كارثة بكل المقاييس ومأساة حقيقية يعيشها أهالي قرية الطاروطي، التابعة لمركز صان الحجر، بمحافظة الشرقية، لعدم وجود مياه صالحة للشرب مما دفعهم ذلك لتحمل تكاليف شراء المياه المحلاة والصالحة من القرى الأخرى.
يقول محمد عبده من أهالي قرية الطاروطى: كنا نعتمد على المياه الجوفية فى بداية تواجدنا فى القرية بعدما حصلنا عليها من القوات المسلحة، إلا أنه مؤخراً ومع مرور سنوات زادت ملوحة المياه بدرجة كبيرة مما أدى إلى إصابة بعض الأهالي بالفشل الكلوى والأمراض الفيروسية وذلك بسبب تقاعس المسئولين بالمحافظة عن أداء دورهم فى توصيل مواسير مياه صالحة.
وأضاف عبده: نقوم بشراء مياه صالحة للشرب بسعر 3 جنيهات للجركن الواحد من عربة تأتى مرة فى اليوم من مدينة صان الحجر، وكل بيت يستخدم فى اليوم ما لا يقل عن 4 جراكن بما يعادل فى الشهر 360 جنيها، ونحن فلاحين بسطاء لا نقدر على سد احتياجاتنا الأساسية ، قائلا: هنجيب منين فلوس نشتري بيها مياه.. لم نعد نتحمل كل هذا الأعباء، ظروفنا صعبة للغاية ولا أحد يشعر بنا من المسئولين، تقدمنا بعشرات الشكاوى لرئيس لمركز ومدينة صان الحجر وللدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، ولكن كل هذا دون جدوى محدش سائل فينا، وتقدمنا بطلب للنائب رائف ترمز عضو مجلس النواب عن دائرة صان الحجر ووعدنا بتوصيل خطوط مياه من الشبكة الرئيسية إلى العزبة ولكن تبخرت تلك الوعود هى الأخري.
ولم تقتصر مشاكل تلك العزبة الذى يسكنها حوالي 4000 مواطن على مياه الشرب فقط، ولكن تعاني من مشكلات عدة ربما أبرزها عدم وجود وحدة صحية تخدمهم، وتوجد أقرب مستشفى لهم على بعد 10 كيلومتر ولا توجد وسيلة مواصلات يستقلونها عند الذهاب للمستشفى بسبب تدهور حالة الطريق الرابط بينهم وبين مدينة صان الحجر.
وقال خالد أحمد من أهالي القرية، نعانى الأمرين بين عدم وجود وحدة صحية تقدم لنا خدمة طبية وبين بعد المستشفى عنا وعدم وجود مواصلات، مشيرًا إلى أنه عند مرض أحد الأهالي فى الليل لا يعرفون أين سيذهبون به، وعند مرض والده فى الليل حاولوا نقله للمستشفى ولكن بسبب بعدها توفى منهم فى منتصف الطريق.
وأضاف خالد: توجهنا لمديرية الصحة بمدينة الزقازيق وتقدمنا بالأوراق المطلوبة لإنشاء الوحدة الصحية بالقرية، ثم بعدها جاء لنا شخص يدعى أنها تابع لمديرية الصحة وطلب 40 ألف جنيه لتنفيذ العمل، وبعد أن تم جمع المبلغ من أهالي القرية اكتشفنا أنه " نصاب"
وتابع: لا توجد بالعزبة شبكة صرف صحى، ونعتمد على عربات كسح الطرنشات التي تأتي من وقت للآخر، كما لا توجد مدرسة بالقرية ويضطر الأطفال للمشى يوميا 5 كيلو متر للوصول للمدرسة فى إحدى القرى المجاورة.
فى النهاية ناشد أهالي قرية طاروط الرئيس عبدالفتاح السيسى بسرعة التدخل لإنقاذهم من الموت المحقق، وتوفير خدمات ومرافق حتى يستطيعوا مقاومة ظروف الحياة.