حصلت الباحثة نرمين يسري عباس عبد الحافظ بقسم الكيمياء كلية العلوم جامعة المنوفية على درجة الدكتوراه، من خلال بحث علمي متطور تحت عنوان "جزيئات النانو وإثبات التركيب للمركبات المضادة للسرطان من بعض المصادر الطبيعية"، حيث تناولت الرسالة إبراز أهمية علم النانوتكنولوجي وتطبيقاته فى العصر الحديث كالصناعة والزراعة والطب، ومجالات مختلفة كثيرة، بالإضافة لأهمية المنتجات الطبيعية (التخليق الأخضر) كالنباتات مثل نبات الشطة فى تخليق جزيئات النانو باستخدام عنصر الفضة، واستخدامها فى التخلص من بعض الصبغات السامة والمواد العضوية الناتجة من مخلفات المصانع ، وناقشت الباحثة أهمية كيمياء المنتجات الطبيعية كمصدر فعال للأدوية التى تستخدم فى علاج أمراض كثيرة مثل السرطان، حيث قامت بفصل بعض المركبات من نبات صوابع الهانم والتى تتميز بأنها ذات تأثير بيولوجي عالٍ ضد السرطان، وأيضا أثبتت فاعليتها فى علاج الفئران المصابة بالسرطان وتقليص حجم الورم فى خلايا الكبد والثدى والحنجرة، والتى ذات معامل تأثير عالٍ، إلى جانب التأثير الفعال للزيوت العطرية المستخلصة من بعض النباتات الطبية كالشبت والبقدونس والكرفس والينسون والكراوية، وهذه النباتات لها استخدامات طبية كثيرة ضد الأمراض التى تسببها الميكروبات وأمراض السرطانات والروماتيد وهي مضادة للالتهابات، بالإضافة إلى استخدامها كأطعمة وشراب.
وقامت الباحثة باستعراض أهمية الكمأة من الناحية الدينية والطبية، فالكمأة تم ذكرها فى الأحاديث الشريفة (عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءُ الْعَيْنِ")، حيث أثبتت فاعلية الكمأة ضد الميكروبات التى تسبب أمراض العين والتى أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف عام. ويمثل هذا البحث أول بحث يتم نشره عن القرآن والسنة فى مجله عالمية علمية متخصصة فى مجال الطب التقليدى، حيث تم نشره فى مجلة (molecules)، بالإضافة إلى ذكر القرآن الكريم والأحاديث الشريفة فى عنوان البحث، وهو سبق علمى لأول مرة، ويدل على اعتراف الأجانب بأهمية النباتات المذكورة فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، فالبحث يشمل النباتات التى تم ذكرها فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وأهميتها فى العصر الحديث لعلاج بعض الأمراض طبقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أنزل الله من داء، إلا وأنزل معه الدواء، علمه من علمه، وجهله من جهله"، بالإضافة إلى ذكر بعض علماء ذلك العصر، مثل أبو بكر الرازى وابن سينا والطبرى وابن النفيس، والذين كان لهم دور كبير فى تقدم هذا العصر، وتم نشر هذا البحث فى مجلة (Journal of Ethnopharmacology).
تشكلت لجنة الإشراف والمناقشة والتحكيم من الدكتور هشام رشدى الصعيدى أستاذ كيمياء المنتجات الطبيعية- كلية العلوم- جامعة المنوفية وأستاذ زائر بجامعة أوبسالا- السويد والدكتور محمد أبو الفتوح شحاتة أستاذ علاج الأورام الإكلينيكية بطب المنوفية والدكتورة مها محمد البطش أستاذ مساعد ورئيس قسم الفارماكولوجيا الإكلينيكية بكلية الطب جامعة المنوفية والدكتورة شادن على خليفة أستاذ مساعد بقسم العلوم البيولوجية الجزيئية بمعهد وينر جرين ستوكهولم السويد.