انسحبت مجموعات المتمردين من مدينة خان شيخون بشمال غرب سوريا، ممهدة الطريق لدخول القوات الموالية للحكومة، في لحظة مهمة من الحرب على محافظة إدلب، آخر معاقل المتمردين الرئيسية في البلاد، في تحرك يمثل علامة فارقة بالنسبة للحرب الدائرة هناك.
جاء هذا التطور بعد ساعات من نشر تركيا دبابات وعربات مدرعة في العمق السوري، وذلك جزئياً استجابة لتقدم القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد خلال الأيام الماضية.
كانت خان شيخون هدفًا رئيسيًا في حملة عسكرية بدأت في أواخر أبريل الماضي. كانت هذه الحملة قد توقفت حتى الأيام الأخيرة، على الرغم من الغارات الجوية المستمرة بقيادة روسيا، والتي دمرت قرى في جنوب إدلب وأدت إلى نزوح ما يصل إلى 500 ألف شخص من ديارهم.
اقرأ أيضاً: أنقرة: لن ننقل نقطة المراقبة التاسعة شمال شرقي سوريا
وقاد المتمردون، التابعين لجماعة "هيئة تحرير الشام" المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة، الدفاع عن المدينة. ووفقًا لبيان صادر عن الجماعة، اليوم الثلاثاء، قامت المجموعة "بإعادة الانتشار" مع انسحاب مقاتليها إلى المناطق الواقعة جنوب المدينة. ومن هناك سيستمرون في الدفاع عنها.
كانت الجماعات المتطرفة انضمت إلى مقاتلين آخرين مناهضين للأسد في جميع أنحاء إدلب وسيطروا على أجزاء من المحافظة. تم استخدام وجودهم كذريعة من قبل روسيا وسوريا لاستعادة كل شمال غرب سوريا، تلك الجهة التي لجأ إليها ما يصل إلى 3 ملايين شخص.
اقرأ أيضاً: الجيش السوري يسيطر على تل استراتيجي شرق مدينة خان شيخون
أصبحت إدلب آخر معقل لأولئك الذين ثاروا ضد الرئيس السوري خلال انتفاضة عام 2011. وبما أن البلدات والمدن السورية قد تعرضت لضربات النظام - بدعم كبير من إيران وروسيا - فقد نزح السكان من جميع أنحاء البلاد إلى الجهة الشمالية الغربية. وأصبحت استعادة إدلب هدفًا رئيسيًا للزعيم السوري وروسيا - وأيضًا بدرجة أقل، إيران، التي جندت قوات ووكلاء لها على نطاق واسع للحرب في أماكن أخرى من البلاد.
بدورها، أصرت تركيا على أنها لن تدع المدينة تسقط عسكريا؛ لأن القيام بذلك سيرسل حتماً عشرات الآلاف من اللاجئين إلى حدودها في وقت تقوم فيه السلطات التركية بجمع وترحيل المواطنين السوريين في إسطنبول والمدن القريبة من الحدود.
اقرأ أيضاً: الجيش السوري يقطع طرق خان شيخون لوقف إمداد مسلحي "النصرة"
أصبحت خان شيخون نقطة محورية في معركة إدلب بسبب موقعها على طريق سريع رئيسي يربط مدينة إدلب بحماه وصولا إلى دمشق جنوبا. وكانت المدينة موطنا لحوالي مليون شخص، ما يقرب من 700 ألف منهم نزحوا بسبب القتال في أجزاء أخرى من البلاد، قبل بدء الهجوم الحكومي في أبريل الماضي. وفي الأيام الأخيرة بقي مئات المدنيين في المدينة.
في أبريل من عام 2017، تعرضت خان شيخون لهجوم بغاز السارين، مما أسفر عن مقتل 92 وتشويه أكثر من 200 شخص. ألقت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتحقيق الأمم المتحدة باللوم على طائرة النظام السوري في الهجوم. وردا على ذلك، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتفجير القاعدة الجوية التي أقلعت منها الطائرة.