يقولون إن الحاجة أم الاختراع.. من هنا تحديدا بدأت رحلة سيدة الصابون، التي بدأت بطريقة قد تبدو مألوفة إلى حد كبير، لكن ما لبثت أن تحولت إلى قصة نجاح وامتلاك لأحد أشهر ماركات الصابون.. "أهل مصر" التقى سيدة الصابون، وكشفت لنا عن قصة الصعود في السطور التالية.
"قبل ثلاثين عاما أصيبت ابنتي بحساسية في الجلد؛ نتيجة لاستخدامها سائلا لتنظيف الجسد، دفعني هذا بطريقة ما لأن أبدأ في استغلال ما تعلمته خلال فترة دراستي بصفوف كلية الصيدلة. تطورت الفكرة لاحقا؛ لتكون أول صابونة منزلية أقوم بتصنيعها لأجل خاطر ابنتي، ولم أكن أعلم أن التجربة ستنتهي بي إلى امتلاك أحد أشهر مصانع الصابون في مصر"..
وأكدت الدكتورة منى وهيب أنها وجدت مواد مسرطنة كأحد مكونات السائل الذي أصاب ابنتها بالحساسية؛ما دفعها إلى البحث من جديد؛ لتطوير فكرة الصابونة المنزلية، مستعينة بمكونات طبيعية كزيت الزيتون بإمكانيات محدودة بالمنزل وبلا دعاية أو تسويق لمنتجها الجديد.
وتعمل وهيب مدير عاما لإحدى شركات الأدوية الخاصة، ولم يسبب هذا لها إحراجا في أن تبدأ في بيع الصابون الذي تقوم بتحضيره منزليا لزملاء العمل، ما أثار إعجابهم، وكان دافعا لها للمضي قدما في البحث عن مزيد من الرواج لمشروعها.
اتسعت دائرة عملاء السيدة وهيب في فترة لاحقة، فلم تكتفِ بزملاء العمل، وباعت للجيران، ثم توسعت، خاصة مع زيادة الطلب على الصابونة الطبيعية، فاتخذت على أثره قرارا خطيرا، تمثل في ترك العمل كمديرة لقطاع الشرق الأوسط لشركة تصنيع دواء عالمية، وسط ترقب من الأسرة لاحتمالية نجاح التجربة من عدمه.
وتشعر وهيب بمزيد من الاستقرار في حياتها مع أسرتها الصغيرة، التي كانت سببا في اتخاذ قرار إنشاء المصنع، ولم تبالغ في تقدير خطورة التجربة، ما مثل دافعا للدكتورة منى في البدء في ترشيح عدد من الأماكن؛ لتكون مقرا للمصنع الجديد، مع دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع وتجهيز المعدات والماكينات اللازمة، بالاتفاق مع مستوردين صناعيين وفنيين أكثر خبرة في هذا الشأن.
مرت الفترة الخاصة بإنهاء أوراق إنشاء المصنع، تَبقَّى فقط أن تقوم باختيار العمالة الكافية والتنسيق مع إداريين ومندوبي تسويق، وآخرين كمتعهدين للشحن ونقل المنتجات بين التجار، واستهداف أماكن تجارية حرة، ما كان كافيا لدراسة السوق المحلية بحسب الدكتورة منى وهيب.
الخطوة التالية كان في اختيار المدينة الصناعية بكوم أوشيم؛ لتكون موقعا للمصنع الجديد، الذي بلغت مساحته ٨٠٠ متر وطابقين كبداية محدودة وعدد من العمال يتناسب وهامش الربح السالف على تدشين المصنع؛ ليكون أول مصنع رسمي يحمل اسم ماركة الصابون الشهيرة "نفرتاري"، لتتخذ وهيب منحى آخر. فالمصنع صُمم على طابقين: الأول للتخزين، والثاني للتعبئة، مع توسعة المنتج؛ لتضيف إلى قائمة منتجاتها بجانب صابونة نفرتاري عددا من سوائل التنظيف، بجانب كريمات الوجه، مضافا إليها زيوت طبيعية كزيت الزيتون، مع مراحل أخرى للتصنيع يتم فيها خلط أملاح بزيوت عطرية؛ لتنظيف الحمامات، بجانب مقشرات للجسم وكريمات ترطيب، ما دفعها إلى مزيد من التوسعة والانتشار.
ينتج مصنع السيدة وهيب ٣٢ نوعا من الزيوت الطبيعية وعددا كبيرا آخر من المنتجات؛ ما يجعل منتجات السيدة وهيب تصل إلى ٣٦٠ منتجا بصناعة يدوية محلية وبأيدي عمال مصريين، يتم دمجها بالزيتون الخام.
تشعر السيدة وهيب بالفخر لكونها مؤسسة مصنع نفرتاري للصابون، والمنتجات الطبية الأخرى، والتي توالي تصديرها إلى دول: فرنسا، الكويت، اليابان، وتنتقل بين مصر وأمريكا لمتابعة أحدث تقنيات التصنيع وتسويق المنتج على مستوى العالم.
يتزايد الطلب حاليا على منتجات مصنع الدكتورة منى وهيب، ما عزز من تجربة صعودها، حيث تسعى إلى فتح أسواق جديدة لمنتجاتها حول العالم، خاصة بعد ارتيادها لدول كاليابان والتصدير إليها، متسعينة بما تمتلكه من خبرة في السوق، إلى جانب ما حصلت عليه من دورات ضاغفت قدرتها على تحسين جودة منتج وتلقي إشادات بشأنه من قبل المستهلكين وكذلك زيادة الطلب عليه من التجار.