للمرة الثانية، زار سلطان طائفة البهرة بالهند، مفضل سيف الدين، مصر، ورافقه شقيقه الأمير قائد جوهر عز الدين، ونجلاه الأميران جعفر الصادق، وحسن سيف الدين، ومحمد حسن على مستشار سلطان البهرة.
وخلال الزيارة، التقى سلطان البهرة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، وقدم سيف الدين مساهمة مالية لصندوق تحيا مصر، تقدر بـ10 ملايين جنيه.
في هذا التقرير نحاول أن نرصد بعض الحقائق حول طائفة البهرة ومعتقداتها:
1/ من هم البهرة؟
جاء تعريف " البهرة " في " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " ( 2 / 389 ) كالتالي:
هم إسماعيلية مستعلية ، يعترفون بالإمام " المستعلي " ، ومن بعده " الآمر " ، ثم ابنه " الطيب " ، ولذا يسمون بـ " الطيبية " ، وهم إسماعيلية الهند ، واليمن ، تركوا السياسة ، وعملوا بالتجارة ، فوصلوا إلى الهند ، واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا ، وعرفوا بـ " البهرة " ، والبهرة : لفظ هندي قديم ، بمعنى " التاجر " .
- الإمام الطيب دخل الستر سنة 525 هـ، والأئمة المستورون من نسله إلى الآن لا يُعرف عنهم شيء ، حتى إن أسماءهم غير معروفة ، وعلماء البهرة أنفسهم لا يعرفونهم .
2/ فرق البهرة
- انقسمت البهرة إلى فرقتين :
1. البهرة الداوودية : نسبة إلى قطب شاه داود : وينتشرون في الهند ، وباكستان ، منذ القرن العاشر الهجري ، وداعيتهم يقيم في " بومباي " .
2. البهرة السليمانية : نسبة إلى سليمان بن حسن ، وهؤلاء مركزهم في اليمن حتى اليوم .
3/ عقيدة البهرة:
" البهرة " خليط من عقائد منحرفة شتَّى ، وهم باطنية ، وهم جزء من الإسماعيلية ، والتي كانت من فرق الشيعة ، لكنهم غلوا في أئمتهم أشد من غلو الرافضة ، وهذه بعض عقائدهم :
1. لا يقيمون الصلاة في مساجد المسلمين .
2. ظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة .
3. باطنهم شيءٌ آخر ، فهم يصلون ، ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلي المستور من نسل " الطيب بن الآمر " .
4. يذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين ، لكنهم يقولون : إن الكعبة هي رمز على الإمام .
5. الغلو في إمامهم وله صور متعددة ، من السجود له ، وتقبيل يده ورجله من الرجال والنساء ، وغير ذلك .
عقيدة البهرة تؤمن بنجاسة الآخر
يعرف عن البهرة في مصر انعزالهم عن المجتمع المصري بسبب انتمائهم لأصول هندية وباكستانية وإيرانية ولغتهم المختلفة لكنهم يحرصون علي تثبيت أقدامهم في مصر من خلال التوسع في شراء العقارات والمحلات التجارية، لكن من يقوم بإدارتها مصريون مقربون منهم وتقتصر علاقتهم بهم علي العمل فقط.
وعن أسباب انعزال البهرة عن المجتمع الذي يعيشون فيه وتفضيلهم الكتمان أكدت الدكتورة عواطف ابو شادي - الاستاذ بالجامعة الامريكية بالقاهرة والباحثة في الشئون الاسلامية، أن البهرة عقيدتهم تؤمن بنجاسة الاخر وهم لا يتعاملون مع أي إنسان خارج طائفتهم لهذا السبب . وهذا لا يتماشى مع العقيدة الإسلامية التي يتعامل معتنقوها مع كل الأطياف وأصحاب الديانات الاخرى خاصة السماوي منها .
وأكدت على وجود العديد من المشتركات في السمات الشخصة و الحياة الاجتماعية بينهم وبين اليهود . لأنهم في النهاية يعتبرون أنفسهم أقليات وبالتالي يتحفظون في التعامل مع الاخر أو يكون التعامل وفق حدود مرسومة . وتساءلت "ابو شادي " بخصوص الحقوق الممنوحة لهم فيما يتعلق بالزيارات وإقامة شعائرهم خاصة وأنها قد تسيء إلى" ال البيت "وإلى " أتباع ال البيت ".
5/ موطنهم ومقرهم الرئيسي
ينتشر أتباع طائفة البهرة بنوعيها السليمانية والداودية بشكل خاص في الهند واليمن، إضافة إلى مدينة نجران السعودية، وفي تنزانيا ومدغشقر وكينيا، وبعض دول الخليج.
وكانوا يتواجدون في اليمن، حيث كانت مركزاً للإسماعيلية بعد انحسارها في مصر، ويتمركزون حاليًا في منطقة حراز (على بعد 100 كيلو متر من العاصمة صنعاء)، وبعض المناطق الأخرى مثل صعفان وجبلة ومناخة.
وفي الهند المقر الرئيسي للطائفة، وتحديدًا مدينة بومباي، حيث إقامة زعيمها محمد برهان الدين وأسرته.
وقد انتقلت زعامة البهرة من اليمن إلى الهند عام 944هـ، بعد أن ضعف شأنها في اليمن وبحكم التجارة والاحتكاك، حيث انتقلت من الداعي محمد عز الدين في اليمن إلى أول داعي هندي هو يوسف نجم الدين، وهو الداعي رقم 24 في سلسلة دعاة البهرة الداودية.
وإضافة إلى بومباي، فإنهم يتواجدون في جوجارت ومهراشاترا وسورت ووراجستران وفي 500 مدينة وقرية بالهند، وفي أوائل التسعينات من القرن الماضي، كان عددهم في الهند يقدر بحوالي مليوني نسمة ولهم هناك أكثر من 100 مسجد.
وفي مدينة كربلاء في العراق، حيث أقاموا لهم هناك وكيلاً عن داعي الدعاة يعرف باسم (عامل صاحب) أو (عامل) يختص بشؤون الحسينيات الموجودة في أنحاء العراق، وهو المعني بالدعوة إلى المذهب.
6/ أهم شخصيات البهرة
أهم شخصياتهم طاهر سيف الدين، وهو إمامهم الحادي والخمسين، وقد تولى منصبه سنة 1915م، وقد زار طاهر هذا القاهرة سنة 1937م، وهو أول زعيم للإسماعيلية وفد إلى مصر بعد خروجهم منها قبل ثمانية قرون.
ومحمد برهان الدين زعيم البهرة الحالي، وابن طاهر سيف، وله جهود وجولات كثيرة لنشر الفكر الإسماعيلي، وهو رجل ثري له عشرات المصانع والفنادق، واشترى مشروع المياه الغازية كوكا كولا في بومباي، ويتاجر مع أفراد عائلته بالذهب الذي يهربونه بشكل خاص من أفريقيا.
وسلمان رشيد، نائب سلطان البهرة ومبعوثه إلى اليمن، وهو من أصل هندي، ومن أقواله "نحن لدينا شيء يميزنا عن بقية الناس، وهو إتباعنا أوامر الداعية الفاطمي الحاضر سيدنا محمد برهان الدين، وأوامره هي التي تجمعنا على كلمة واحدة، ولا يمكن أن نتفرق أبدًا، ولا يستطيع أحد أن يفكك طائفة البهرة.