يقول المولى سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون * ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه، فلماذا خاطب القرآن الكريم النحل في الآية بضمير المؤنث.؟ وهل في الآية خطأ في النحو أو في الصرف؟ لأن النحل في صيغة الجمع يخاطب بضمير المذكر؟ حول هذه الشبهة قال علماء اللغة إن أسماء الحشرات عندما تجمع تؤنث لفظيا وليس بيولوجيا وتؤنث بالافراد وليس بالجمع لأن التأنيث للفظة وليس للكائن.
ولذلك قال أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي ولم يقل اتخذن. خاطبها وكأنها مفرد وليس جمع. لأن التانيث هو للفظة وليس للكائن. وقال كلي وليس كلن. وقال اسلكي وليس اسلكن.
أما صورة الإعجاز الأخرى في الآية هو أن من يقوم ببناء خلايا النحل وترتيب العمل هي النحل من الإناث وليس من الذكور، كما ثبت مع تقدم العلم الحديث أن ذكر النحل لا يغادر الخلية أبدا لبناء المساكن أو لجمع الغذاء، بل أن كل دور ذكر النحو هو القيام بعملية التلقيح ثم بعد ذلك يتم قتل ذكر النحل، ولقد اعتبر علماء غربيون أن دورة حياة النحل وما تقوم به من وظائف دقيقة هى يقول كريس موريسون ، رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك، بعد أن يستعرض وظائف الملكة والعاملات في خلية النحل : لا بد أن يكون هناك خالقا أرشدها إلى كل تلك الأعمال العظيمة التي تقوم بها بإتقان بديع " .