يعد حوض الأمازون الذي يضم 3 مليون نوع من النباتات والحيوانات، ومليون شخص من السكان الأصليين - ضروريًا لتنظيم ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث تمتص غاباتها ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون كل عام، ولكن عندما يتم قطع الأشجار أو حرقها، يتم إطلاق الكربون الذي تقوم بتخزينه في الجو وتقل قدرة الغابات على امتصاص انبعاثات الكربون.
هل يستطيع العالم العيش بدون غابات الأمازون؟
يطلق على الأمازون "رئات الأرض" ولسبب وجيه - حوالي 20% من الأوكسجين في الكوكب ينشأ في منطقة الأمازون، حيث تمتص الغابة المطيرة الواسعة أيضًا ثاني أكسيد الكربون وتقلل من كمية غازات، وبالتالي تنظم درجات الحرارة العالمية، وتبطئ معدل تغير المناخ.
وقد وجد "فرناندو إسبريتو سانتو"، الباحث في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا ،أن أشجار الأمازون المحترقة تنبعث منها حوالي 1.9 مليار طن من الكربون سنويًا، لكن الغابات المطيرة تمتص أكثر من 2.2 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، مما يجعلها مصدرًا لثاني أكسيد الكربون، فإذا كانت الغابات المطيرة تجف - من إزالة الغابات أو الجفاف أو الحرائق - فقد تصبح بدلاً من ذلك مصدراً لثاني أكسيد الكربون، مما يساهم في تغير المناخ، بدلاً من محاربته.
اقرأ أيضاً.. حريق غابات الامازون يضع العالم في أزمة.. الأمم المتحدة: أكبر مصدر للأوكسجين على الأرض
هل يوثر حريق غابات الأمازون على الزراعة والمياه؟
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لإزالة الغابات آثار شديدة على الطقس في جميع أنحاء العالم،كما وجدت ديبورا لورنس، عالمة بيئية بجامعة فرجينيا، فإن فقدان الغابات المطيرة يمكن أن يغير أنماط هطول الأمطار في جميع أنحاء العالم، والتي بدورها يمكن أن يكون لها تأثير مدمر على الزراعة، ففي الوقت الذي يتكيف المزارعون في نهاية المطاف مع التحولات مع هذا الموسم، إلا أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن يتكيف المزارعون مع الفيضانات المتزايدة أو التربة الجافة.
مثل الغابة نفسها ، تؤثر مياه الأمازون أيضًا على الحياة في جميع أنحاء العالم؛ وفقًا لمنظمة Conservation International، حيث إن 20٪ من المياه العذبة في العالم تأتي من حوض نهر الأمازون، ولا تعتمد المجتمعات المحلية التي تضم أكثر من 30 مليون شخص على المياه للحياة اليومية فقط، ولكنها توفر أيضًا طاقة مائية لملايين الأشخاص.
ويذكر الاتحاد العالمي للحياة البرية أن نهر الأمازون يشكل أيضًا حوالي 15 %من إجمالي تصريف الأنهار في العالم في المحيطات، وأن مجاري النهر وروافده "تحتوي على أكبر عدد من أنواع أسماك المياه العذبة في العالم".
غابات الأمازون أيضاً تؤثر على صناعة الأدوية
الأدوية الحديثة لا تعد ولا تحصى حيث تنشأ أيضا في غابات الأمازون، وقد تم العثور على أحد أدوية السرطان، من جذور الغابات وايضاً علاج آخر لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية.
ما الذي يسبب حرائق غابات الأمازون؟
صرح معهد بحوث البيئة في أمازون (Ipam) بأن الزيادة الأخيرة في عدد الحرائق في منطقة الأمازون ترتبط ارتباطًا مباشرًا بإزالة الغابات، بسبب أعمال تجارية لبعض السكان أولاعتقاد بعض السكان بأنه يجب إزالة كل الغابات لتطهير الأرض.
يقوم المعهد الوطني لأبحاث الفضاء (Inpe) بتتبع إزالة الغابات المشتبه فيها في الوقت الفعلي باستخدام بيانات الأقمار الصناعية ، وإرسال تنبيهات إلى المناطق التي ربما تم تطهيرها، حيث كانت إزالة الغابات أعلى بنسبة 278 ٪ في يوليو 2019 مما كانت عليه في يوليو 2018، وفقا للمعهد، حيث تم إرسال أكثر من 10000 تنبيه في شهر يوليو وحده.
