معروف أن بيت الله حرام أشرف الأماكن عبادة على الأرض، يقصدونه الحجاج طمعا في رضا الله عز وجل، ملبيين له وداعين أيضا، ورغم ذلك، يشهد المكان على بعض طرائف من الحجاج، إذ شوهد أحد الشباب الحجيج يطوف حول الكعبة وسط الحجاج المرتديين ملابس الإحرام المتعارف عليها، يرتدي "تيشيرت محمد صلاح"، وذلك بالمطاف بالطابق الثاني حول الكعبة.
أثارت الصور كثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي بعضهم رافضا فعلته، لأن مكة المكرمة تعتبر أشرف البلدان وخير الأماكن، والبلد الحرام اختارها الله سبحانه وتعالى مهبطاً للوحي وقبلة للمسلمين وجعل فيها العديد من المناسك لعباده. وأن الحج مكان للعبادة وليس للتشجيع.
مكة المكرمة.. مراحل تأسيسها من بعد طوفان نوح
كثيرا منا يجهل تاريخ مكة المكرمة أولى الحرمين، ويرجع تاريخ البلد العتيق إلى ما قبل ميلاد النبي إسماعيل وقيامه مع أبيه النبي إبراهيم عليهما السلام - برفع قواعد الكعبة، وكانت مكة المكرمة في بدايتها عبارة عن بلدة صغيرة سكنها بنو آدم إلى أن دمرت، أثناء الطوفان الذي ضرب الأرض في عهد نبي الله نوح - عليه السلام - ، وأصبحت المنطقة بعد ذلك عبارة عن وادٍ جاف تحيط بها الجبال من كل جانب.
وإلى هذا الوادي بدأ الناس بالتوافد والاستقرار فيه، بعدما تفجر بئر زمزم في القصة المشهورة عندما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل امتثالاً لأمر الله تعالى، ومن ثم رفعت قواعد الكعبة، إذ حلت بمكة جماعة من قبيلة جرهم .
معالم إسلامية مقدسة
وتضم مكة المكرمة العديد من المعالم الإسلامية المقدسة، من أبرزها المسجد الحرام وهو أقدس الأماكن في الأرض بالنسبة للمسلمين، ذلك لأنه يضم الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في الصلاة، كما أنه أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، بالإضافة إلى ذلك، تعد مكة مقصد المسلمين في موسم الحج والعمرة.
ومن أبرز المعالم في المسجد الحرام، الكعبة المشرفة، موضع تعظيم وإجلال الناس والولاة على مكة المكرمة، يعمرونها ويجددون بنيانها عند الحاجة، ويكسونها، ويحتسبونه فخرًا وتشريفًا لهم، حتى جاء الإسلام فزاد في تشريفها، وحث على تعظيمها، وتطهيرها، وكساها النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة من بعده.