يقول المولي في كتابه العزيز : أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثىٰ ۖ بعضكم، وفي هذه الاية الكريمة وضح المولى سبحانه وتعالى أن الذكر والأنثي صنوان لأنهما من خلقه ومن نفس واحدة، فكيف تعامل القرآن الكريم مع نشوز الذكر الزوج عن زوجته ؟ وكيف تعامل القرآن الكريم مع نشوز الأنثى الزوجة عن زوجها ؟ هل تعامل معهما على قدم المساواة على اعتبار أن بعضهما من بعض ؟ أم تعامل فرق بينهما في المعاملة؟ يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز : وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا ۚ والصلح خير ۗ وأحضرت الأنفس الشح ۚ وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا، يقول ابن كثير في سبب نزول هذه الآية أن أم المؤمنين سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، لا تطلقني واجعل يومي لعائشة . ففعل ، ونزلت هذه الآية : ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا )، وقال ابن كثير في تفسير الأية أنه إذا خافت المرأة من زوجها أن ينفر عنها ، أو يعرض عنها ، فلها أن تسقط حقها أو بعضه ، من نفقة أو كسوة ، أو مبيت ، أو غير ذلك من الحقوق عليه ، وله أن يقبل ذلك منها فلا جناح عليها في بذلها ذلك له ، ولا عليه في قبوله منها، وهو الحل الذي يعني المفارقة مفارقة الزوج لزوجته طالما نشر عنها ولم يعد راغبا فيها وهو حل قد يغني عن الطلاق.
اقرأ ايضا : لا تضربني يا زوجي العزيز .. هذا هو تفسير ضرب الزوجات في القرآن
كيف عالج القرآن نشوز الزوج ونشوز الزوجة هل فرق الله في المعاملة بين الرجل والمرأة ؟
أما في حالة أن تنشز الزوجة على زوجها فقد عالج القرآن الكريم هذه القضية بنفس الكيفية ، يقول المولى سبحانه وتعالى : : واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ۖ فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ۗ إن الله كان عليا كبيرا ، فى لسان العرب أن معانى كلمة اضرب هى الاعراض و التجاهل والتحويل الى ما تريده و كذلك المضرب بضم الميم و تسكين الضاد و كسر الراء هو المقيم فى البيت سواء رجل او امرأة هذا غير السير و كسب الرزق و التسديد علاوة على تحريك ووضع الشىء على الشىء سواء كان عصا او أرجل أو سيف و ضرب أكباد الابل لا تعنى ضرب الابل بل تعنى السير او الابتعاد أو المفارقة، وهنا يظهر أن العلاج القرآني للنشوز سواء للرجل أو المرأة هو المفارقة وهو العلاج الذي يسبق الطلاق