الاجتهاد في عهد الصحابة بعد وفاة النبي هكذا اجتهد صحابة الرسول وبهذه الطريقة اجتهد المتأخرون عنهم

وضع الفقهاء في العصور التي تلت عصر النبوة قواعد للاجتهاد وضمنوها ضمن مبادئ الاستدلال، واعتبر الفقهاء في العصور التي تلت عصر النبوة أن هناك استدلال مباشر، وغير مباشر، ووضع فقهاء العصور التي تلت عصر النبوة طرق ثلاثة للاستدلال ، الطريق الأول هو الاستدلال بمعنى إيراد الدليل من قرآن أو سنة أو قياس أو غير ذلك، والطريق الثاني الاستدلال بمعنى إيراد الدليل الذي ليس نصا ولا إجماعا ولا قياسا، والطريق الثالث الاستدلال بمعنى الاستصلاح، وهذا الإطلاق قد ورد على ألسنة كثير من الفقهاء والأصوليين ، لكن كيف كان يمارس الصحابة رضوان الله عليهم الاجتهاد والاستدلال بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ هل كان الصحابة يتبعون طرق الاستدلال الثلاثة التي وضعها الفقهاء في العصور التي تلت عصر النبوة ؟

اقرأ ايضا : هل يتعدد الاجتهاد وهل كل اجتهاد يمكن أن يكون صحيحا على اختلافه في نفس القضية ماذا حدث على أيام النبي ؟الاجتهاد في عهد الصحابة بعد وفاة النبي هكذا اجتهد صحابة الرسول

المفارقة هو أن الصحابة قد مارسوا الاجتهاد بدون أن يلجأوا لطرق الاستدلال التي وضعها الفقهاء الذين جاءوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل أن طريقة اجتهاد الصحابة كانت تلقائية وذات طبيعة وجدانية تعمل على اقتناص المطلوب مباشرة بعد التأمل ومشاورة الرأي عادة، وفي سيرة الصحابة رضوان عليهم ما يدل على طريقة اجتهاد الصحابة، ومنها أن عن شريح أن عمر بن الخطاب كتب إليه قائلا: إن جاءك شيء في كتاب الله فاقض به ولا يلفتك عنه الرجال، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله فانظر سنة رسول الله فاقض بها، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة رسول الله فانظر ما إجتمع عليه الناس فخذ به، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة رسول الله ولم يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي الأمرين شئت، إن شئت أن تجتهد برأيك ثم تقدم فتقدم، وإن شئت أن تتأخر فتأخر، ولا أرى التأخر إلا خيرا لك

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً