كانت هذه المرة مُختلفة تماما عن سابقاتها، فعلى الرغم من تمكنه البارع في إخفاء آثار فعلته حتى أنه لم يُعطي أي فُرصة لرجال المباحث للوصول إلى مسرح جريمته، إلا أن السقوط أخيرا كان نهايته الواقعية لمسيرة «سفاح» لم يتوانى مرة في حبكته الإجرامية.. 4 ضحايا من النساء العجائز كنّ المجني عليهن على يد الجاني مصطفى الغمراوي 65 سنة، هذا المُزارع الذي اعتاد الخروج وقت الشروق لعناية الأرض والعودة غروبا بات مسجل خطرا ذاع صيته بـ 36 قضية وَسَط قريته الصغيرة "إبشنا" في بني سويف ما بين سرقة ماشية وسرقة بالإكراه والشروع في القتل والآداب.
كان سفاح بني سويف تُحاط به ظروف غامضة تبعد عنه الشبهة كمتهم رئيسي في هذه الجرائم، فعلى الرغم من أن وجهه معروفا لرجال المباحث لكن الشبهة غالبا ما كانت تسقط عنه.
سفاح العجائز في بني سويف
يوليو 2011، هذا التاريخ الذي حوّل حياة المُزارع مصطفى الغمراوي إلى سفاح من العيار الثقيل، حيثُ نفّذ أولى .. شاهد السفاح سيدة من شارع الأباصيري، كانت تجلس بجوار شجرة، داعبته افكاره لجريمة جديدة وكانت الأخيرة في الوقت نفسه.. ذهب إليها وسألها عن اسمها فقالت سعدية جودة أحمد سلامة، 78 سنة، ربة منزل، وكان معها شوال فيه خبز وقمح، واتفق معها أنه سيدلها على شخص يعطي لها قمحا، وبالفعل نجح في استدراجها إلى عزبة على بهلول، بمركز بني سويف، بجوار أحد المجاري المائية
طلب الجاني من ضحيته ما لديها من نقود
وطلبت منها فلوسها فلم أجد معها شيئا، فقمت بالاعتداء عليها جنسيًا، وعندما صرخت كتمت أنفاسها، وضربتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وأخذت شوال الخبز والقمح وعاد إلى إلى منزله الذي يحوي أبنائه الـ 6 وزوجته.
سنوات كاملة مرّت على السفاح لم يتوقف فيها عن قتل وذبح وإغراق سيدات تجاوزت أعمارهن الستين بحثا عن المال المُلوث بدماء ضحاياه، وسرقة ما لديهن من مال أو ذهب، واجتهاده في أن فعلته لن تنكشف خباياها.
توقف نشاط الرجل الستيني وقتها خشية في افتضاح أمره، ليعود من جديد العام الماضي ويقتل عجوز عمرها 81 سنة لسرقة حلق ذهبى وإلقاء جثتها بالترعة.. وفي منتصف يونيو الماضي قتل السفاح سيدة فقيرة عمرها 60 سنة بعد اغتصابها، وكان استدرجها من موقف سيارات بحجة الحصول على كمية من اللحوم من شخص غنى يوزعها على الفقراء ثم انقض عليها فى قطعة ارض فضاء واغتصبها والقاها فى ترعة.!
في العام الماضي ذهب المجرم مصطفى الغمراوي إلى عزبة الدراملي التابعة لقرية منشاة حيدر، بمركز بني سويف، حيثُ كان مواعدا أحد الأشخاص، شاهد سيدة تجلس على الترعة فجلس بجوارها وسألها عن اسمها، وقالت سعده محمد أحمد عوض، 81 سنة من قرية الدوالطة بمركز بني سويف، لم يجد الجاني أحدا في المكان. كانت لحظة سانحة لصيدته الجديدة، فضربها حتى أفقدها الوعي وسرق منها قرطها الذهبي ثم ألقاها في الترعة.
وفي منتصف أغسطس صيف 2019 الجاري، عثرت قوات الأمن على جثة ربة منزل سبعينية، مقيمة بدائرة مركز بنى سويف، بأرض زراعية بدائرة المركز بكامل ملابسها، وفي حالة تحلل، والمبلغ بتغيبها الأربعاء قبل الماضي. بعد التحريات تكشّف أمر القاتل وفي هذه الواقعة اعترف سفاح بني سويف بأنه اعتدى علي ضحيته بقطعة من الحجارة أَودَت بحياتها، واستولى على قرطها الذهبى و250 جنيه. الغريب أن المجرم في الجريمة لم يلقي بالجثة في الترعة كما اعتاد في المرات السابقة، ليكون دليل إدانته.