تحولت قلعة قايتباي الثرية بالإسكندرية، لأول مرة في تاريخها، منذ عام 1468 ميلادي؛ من حصن حربي قديم، ومزار سياحي في العصر الحديث، إلى قاعة أفراح، بهدف تحسين دخل القلعة التاريخية وزيادة موارد الوزارة.
وتضاربت آراء الخبراء السياحيين والعاملين بالقطاع السياحة حول استغلال المزارات السياحية تجاريا بدافع تنشيط السياحة الداخلية، خاصة مع حالة الركود والانحسار التي يعاني منها القطاع السياحي بعد الازمات المتلاحقة التي أصابته.
وأوضح حسام العكاوي، عضو غرفة الشركات السياحية، والمنسق العام للائتلاف العام للسياحيين، أن استغلال المزارات السياحية في اقامة حفلات الزفاف والمناسبات المختلفة بدافع تنشيط السياحة الداخلية، هو إهدار لقيمة ورمزية هذه المزارات.
وفي تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أشار "العكاوي" إلى أن المزارات تحتاج إلى عناية وحرص بدلا من أهانتها بهذه الطريقة، مؤكدا أن الآثار المصرية ليست ملك للوزير الذي منح الموافقة، وليست ملكا لمن يدفع أكثر.
وأضاف "العكاوي" أن استخدام المزارات السياحية تجاريا يسئ لسمعة وقيمة الآثار المصرية، موضحا أن المال الذي سيجلب منها، لن يعوض الإهانة التي ألحقناها بتراثنا.
ومن جانبه، قد أكد باسم حلقة، الخبير السياحي ورئيس المجلس التأسيسي لنقابة السياحيين المهنية، ضرورة استغلال المزارات السياحية في إقامة الحفلات، لمحاولة تنشيط السياحة داخليا، بعد حالة الانحسار التي تضرر منها القطاع بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية في أكتوبر الماضي، مشيرا إلى ضرورة تقنين الحفلات، منعا للاساءة للمزارات السياحية.
وأعرب "حلقة" عن رفضه لفكرة استغلال المزار السياحي في اقامة حفلات الزفاف، والتي قد تسيئ للمقصد وتهينه، منوها إلى إقامة الحفلات الفنية التي تقوم بها هيئة تنشيط السياحة من دعوة الفنانين العالميين والعرب بدافع الترويج للمقصد المصري.
فيما قال أحمد بلبع، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن قيام وزارة الآثار باستغلال المزارات السياحية في إقامة حفلات الزفاف والمناسبات المختلفة هو امر جيد ويساعد علي تنشيط السياحة الداخلية.
وأضاف "بلبع" أن استخدام المزارات السياحية في إقامة حفلات الزفاف والحفلات الفنية، لا يهين الآثار أو المزار السياحي، كما يدعي البعض، مؤكدا أن استخدامها سيساهم في تنشيط السياحة الداخلية، ويعطي صورة للخارج بأن المقصد المصري مقصد آمن.
وأكد "بلبع" أنه ليس هناك ما يمنع استغلال المزارات السياحية في الحفلات الفنية والخاصة، طالما تقوم الجهات المعنية بتأمينها والرقابة عليها ضد أي أضرار، موضحا ارتفاع تكاليف هذه المناسبات ما يعني استغلالها من قبل فئات معينة لديها الحس في المحافظة علي المزار السياحي.
وقال أسامة الصياد مدير قلعة قايتباي، أن هناك رغبة واسعة من المواطنين بإقامة حفل زفافهم في ساحة القلعة، عقب حفل القران الذي أقيم مؤخرا في القلعة، لافتا إلى أن خطوات إقامة حفلات القران أو الخريجين، تكون من خلال تقدم المواطن بطلب لوزارة الآثار، ثم التوجه إلى إدارة القلعة، لتسديد رسوم الفرح 15 ألف جنيه لعدد 200 فرد، على أن يقوم صاحب الفرح بتحضير الفراشة وجميع مستلزمات الفرح، وإذا تم حجز ساحة القلعة قبل الفرح بيوم يتم دفع 8 آلاف جنيه،لأنه تم فتح القلعة في مواعيد العمل غير الرسمية.
وأضاف أن إقامة الفرح يتم بالتنسيق بين السياحة ومديرية الأمن، وأنه يلزم صاحب الفرح بعدم تشغيل أية أغاني تسئ للمكان، وذلك بهدف الحفاظ على سمعته كقيمة تاريخية، بالإضافة إلى عدم المساس بمبنى القلعة والمساحة الخضراء، على أن تكون خلفية الفرح مبنى القلعة.
وأكد أن خطة وزارة الآثار تسعى لزيادة الموارد، وأن وزير الآثار أمر بفتح القلعة من الساعة الثامنة صباحًا إلى 11 مساء، وأن القلعة استطاعت أن تحقق خلال 5 شهور، مليون ونصف المليون جنيه، وتعد القلعة من أكثر المناطق الأثرية دخلًا على مستوى المحافظة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
