بعد 18 عاماً من الحرب.. انتهاء جولة المحادثات بين أمريكا وطالبان.. من سيخلف الظواهري في رئاسة القاعدة بعد مرضه؟

صورة أرشيفية
كتب : سها صلاح

قالت حركة طالبان إن ثامن جولة من المحادثات بين افغنستان وأمريكا التي عقدت في قطر، توصلت إلى اتفاق بانسحاب القوات الأمريكية من أطول حرب خاضتها،مقابل وعد من طالبان بألا تُستخدم أفغانستان قاعدة من قبل المتشددين للتخطيط لشن هجمات منها في الخارج.

وسيسمح الاتفاق للرئيس دونالد ترامب بتحقيق هدفه بإنهاء حرب شنت في الأيام التي تلت هجمات 11 سبتمبرعام 2001 على الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يتضمن الاتفاق التزاماً من حركة طالبان بعقد محادثات لاقتسام السلطة مع الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة، ولكن من غير المتوقع أن يتضمن هدنة من جانب طالبان مع الحكومة، ما يثير مخاوف من مواصلة المتمردين القتال عندما تغادر القوات الأمريكية.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن أحدث جولة من المحادثات، والتي قال مسؤول أمريكي في وقت سابق إنها تضمنت تفاصيل فنية وتنفيذ آليات اتفاق، انتهت صباح الإثنين.

وقال مجاهد في بيان: "لقد كانت طويلة ومفيدة وقرر كل من الجانبين التشاور مع زعمائه بشأن الخطوات التالية".

قالت حركة طالبان إن الجولة الثامنة من المحادثات الرامية إلى التوصل لاتفاق يتيح للولايات المتحدة إنهاء أطول حرب خاضتها وسحب قواتها من أفغانستان انتهت الاثنين 12 أغسطس وإن كلا الجانبين سيتشاور مع زعمائه بشأن الخطوات التالية.

اقرأ أيضاً.. انتهاء أحدث جولة محادثات بين طالبان وواشنطن بالدوحة

من سيحكم القاعدة بعد هذا الاتفاق؟

بعد وفاة "حمزة بن لادن" نجل القيادي المؤسس لتنظيم القاعدة، وظروف "المرض الغامضة" التي حدثت للزعيم الحالي أيمن الظواهري، وفق تقارير أميركية تزايدت في الأيام الأخيرة، التساؤلات بشأن التكهن بمستقبل التنظيم وقيادته في الفترات المقبلة؟

وقالت شبكة "سي إن إن" الأميركية، عن "تسريبات استخباراتية"، إن المعلومات تشير إلى إصابة الظواهري بمشكلات كبيرة في القلب،

ورصدت واشنطن في فبراير 2019 مكافأة تصل إلى مليون دولار لمن يقدم معلومات تتيح العثور على حمزة بن لادن، وجاء الظهور الأخير لبن لادن الابن في 31 مارس 2018، عندما نشرت القاعدة شريطاً له يناقش العلاقات الأميركية السعودية.

من جانبه، رأى باراك مندلسون، الأستاذ بجامعة هارفارد في بنسلفانيا، أن القاعدة يبدو أنها وضعت حمزة بن لادن في قلب عملها الدعائي في انتظار أن يتمكن من قيادة التنظيم، وأضاف لكن ليس من المؤكد أن نجل الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة كان مطلعا على مهام هامة

وبحسب هوفمان، "فإنه وعلى الرغم من أن حمزة كان شخصا مهما بنسبه العائلي وسنه، لكن القاعدة تجاوزت مقتل والده ويمكنها الاستمرار بعد وفاة الابن ومرض الزعيم".

أبرز المرشحين لخلافة الظواهري

وفق تقارير أميركية فإن الإرهابيين المصريين أبو محمد المصري وسيف العدل، أبرز المحتملين لتولي أحدهما المنصب بعد الظواهري، معتبرة أن كلاهما مطلوب فيما يتعلق بتفجيرات القاعدة لسفارتين أميركيتين في شرق أفريقيا في عام 1998.

يعد أبو محمد المصري، أو عبد الله أحمد عبد الله، الرجل الثاني لتنظيم القاعدة، وأبرز المقربين من المؤسس بن لادن، حيث كانت تربطهما علاقة مصاهرة بعد تزويجه ابنته لنجله حمزة.

ووفق خبراء في ملف الإرهاب، "فإن ابنة أبو محمد متزوجة من حمزة بن لادن، وعلى الرغم من علاقة النسب بينه وبين مؤسس التنظيم فإنه كان على خلاف فكري كبير مع أسامة؛ بسبب تمسكه بأيديولوجية قتال العدو القريب عن قتال العدو البعيد، ويقصد المصري هنا بالعدو القريب الدول العربية والإسلامية، والعدو البعيد الدول الغربية بمختلف طوائفها، رغم أن هذه الإيديولوجية لا يسير عليها تنظيم القاعدة.

وأدرجت الولايات المتحدة أبو محمد على قائمة أخطر المطلوبين في العالم إلى جانب 22 عضواً من تنظيم القاعدة، كما طرحت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تدل على مكان وجوده، وسبق أن اعتقل في إيران ووضع تحت الإقامة الجبرية، ثم صدر قرار بإخلاء سبيله في مارس 2015 مع سيف العدل وأبو الخير المصري قيادي في التنظيم في صفقة تبادل أسرى، تم فيها تحرير دبلوماسي إيراني كانت قد اختطف من قبل عناصر التنظيم في اليمن.

أما ثاني المرشحين، وهو سيف العدل، مصري الجنسية أيضا، فيعد من أبرز قيادات القاعدة وعضواً في مجلس قيادة "مجلس الشورى".

ولد العدل عام 1960 بمحافظة المنوفية (وسط الدلتا) وتخرج في كلية التجارة ثم عمل ضابطاً احتياطيا بالجيش المصري، قبل أن ينتقل إلى السعودية عام 1989 ثم إلى أفغانستان.

تدرج العدل في صفوف القاعدة حتى وصل إلى قيادات الصف الأول، وتتهمه الولايات المتحدة بالتخطيط لتفجير السفارات الأميركية في دار السلام بتنزانيا، ونيروبي بكينيا في 1998، التي قتل فيها 224 مدنياً وأصيب أكثر من 5 آلاف شخص.

ورغم أن سيف العدل لم يكن من المؤسسين الأوائل لتنظيم القاعدة، لكنه لعب دوراً أساسياً في بناء القُدرات العسكرية والتأهيلية للتنظيم، حيث وضع الكثير من الأسس والخبرات العسكرية، مثل المداهمات الأمنية، وطرق تنفيذ عمليات الخطف والاغتيالات، والرصد والمتابعات، وطرق جمع المعلومات العسكرية والاستخباراتية، وكيفية استهداف العناصر المراد اغتيالها، وغيرها من القُدرات.

وفي منتصف التسعينيات، ترأس سيف العدل اللجنة الأمنية للقاعدة، وقبل ذلك، وفي عام 1993 تحديداً، سافر إلى الصومال لإقامة معسكرات تدريبية للمُسلحين، لاستهداف قوات حفظ السلام هناك وخصوصا الأميركيين منهم، وحينها وجهت الولايات المتحدة الأميركية، اتهامات لسيف العدل، بتدريب المُسلحين، الذين قتلوا 18 مجنداً أميركياً، في مقديشو عام 1993،وعرضت واشنطن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله، وتم وضع اسمه على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" لأبرز الإرهابيين المطلوبين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الحوثيون يعرضون مشاهد لإسقاط مسيّرة أمريكية نوع "MQ9"