تحول الاقتصاد العالمي إلى شكل جديد من أشكال العمل الذي يقوم بالأساس على الأفكار وليس على الجهد العضلي، فلم يعد الاقتصاد العالمي قائما كما كان في الماضي على مجرد الجهد العضلي الذي قد يبذله بعض العمال في مصنع أو مزارعين في مزرعة، ولكن تحول الاقتصاد الجديد إلى شكل من أشكال الأفكار الإبداعية التي تتحول إلى قيمة اقتصادية مضافة، وهو ما أعطى قيمة كبيرة في العالم لحقوق الملكية الفكرية وحمايتها وما يتربت من عقوبات على سرقة مثل هذه السرقات، فهل سرقة هذه الأفكار تعتبر من السرقات المعاقب عليها في الشريعة، وهل سرقة الحقوق الفكرية تتطابق في حكمها مع سرقة الأموال المنقولة ؟ وهل يمكن أن يطبق حد قطع اليد على سارق الأفكار أو سارق الحقوق الفكرية ؟
اقرأ ايضا : هل يمكن للمسلمة أن تتزوج من رجل بهائي وما هى البهائية اعرف رأى الإفتاء
هل سرقة حقوق الملكية الفكرية توجب قطع يد السارق اعرف رأى الشرع ؟
حول هذه الأسئلة يقول الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، إن العلة في تحريم السرقة أنها تمثل انتهاكا واعتداء على ملكية الاخرين وحقوقهم، وفي ذلك ضرر على المجتمع وانتشار للفساد فيه فلو لم يأمن الناس على كسبهم وثمرة أعمالهم فإنهم لن يعملوا، وبذلك تتعطل التنمية في المجتمع، ومن هنا شدد الإسلام عقوبة السرقة وجعلها قطع يد السارق حتى يرتدع كل من تسول له نفسه أن يتعدى على حقوق وأموال الاخرين، إلا أن فضيلته ذهب إلى أن الأموال المعنوية فلا تكون محلا للسرقة الموجبة للقطع؛ لأنها حقوق مجردة وليست قابلة بطبيعتها للنقل من مكان إلى اخر سواء أكانت حقوقا شخصية أو عينية.