«عمر سليمان» .. 4 أعوام من «الغموض» حول رحيل العقرب السام

في صمت تام، دون أن يذكره أحد، وبعد رحلة من الغموض اختتمها بغموض رحيله، وكأنما قيل له مر بسلام كالكرام، تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى الرابعة لوفاة رجل المخابرات المصري اللواء عمر سليمان.

الرجل الغامض، الذي عاش حياته بعدة أحداث لم يُعرف لها تفسير، كان أحد تلك الأحداث غموض تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة في فبراير من عام 2011 توفي على إثرها حارسين من حرسه الشخصي وسائقه، وأثارت تلك المحاولة لغطًا وقتها حيث نفيها مصدر أمني إلا أن وزير الخارجية احمد أبو الغيط وقتذاك أكدها بعد ذلك.

«سليمان» الذي ولد في محافظة قنا قلب الصعيد المصري في 2 يوليو عام 1936م، وتلقى تعليمه في الكلية الحربية في القاهرة، وانضم للقوات المسلحة المصرية في 1954، وتلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي، التحق في ثمانينات القرن العشرين بجامعة عين شمس وحصل على شهادة البكالوريوس بالعلوم السياسية، وحصل على الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة، وحصل على الماجستير بالعلوم العسكرية، تولى في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ملف القضية الفلسطينية، وتم تكليفه بمهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط والهدنة بين الحركة وإسرائيل، والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.عمل «سليمان» في القوات المسلحة، حتى ترقى لمنصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، حتى تولى منصب نائب مدير المخابرات الحربية في عام 1986 ، وتولى منصب مدير المخابرات الحربية في عام 1991 ، ثم عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية في 1993، حتى عينه "مبارك" نائبًا للرئيس في 29يناير 2001، أي بعد أحداث ثورة 25 يناير، وكلفه مبارك حينها بالحوار مع المعارضة، ثم فوضه بصلاحياته كرئيس للجمهورية في فبراير 2011، حتى انتهى عمله كنائب لرئيس الجمهورية بتنحي مبارك عن الحكم.

ظل رجل المخابرات الكبير، مثالًا لرجل الدولة القوي، وهو ما جعل عدد من أنصاره يدعونه لخوض انتخابات الرئاسة التي أجريت بعد ثورة 25 يناير، وهو ما كان يرفضه في البداية، حتى أعلن ترشحه للرئاسة.

وهنا تُفتح نافذة جديدة من الغموض، حيث سارت عملية ترشحه للرئاسة بشكل دراماتيكي، بدأت في 6 إبريل وذلك قبل إغلاق باب الترشح بيومين حيث أعلن نيته للترشح، نزولًا على رأي أنصاره، وفياليوم التالي وقبل إغلاق باب الترشح بيوم واحد، سحب اوراق ترشحه، وسلمها في اليوم التالي 8 إبريل قبل 20 دقيقة من غلق باب تقديم أوراق الترشح.

وفي موقف يدعي للتساؤل، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات، استبعاد أوراق عمر سليمان لعدم استيفاء أوراقه – وهو رجل دولة ومخابرات وقانون.وفتح باب الغموض في تلك الواقعة، تصريحات صحفية لكبير الأطباء الشرعيين رئيس مصلحة الطب الشرعى سابقا الدكتور فخري صالح، التي قال فيها إن اللواء عمر سليمان، بئر عميق لجميع أسرار السياسيين في مصر، وعلى دراية كاملة بأفعالهم وملفاتهم وسلوكهم، فضلاً عن أن رغبته في الترشح للرئاسة أصابتهم جميعا بالذعر، وتحسبًا لمحاسبة هؤلاء أو إبعادهم عن المشهد السياسي في حالة فوزه في الانتخابات الرئاسية، فقد قرروا التخلص منه لإخفاء أسرارهم، ورغم قوة وخطورة هذه التصريحات لم يتحرك أحد في اتجاه كشف الحقيقة.

وفي يوم 19يوليو 2012، رحل سليمان، وترك لغزًا كبيرًا لم يتمكشف حقيقته حتى الآن، فلحظة موت عمر سليمان وحدها لفها 5 سناريوهات لوفاته لم تثبت صحة أي منها حتى الآن، وكان أغربها هو ادعاء عدم وفاته وأنه مازال على قيد الحياة.

واختلف روايات موته، حيث قال البعض أنه توفي نتيجة تفجير إرهابي، بسبب تزامن إعلان وفاته مع تفجير مبنى الأمن القومي السوري، ولكن رأي آخر ذهب إلى أنه قتل في أمريكا خلال تلقيه العلاج هناك بمستشفى «كليفلاند» بسبب تضارب المصالح بينهما، وطمث الحقائق التي ربما تختفي بمقتله، وجاءت حلقات الاتهام والغموض أيضًا متتابعة حيث اتهم الأخوان انهم وراء قتله، فيما رجح أنه تعرض لعملية اغتيال قيل أن إسرائيل متورطة فيها.

وبعمر ناهز الـ 77 عامًا، ترك عمر سليمان الأرض مبللة بأسئلة لم تحمل لها إجابة، فيما لم يفتش أحد سواء من النظام أو القضاء أو الإعلام عن إجابات لها، لينضم سليمان إلى رموز الغموض.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الزمالك والمصري البورسعيدي (0-1) في الدوري المصري اليوم | المصري يتقدم