وتعود تلك الحرائق إلى إشعال مزارعي الماشية الحرائق في غابات الأمازون المطيرة لتطهير الأراضي لسرعة التطوير، كما أن "حركة الشروق" كشفت عن مقطع فيديو - ظهر فيه امرأة من السكان الأصليين من "باتاكس" وهي تبكي وتقول إن مربي الماشية بدأوا في اشعال الحرائق في الغابات المطيرة.
ماذا تفعل حكومة البرازيل بشأن حريق غابات الأمازون؟
من سوء حظ الأمازون،أن الرئيس البرازيلي جير بولسونارو لا يولي الأولوية لوضع حماية جديدة للغابات المطيرة، على الرغم من أن العديد من الخبراء يدركون أن المطورين هم الذين أشعلوا النار في الغابة المطيرة ، إلا أن "بولسونارو" ألقي باللوم على المنظمات غير الحكومية التي خفض تمويلها من قبل الحكومة البرازيلية مؤخرًا.
اقرأ أيضاً.. حريق غابات الامازون خطر بيئي دولي.. ماكرون: بيتنا يحترق ورئة قارتنا تشتعل
ماذا يمكننا أن نفعل لإنقاذ غابات الأمازون؟
بغض النظر عن المسافة التي تعيشها بعيداً عن غابات الأمازون المطيرة، فربما تستفيد من كل ما تقدمه للأرض.. إليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لإظهار دعمك:
1-تبرع للمؤسسات الخيرية ذات التصنيف العالي التي تقاتل لحماية الأمازون ، مثل Amazon Watch .
2-قلل من تناول اللحم البقري والألبان.
3-لا تشتري المنتجات المصنوعة من زيت النخيل.
كيف تأثرت الدول الأخرى بحرائق غابات الأمازون؟
وشهد عدد من الدول الأخرى في حوض الأمازون - وهي منطقة تمتد على مساحة 7.4 متر مربع (2.9 ميل مربع) - عددًا كبيرًا من الحرائق هذا العام.
حيث شهدت فنزويلا ثاني أكبر عدد ، حيث حصلت على أكثر من 26000 حريق، وجاءت بوليفيا في المرتبة الثالثة بأكثر من 17000 حريق.
في حين أن الحرائق التي تدمر الأمازون سيكون لها تأثير سلبي على الكوكب بأكمله، فإن سكان البرازيل يشهدون أسوأ الأجزاء مباشرة.
هل هناك دعوات دولية حول غابات الأمازون؟
تتوالى الدعوات الدولية من جميع الأوساط السياسية، الرياضية والفنية، على الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو من أجل احتواء الحرائق الهائلة التي تشهدها غابات الأمازون منذ أكثر من 3 أسابيع وأتت على جزء كبير على التي يطلق عليها "رئة الأرض".
وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة "انطونيو غوتيريش" عبر موقع تويتر، حملة النداءات لإنقاذ الأمازون، معبرًا عن "القلق العميق" من الحرائق في أكبر غابة استوائية في العالم يقع ستون بالمئة منها في البرازيل.
فيما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيبحث مع قادة مجموعة السبع في قمتهم في بياريتس قضية الحرائق التي اعتبرها "أزمة دولية".
وكتب الرئيس الفرنسي في تغريدة "بيتنا يحترق، فعلياً غابات الأمازون المطرية، الرئة التي تنتج 20% من الأوكسيجين على كوكبنا تحترق"، وأضاف "انها أزمة دولية" داعيا الدول الأعضاء في مجموعة السبع، إلى "مناقشة هذه القضية الطارئة الملحة بعد يومين".
وبعدما أكد أن "الحكومة البرازيلية منفتحة على الحوار استنادا إلى وقائع موضوعية والاحترام المتبادل"، قال الرئيس البرازيلي إن "اقتراح الرئيس الفرنسي بأن تتم مناقشة قضية الأمازون خلال قمة مجموعة السبع بدون مشاركة دول المنطقة ينم عن عقلية استعمارية لا مكان لها في القرن الحادي والعشرين".