يفكر الكثير من الناس أن النبي صلى الله علي وسلم ذهب إلي الحج مرات عديدة، ولكن في الحقيقة مع مقدرة النبي الذهاب إلي الحج كل عام، إلا أنه حج مرة واحدة سميت "بحجة الوداع" واختير هذا الاسم لأن بعد هذا العام قد اختار صلي الله عليه وسلم الذهاب الي ربه والصعود إلي الرفيق الأعلي ، وكان يشعر بأنها أخر حجة له فقال أثناء حديثه " لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا" وبالفعل كانت هي حجة الوداع وقد أرسي النبي بعض القواعد التي أمر المسلمين بالسير عليها بعد وفاته.
ووصي النبي أمته علي العديد من النقاط بها أرسي مبادئ أمته ألي أن تقوم الساعة، وكأنه حج هذه الحجة لتكون بمثابة منبه لأي مسلم زله الشيطان وأخذه ألي طريقه وفي بداية رحلته قال
"لبيكَ اللهم لبيك، لبيك لا شريكَ لك لبيك، إن الحمدَ والنعمةَ لك، والملك، لاشريك لك "
وقد سميت هذه الحجة الأولى والأخيرة له -صلى الله عليه وسلـم- بحجة الوداع ؛ لأنه وبأداء تلك الحجة ومناسكها قد ودع الحياة ، ويترك الصحب والأحبة، وأنه قد لا يعود إلى الحج بعد ذلك أبداً ؛ لشعوره -صلى الله عليه وسلـم- بقرب الأجل، ودنوه منه عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم .
فقد بين ووضح رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- في تلك الحجة حقوق الناس بعضهم على بعض، وأوصى بحفظها، وعدم اعتداء المسلم على أخيه المسلم من دون وجه حق، وقد قال في تلك الخطبة المسماة بخطبة الوداع: "إن المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، فقد حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- على توضيح ذلك للمسلمين قاطبة
حجة الوداع
اقرأ أيضا.. جبل عرفة.. تعرف على سبب تسمية الجبل بهذا الاسم وفضل صيام يوم عرفة
لحفظ قوة تماسك المسلمين، ووحدتهم وتكافلهم مع بعضهم البعض، وعدم الاقتتال بينهم بغير وجه حق وشرع، وقد ورد في الصحيحين إثبات ذلك، عندما سأل قتادة أنس بن مالك -رضي الله عنه وأرضاه-، فقال له: "يا أنس كم حجة حج رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-"، فقال أنس -رضي الله عنه- : (لقد حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجة واحدة، واعتمر أربعة مرات) . وفي هذا دليل على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- قد حج مرة واحدة في حياته، كانت في السنة العاشرة بعد هجرته -صلى الله عليه وسلـم- .
وقد كان من أبرز أقواله -صلى الله عليه وسلـم- لصحابته الكرام في تلك الحجة، عندما وقف بهم خطيباً: "تركت فيكم ما إن تمسكتم أو اعتصمتم به، لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وسنة رسوله"
حجة الوداع
فما وجد في القرآن من دون تفصيل، وجد تفصيله في السنة، ومن لا يوجد في القرآن، وجد في السنة والعكس . وقد ختم بقوله -صلى الله عليه وسـلم- تلك الحجة بقوله: "اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الاسلام دينا" .
وبعد هذه الحجة ذهب النبي صلي الله عليه وسلم إلي رحمة مولاه تاركا لنا القرأن والسنة النبوية المطهرة ، ينهل منهما الباحث الي يوم الدين .