اعلان

خميس الشك.. الأنس بـ"الموتى" أبرز طقوس العيد بالمحلة.. الأمهات يحملن الورود لأبنائهن بمقابر الششتاوي.. أم محمد: قالي لما أرجع اعمليلي أكل ومات جائعا.. نعيمة تتحدث لولديها: هجيبلكو ماية (فيديو وصور)

زيارة المقابر يوم خميس الشك أبرز الطقوس قبيل عيد الاضحى في ا

غربت شمس اليوم، معلنة نهاية "خميس الشك"، ألا

وهو آخر خميس بآخر أسبوع يسبق العيد، حيث اجتمعت النساء بمقابر الششتاوي بالمحلة

الكبرى، وتجلت روائح النعناع والريحان والأعشاب بين القبور، بل وظهرت جلية الورود

على أسطح الشواهد، معلنة أن العيد اقترب..

كاميرا "أهل مصر" تجولت داخل مقابر الششتاوي

بالمحلة الكبرى، لتفقد الأحوال ورصد أجواء "خميس الشك".وجدت "أهل مصر" كلاً يبكي على فقيده أو يتحدث

مع عزيز تركه منذ أعوام، يحكي عن ما مضى ويتذكر أجواء العيد الماضية، وقد يعاتب

البعض الفرقة ويهون على الميت وحشة القبر، فالعجائز بين المقابر يزعمن أن الأموات

فى هذا الوقت تغمرهم السعادة، ويغطيهم الفرح بوجود ذويهم كزيارة المساجين، وفى أحد

الأركان تجمعت سيدات فى العقد الرابع والخامس من العمر، اعتقدنا فى بادئ الأمر

أنهن يجتمعن للدعاء لآبائهن وأمهاتهن، لكن اكتشفنا أن كلا منهن مات ولدها في ريعان

شبابه، مع اختلاف الطريقة ما بين حادث تصادم أو غرق، تنوعت الطرق والمصير واحد.

زيارة المقابر يوم خميس الشك أبرز الطقوس قبيل عيد الاضحى في الغربية 

تقول "أم محمد" إحدى الجالسات على القبور: توفي ابني محمد منذ عامين وهو لم يكمل الـ19 ربيعا، حيث خرج يوم شم النسيم، للتنزه مع أصدقائه والاستحمام فى بحر أبو علي، لكنه خلع ملابسه وقفز في الماء ليختفي بعدها دون رجعة، ذهب قلبي ولم يعد لي، مازلت أتذكر آخر كلماته قبل خروجه، حيث التفت لي قائلا "أنا خارج يا عواطف، لما أرجع اعمليلي أكل حلو"، ولكنه مات جائعا، ولم يظهر جثمانه من الماء حتى ذهبت لشط البحر وناديت عليه، ليطفو على السطح، ليكفن ويغسل ويرقد هنا، اعتدنا المجيء إليه كل خميس، للدعاء له والحديث معه، أحكي له ما يؤرقني طول الأسبوع، أشكو له كما اعتدت أن أفعل حينما كان على قيد الحياة، أخرج من هنا وكأني ولدت من جديد.

أما "الحاجة نعيمة": مات ولدها منذ خمس سنوات فى حادث سير ليتبعه أخوه الأصغر هو الآخر فى حادث مشابه، ومنذ ذلك اليوم وهي تخدم المقابر والقبور، تنظف وتزيح أوراق الأشجار عن الشواهد، وتجمع النعناع الجاف، كما تنثر المياه على غبار القبور فى الشمس الحارقة، ورصدتها الكاميرا تتحدث إلى أبنائها في موقف غريب، حيث تدور حول القبر قائلة "عايز ماية يا حبيبى، هجيبلك ماية، تعرفوا انكوا وحشتوني، هنضفلكم المكان حالاً"، وسط اندهاش الكثيرين الذين ظنوا أنها فقدت عقلها، لكن جميع العمال يشهدون لها بالعقل والرزانة، وأشاروا إلى أنها تأتي كل أسبوع لتخدم المقابر وتضع المياه على العيون المهجورة، ومن نسيهم ذووهم، حيث تجد ألفة بين أبنائها.

زيارة المقابر يوم خميس الشك أبرز الطقوس قبيل عيد الأضحى في الغربية وأشار "التربي" محمد الفار إلى أن لخميس الشك قيمة كبيرة فى نفوس الجميع، حيث إن الكثيرين يزورون المقابر قبل العيد، فيأتون أفواجا فى هذا اليوم لقراءة القرآن وزيارة موتاهم، ويقيم البعض من المتيسرين ختمات القرآن والدعاء على الأبواب في الخارج، أما الفقراء فيكتفون بوضع الريحان والنعناع، وقد لا يملكون ثمنها فيقطفون من شجر الورد بالمقابر بعض الأوراق والأغصان ويضعونها على الشاهد، كنوع من تخفيف العذاب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الحكومة تكشف حقيقة صفقة بيع محطة جبل الزيت لتوليد الكهرباء للمستثمرين