في واقعة غريبة من نوعها بمحافظة قنا، تعرضت الإدارة التعليمية للنصب والاحتيال من قبل مقاول ادعى أنه وكيل مجموعة الإمارات للهندسة والمقاولات، حيث تقدم لإعادة تشييد 3 مدارس للقرى الأكثر احتياجاً، بمركز نجع حمادي شمال قنا، على سبيل التبرع، وبالفعل تم اختيار 3 مدارس، وبعد إتمام عملية الهدم استولى المقاول على مخلفات المدارس وفر هارباً، مما أثار غضب أولياء أمور التلاميذ الملتحقين بالمدارس الثلاث.
ومؤخرا، تم إدراج المدارس الثلاث بمشروع التجديد والإحلال في الأعوام القادمة، بعد أن كان من المفترض تشييدها تبرعا، وهو ما دفع مجموعة من الأهالي للتقدم بشكاوى إلى العضو البرلماني محمد عبدالعزيز الغول نائب دائرة نجع حمادي، وبدوره قام النائب بتقديم طلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير التربية والتعليم، لكشف ما وراء القصة وتحديد المسئول عن تلك الكارثة التي أضرت بتلاميذ مركز نجع حمادي.
تعود أحداث القصة إلى 4 يناير 2019، عندما أعلن خالد محمد فرغلي، مدير عام إدارة التربية والتعليم بنجع حمادي، عن أنه تم الاتفاق مع "خلف الطيري" المقاول الهارب حالياً، والذي ادعى أنه وكيل مجموعة الإمارات الهندسية والمقاولات، لبناء وتشييد 3 مدارس كتبرع في القرى الأكثر احتياجا، وللمدارس التي تعاني من كثافات في أعداد التلاميذ، موضحا أن المدارس التي وقع الاختيار عليها للبدء فعلياً في أعمال الإنشاءات هي "سلاجة الإبتدائية، والقناوية الإبتدائية، والشاطبية الإبتدائية" معلناً أنه تم التعاقد بالفعل مع هيئة الأبنية.
وقال النائب في طلب الإحاطة، إنه بعد هدم وإزالة المدارس الثلاث، اختفى المقاول المتبرع تاركاً المدارس مهدومة دون معرفة الموقف القانوني، ودون معرفة مصير تلاميذ المدارس، الذين أصبحوا عرضة للتشرد، بالإضافة إلى ذلك قام المقاول بتجميع وتحميل مخلفات الهدم واستولى عليها واختفى، وأنه عندما اكتشف مسئولو التربية والتعليم الكارثة، قاموا بإدراج المدارس الثلاث في مشروع التجديد والإحلال بالأعوام القادمة في محاولة للتستر على الجريمة.
وقال مصدر، إنه تم استخراج تصريحات هدم المدارس في أقصر وقت دون التحقق جيدا من هوية المتبرع، مطالبا باتخاذ الإجراءات اللازمة مع كل من قدم للمقاول يد المعونة، لأن ذلك يعد إهدار للمال العام، وكارثة حلت على التلاميذ.