أقدم الصباح وافترشت الشمس قلب السماء مدلية بجدائلها خيوطا ذهبية تنساب على زجاج نوافذ بيت ترقد بداخله بائعة الفاكهة وحفيدتها جثتين هامدتين، بعدما تلقتا ضربات على رأسيهما أودت بحياتهما، في ديرب نجم بالشرقية.
اعتادت "العجوز" على وضع ميزانها بكفتيه أمامها، تصارع به الحياة بعد فقدها زوجها، تلك "الأروانة" من الألومنيوم التى لم تظلم "زبونا" يوما ما، خلال رحلة كفاح دامت أكثر من عشر سنوات، تجلس تحت شرفة بيتها تتحدى ظروف الحياة بافتراش الأرض بشتى الثمار والزرع.
كانت البذور بمثابة طوق نجاتها، تخضر وتنضج ومعها أحلامها بالستر، تشاركها حفيدتها ذات الـ٣ أعوام يومها، تجلس معها أمام فرش الفاكهة، ببراءة وعفوية طفلة تقابلك بابتسامة واسعة، تخطف عينك من النظرة الأولى لها.
لكن دوام الحال من المحال، فقد وقعت بائعة الفاكهة في طريق الشيطان الذي أخذ يراودها ليدخلها "فخ" الخطيئة من "باب الحب"، خاصة بعد أن فقدت زوجها وباتت شهواتها تتغلب عليها، وبالفعل سقطت في شباكه وبدأ صديق نجلها الأكبر يلعب بمشاعرها ويوهمها بالزواج حتى إنها رضخت له فنشأت بينهما علاقة محرمة.
تسارعت الأيام والليالي شاهدة على مولد علاقة محرمة بين بائعة الفاكهة واللعوب الثلاثينى صديق نجلها الأكبر، شيطان تسلل إلى بيت صديقه ونشبت بينه وبين العجوز غراميات وعلاقات جنسية رغم بلوغها سن الستين.
احتدمت الخلافات بينهما فى تلك الليلة، وصلت معه إلى طريق مسدود بعدما زادت مطالبات العجوز حبيبها بأن يتزوجها، فلم يجد مفرا بعد أن نشبت بينهما مشادة كلامية، ووبخته بكلمات جارحة عزم على إثرها على قتلها، وبعقل هائم ومداد قاتم، ارتكب جريمتة بعد ليلة حمراء، عقب تهديده بفضح علاقتهما أمام أهل القرية.
اقرا أيضا: نشرة مرور "أهل مصر" في وقفة يوم عرفه: سيولة تامة بشوارع القاهرة والجيزة
خرج الشاب اللعوب هائماً بعد مقتل عاشقته، ليلقى حفيدتها الصغرى ترمقه بابتسامتها المعتادة التى طالما اعتادت أن ترسمها عند لقائه.
المتهم صديق والدها، لكن آدميته تبدلت وتحول إلى ذئب لا يعرف الرحمة غير مبال بالعقاب، وخوفًا من افتضاح أمره بعدما شاهدته الصغيرة، عزم على ارتكاب جريمته الثانية وأقدم على قتلها أيضاً، مزهقًا بذلك روحا مطمئنة لا ذنب لها، بعد أن أذاق فريسته كأس العشق والموت مرا وعلقما، معتقدا هربه من جريمته، وناسيا عدالة السماء.
وبعد أن عثر أحد أهالي القرية على جثة بائعة الفاكهة وحفيدتها، انتقلت قوة أمنيه من مباحث ديرب نجم، برئاسة الرائد عبد المنعم علاء، رئيس مباحث ديرب نجم، لكشف ملابسات الواقعة وتم القبض على المتهم وتبين أنه صديق نجلها الأكبر.
اعترف المتهم وذكر في أقواله: نشأت بيننا علاقة محرمة وهددتني بإخبار أبنائها وأقاربي فخفت من الفضيحة خاصة أني صديق ابنها، فقتلتها وعند خروجي شاهدتني حفيدتها فقتلتها وهربت على العاشر من رمضان حتى لا يشك بي أحد.
تم تحرير المحضر اللازم، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيقات، وصرحت بدفن جثة بائعة الفاكهة وحفيدتها بعد العرض على الطب الشرعي، وقررت حبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات.