فعلت المستحيل، تركت رداء الكسوف وأصرت على العمل كرجل وتمتمت بداخِلها كثيرًا عن "عجن الطين"، لم تعرف اليأس أبدًا بل لم يدخل الإحباط بداخلها قط.
"سعدية سمير محمد" البالغة من العمر 42 عامًا، والمقيمة بقرية جريس التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، والتي لُقبت بـ"قلعة الفخار"، قالت لـ"أهل مصر": تزوجتُ وانا أبلغ من العمر 18 عامًا رجلا عُرف داخل القرية بالصلاح وحسن الخلق ولكن أراد الله لي أن أنجب 4 من الأبناء محمد، وعلي، وأسماء، ويوسف، وأن يتوفى زوجي إثر حادث سير وأنا في الـ26 من عمري.
وأضافت: عَمِلَ زوجي صانِعًا للفخار ولم يكن له أي مهنة حكومية، وبعد وفاته لم أعرف كيف سأقوم بتربية أبنائي بعد وفاة والدهم فقررتُ افتتاح ورشة داخل المنزل حتى لا أمد يدي لأي عابر طريق وأطرق الأبواب من أجل الطعام.
وتابعت سعدية: لملمتُ ذاتي بعد التفكير وقررتُ تربية أبنائي فقمتُ بعجن الطين اللازم لعمل الفخار ومن ثم وضعه على الآلة اليدوية وصنع جميع أشكال الأدوات الفخارية، وبيعها حتى تمكنتُ من تربية أبنائي وهم الآن بكليات القمة الطب والهندسة والعلوم، والثانوية العامة.
اقرأ أيضا.. محافظة المنوفية تعلن بدء تلقي طلبات التصالح في "مخالفات البناء"
وأكدت سعدية: علمتُ أبنائي المهنة حتى يتمكنوا من العمل معي ومساعدتي في ابتكار الأشكال الجديدة بل وقاموا بالاتفاق مع العديد من التجار عن طريق شبكة التواصل الإجتماعي الفيس بوك للوصول لبيع المنتجات رغبة في جني الأموال وعدم الاعتماد على أحد.