يسجل الأسبوع المقبل، الذكرى الخامسة عشر للطرح الأولى للجمهور لشركة جوجل، والذى مثل أول مجهود منسق للتخلص من قبضة البنوك الاستثمارية الشديدة على طروحات الأسهم، ولكن فشلت هذه المحاولة وفقا لمايكل موريتز "شريك فى سيكيويا كابيتال للاستثمار المباشر".
وأضاف موريتز، الآن نتيجة للإحباطات المتزايدة والتقدم فى التكنولوجيا والتغيرات فى الأسواق الرأسمالية، قد تكون البنوك الاستثمارية على وشك خسارة مركز حارس البوابة الذى لطالما دافعت عنه بغيرة.
اقرأ أيضا.. تعرف على خطوات استخراج بطاقة تموينية جديدة
وكان طرح «جوجل»، هو الأول الذى تعبر فيه شركة تكنولوجية كبيرة عن إحباطها من الطريقة التى أدارت بها البنوك الاستثمارية الطرح فى سرية، مما يجعل من المستحيل على المُصدر أو المشترى أن يعرف ما يحدث وراء الكواليس، ومع ذلك، طالبت إدارة جوجل البنوك بإدارة طرح علنى – بنفس طريقة إدارة «إى باى» لمزاد علنى- لتحديد السعر النهائى.
ولفت أنه لم تحذو أى شركة أخرى حذو «جوجل».. وهذا يعود بقدر كبير إلى اتحاد البنوك الاستثمارية ونجاحها فى شن حملة تضاهى حملات الضغط لصالح الأسلحة لجمعية البنادق الوطنية فى أمريكا، لتشويه الطرح ووصفه بالفاشل.
موضحا أنه الآن بعد سنوات ، توشك جذور عدم الرضا على التحول إلى فعل، وهذا النهج الجديد الذى يعرف بالإدراج المباشر لم يتبعه سوى 3 شركات فقط، هى شركة البث الموسيقى «سبوتيفاى»، وشركة المدفوعات «آيدان» (وكلاهما بدء أعمالهما خارج الولايات المتحدة)، وشركة «سلاك» لبرامج الحواسب ومقرها سان فرانسيسكو.
وحدث الإدراج المباشر – والذى تتحكم فيه بقدر كبير الشركة البائعة للأسهم، لأن الشركات الجريئة والشجاعة تمسكت بفكرة أن البنوك الاستثمارية فى عالم الطروحات والاستثمار مثل بائع التذاكر فى السوق السوداء فى مجال المسارح.
وتحدى بارى ماكارثى، المدير المالى فى «سبوتيفاي»، النظام وألقى الضوء على التكتيكات التى تستخدمها البنوك لإحباط وإثارة غضب الجميع باستثناء أنفسهم.
وتضمنت شكاوى ماكارثى ضد الطروحات التقليدية هيكل التفويض غير المرن والإملاء على الشركة القدر الذى يجب أن تجمعه، وهو ما يسمح للبنوك الاستثمارية أن تفرض على الشركة جمع أموال اكثر مما تريدها، ويشعر المشترون بنفس القدر من الإحباط.
أشار إلى أن المساهمين طويلو الأجل يريدون شراء كميات كبيرة من أسهم الشركة ولا يستطيعوا، لأن البنوك خصصت الأسهم لعملائها المفضلين، والنتيجة أن هؤلاء المشترون يبيعون أسهمهم الأولية سريعاً لتحقيق ربح قصير الأجل، ثم ينتظروا حتى يتراجع سعر السهم قليلا لكى يختاروا المراكز التى يريدونها.
ونوه أن العالم تغير، وأصبحت الشركات الشابة تظل خاصة لمدة أطول من أسلافهم، والآن، اصبحت العديد من الإدارات لديها خبرة كبيرة فى جمع كميات هائلة من الأموال دون وسطاء.
وبالمثل، أصبح الزبائن المعتادون للطروحات – مثل صناديق الاستثمار وصناديق التحوط – يبحثون بشكل مستقل عن أكثر الشركات الخاصة الواعدة.
وتحابى التكنولوجيا كذلك الإدراج المباشر، فجولات الترويج للطروحات الجديدة، والتى تتضمن عروضا تقديمية على «باور بوينت» لمدة 30 دقيقة، عفا عليها الزمان، مقارنة بالمراجعات التجارية الشاملة أو الفيديوهات الطويلة على اليوتيوب والتى تفحصها لجنة الأورواق المالية والصرف الأمريكية وتكون متاحة للجميع.
وكشف في مقال له أن بعض البنوك اتخذت مركزاً دفاعياً، وقالت إن الشركات الكبيرة أو الاستهلاكية المشهورة هى وحدها من تستطيع القيام بالإدراج المباشر، وتشبثت بأمل أن الشركات الأقل ربحية لن تستطيع إدارة طروحاتها بنفسها، أو أن إدارات الشركات التى لا تمتلك نقدية كافية فى ميزانياتها ستفقد أعصابها أثناء الطرح.
وخلال السنوات القليلة المقبلة، فإن الشركات التى لديها خطط لطرح أسهمها فى البورصة، ستتبع النهج التقليدي، ولكن بالنسبة للجميع، أصبح الخيار بين الإدراج المباشر أو الإدراج التقليدى هو اختبار لخصلتين، هما الشجاعة والذكاء.