أخذت أزمة سد النهضة في التفاقم، لتتعدد أبعادها، حد اتخاذ قرار ببناء سد جديد في دولة المنبع، وهو ما يبعث عددًا من التساؤلات حول موقف مصر تجاه أزمة مياه نهر النيل.
«إثيوبيا تتخطى فكرة السد الواحد»
في تصريح، تخطى توقعات المصريين حول حل أزمة سد النهضة، والذي رفض طرح إيقاف بناء السد، واعتبره أمر غير مطروح للنقاش.
السفير الإثيوبي بالقاهرة محمود درير، أكدأن بلاده ستعمل على بناء سد جديد ليكون «مشروعًا قوميًا» لبلاده، والتي تعتبر شريكا في مياه النيل مع مصر، وأنه لا يجب اختزال علاقة مصر وإثيوبيا في قصة السد لأنه ضرورة لبلاده.
«إسرائيل تبحث عن دور»
ظهرت إسرائيل في الصورة بين إثيوبيا وإسرائيل، بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إثيوبيا، والتي أعقبتها زيارة وزير الخارجية سامح شكري لإسرائيل، بما يطرح تساؤلًا حول دور إسرائيل في التوسط بين مصر وإثيوبيا فيما يتعلق بأزمة سد النهضة.
وزعمت صحيفة إسرائيلية أن السد الإثيوبي يعزز من دور إسرائيل في المنطقة على حساب فلسطين، مؤكدة أن بنيامين نتنياهو التقى وزير الخارجية المصري بعد عودته من إثيوبيا وأن هذا لم يكن من باب المصادفة على الإطلاق.
فيما تابعت الصحيفة إن الإعلام المصري تحدث عن وساطة مصرية من أجل إحلال السلام مع فلسطين، إلا أن حقيقة الأمر تتعلق بوساطة إسرائيلية بين مصر وإثيوبيا بشأن السد، وهو ما جعل السد نقطة محورية في علاقة مصر وتل أبيب، خاصة و أن المخاوف المصرية من سد النهضة أدت إلى ابتعاد مصر عن فرنسا، والتقرب إلى روسيا وتعزيز التعاون مع إسرائيل، منوهًا إلى أن أكبر الخاسرين من ذلك هم الفلسطينيون، لأن مبادرة السلام الفرنسية انهارت، وإسرائيل أصبحت وسيطا في صراعات دول حوض النيل.
«مصر محلك سر»
أجمع السياسون والمتخصصون في الشأن البيئي أن مصر تعاملت مع سد النهضة بشكل «خاطئ» بدءًا من تصريحات المهندس إبراهيم محلب، وعدد من أعضاء البرلمان، وحتى الوزراء، وهو ما جعل مصر في موقف لا تحسد عليه وإن كانت تقف في منطقة «محلك سر».
وتنقلصت رؤية مصر لأزمة السد باعتبارها أمن قومي لا يمكن التفريط فيه، إلى الاعتراف بأحقية إثيوبيا في بناء السد، لتدخل مصر بعدها في سجال منالمفاوضات حول معايير أمان بناء السد الإثيوبي وضمان حصول مصر على حصتها من المياه، إلا أن الامر بدأ يأخذ منحى جديد بعد إعلان السفير نية إثيوبيا بناء سد آخر، وهو ما يطرح تساؤلًا حول الخطوات المقبلة التي تقومبها مصر تجاهمياه النيل التي تصلهامن بلاد المنبع.