيف حاد في المخ أثناء تأدية عمله، كانت أول شرارة لإثارة للفت انتباه وزارة الصحة ونقابة الأطباء، وذلك بعد عمله نبطشية استمرت حتي 36 ساعة، وهذا ما ذكره الأطباء على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، فيما نفى الدكتور محمد أسامة عميد المعهد القومي للقلب، أن السبب الأساسي لوفاة المريض ذلك معلقًا أن ذلك لا أساس له من الصحة، موضحًا أن أحمد يبلغ من العمر 27 عام ويعاني من نزيف بالمخ، كما أنه عندما شعر بصداع وتعب كان حينها في منزله بالمحلة حتى دخل في غيبوبة وتوفى.

وهناك العديد من الأطباء الذين لقوا مصرعهم أثناء تأدية عملهم، وكان منهم، الدكتورة مارجريت حنا أخصائي التخدير بمستشفى الساحل التعليمي، فقد توفيت في العاشر من شهر يونيو الماضي، وذلك في غرفة العمليات حيث سقطت متوفاة بعد تخدير الحالة الثالثة، الدكتورة سارة أبو بكر، نائبة أطفال بمستشفى المطرية، توفيت صعقا بالكهرباء في حمام سكن الطبيبات بمستشفى المطرية التعليمي، والدكتور محمد سعد المدني، مدرس مساعد جراحة الأوعية الدموية، كلية طب سوهاج، توفى بشكل فجائي أثناء عمله بالنوبتجية لساعات طويلة، والدكتور حسام حمدي، الذي توفى فجأة وهو يجري عمليات للمرضي، والدكتور محمد حسن هريدي بمستشفى كفر الشيخ العام

أمين صندوق نقابة الأطباء: يجب على الدولة تحسين ظروف الأطباء

أوضح الدكتور محمد عبد الحميد، أمين صندوق نقابة الأطباء، ورئيس قسم جراحة المسالك البولية بمستشفى التحرير العام بإمبابة، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن دول الخارج غير مسموح فيها للطبيب العمل أكثر من 8- 10 ساعات في اليوم، فالأمر ممنوع ليس فقط حفاظًا على صحة الطبيب أو خوفًا من وفاته ولكن حفاظًا على صحة المرضى أنفسهم.

وأضاف، أن الطبيب داخل مصر يعمل لمدة 24 ساعة وأحيانًا 36 ساعة وقد يصل الأمر إلى 48 ساعة وهو ما يجري على الكثير من الأطباء بسبب ظروف المهنة، موضحًا أن كل ذلك يؤثر على تركيز الطبيب الذهني والبدني ولكن في الخارج يحاولون الحفاظ دائمًا على صحة المواطن لديهم.

وأشار "عبد الحميد" إلى أن لدينا في العمل الحكومي تُقدر عدد ساعات عمل الطبيب بـ36 ساعة إلى 48 ساعة في الأسبوع فيمكن أن يقرر الطبيب من تلقاء نفسه أن يدمجهم ويعمل مرة واحدة متواصلة لمدة 36 ساعة حتى لا يذهب مرة أخرى للمستشفى خلال الأسبوع

وأضاف، أن هناك نقص كبير في عدد الأطباء الموجودين في مصر والذين يسافرون إلى دول الخارج مثل انجلترا وألمانيا ودول الخليج كما أنها تقلل في شروطها بالنسبة للغة لجذب شباب الأطباء، مما أثر على عدد الأطباء في مصر خاصة التخصصات الحرجة مثل التخدير والعناية المركزة والطوارئ وبالتالي يضطر الطبيب للعمل ساعات زيادة لتغطية النقص وهو مهم لخدمة المرضى.

وأكد أنه يجب على الدولة تحسين ظروف الأطباء من زيادة مرتبات والتسجيل في الدراسات العليا قائلا" الدكاترة عندنا بقوا بيتوفوا أو بيهاجروا"، لذا فتح كليات طب جديدة أو زيادة الأعداد وغيرها من أفكار لا تفيد بزيادة العدد لعدم حل المشاكل من جذورها لأنه لا يضمن بقائهم في العمل الحكومي بعد التخرج.

الدكتور سمير علي توني: كنت بشتغل 24 ساعة والمستشفى مفيهاش حمام

بدأ الدكتور سمير على توني، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، والأمين العام المساعد واستشاري الجراحة العامة، حديثه معبرًا عن مأساة الأطباء قائلًا: "أنا سويت معاش مبكر في سن الـ 57 ، ومعاشي الآن 1450 جنيه وكنت أحصل على راتب وصل لـ 4000 جنيه بعد 25 سنة عمل، وكانت النبطشية لمدة 24 ساعة والمستشفى اللي بشتغل فيها مفيهاش حمام وكنت بروح الجامع اللي جنبها.. فلك أن تتخيل الأمر بالنسبة للسيدة الطبيبة"، مشيرًا إلى أن مهنة الطب صعبة في مصر ويجب تحسين ظروف العمل لأنها من أهم المطالب الأساسية للأطباء خاصة أن الأطباء الآن يموتون أو يسافرون للخارج بسبب الضغوط النفسية والبدنية.

وأضاف "توني" لـ"أهل مصر" أنه يجب على وزارة الصحة تحسين ظروف العمل وما تشمله الجملة من رواتب متدنية ، فضلاً عن أهمية أن تطبق الدولة القانون رقم "14" الذي يُلزم أن تكون الدراسات العليا على نفقة جهة العمل مشيرًا إلى أن الدراسات العليا لا تحمل استفادة للطبيب نفسه ولكنها تعود على صحة المريض.

عضو لجنة الصحة بمجلس النواب: نطالب الرئيس بالتدخل لأن الوزيرة لا ترى مشكلاتهم

ناشدت الدكتورة سماح سعد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالنظر للأطباء، خلال تصريحاتها لـ"أهل مصر"، موضحة أن وزيرة الصحة لا تنظر لمشكلاتهم ولا تضع لهم حلول جذرية.

نقلا عن العدد الورقي.