في الوقت الذي تقدم فيه قطر مساعداتها التنموية للصومال، فإن نفوذ الدوحة وراء الكواليس يمتد الآن ليشمل الأجهزة الأمنية للدولة الصومالية، حيث أصبحت مقديشو خط المواجهة في صراع السلطة الذي تشنه قطر على الأقطاب العربية، والدليل على ذلك "فهد ياسين" مراسل قناة الجزيرة الذي أصبح بين ليلة وضحاها ضابط في المخابرات الصومالية ولم يكتفي بذلك بل اقترح برنامج تدريب داخل المخابرات الصومالية وبدا في تطبيقه مما اثار "حنق" الضباط الصوماليين الآخريين.
ماهو برنامج التدريب الذي يطبق في المخابرات الصومالية الآن؟
البرنامج يقضى بتدريب ضباط المخابرات الصوماليين في قطر،وبدأ البرنامج أول أغسطس وشمل 14 ضابطاً وسينتهي الأسبوع الجاري، ونقل موقع الشؤون الصومالية عن أحد الضباط الذين تم اختيارهم في هذا التدريب أن البرنامج مريب حيث يذهب 5 ضباط كل يوم من أصل 15 مع مسؤوليين قطريين ويعودون ليلاً بينما يظل البقية في الفندق للتدريب بشكل عام لمدة ساعتين فقط على أيدي ضباط من بريطانيا وإسرائيل.
رجل قطر في المخابرات الصومالية
قبل عام، عين الرئيس محمد عبد الله فرماجو، فهد ياسين مدير القصر الرئاسي ونائبا لرئيس جهاز المخابرات، خلفا للواء عبد الله عبد الله، وذلك في مرسوم رئاسي شمل عدة تغييرات في الجيش والمخابرات والشرطة.
وبدأ ياسين حياته عضوا نشطا في جماعة "الاعتصام" السلفية الجهادية، ثم التحق بتنظيم الإخوان المسلمين قبل أن يصبح رئيسا لديوان الرئاسة في مقديشو في مايو 2017.
قبل ذلك وفي 2013، أصبح رئيسًا لمكتب مركز "الجزيرة" للدراسات في شرق إفريقيا، إلى جانب إدارته للقصر الرئاسي.
كيف تسيطر قطر على مقديشيو؟
قال "ضاهر عيدو" المحلل السياسي في الشؤون الافريقية في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن "فهد ياسين" عراب قطر في الصومال عُين لتنفيذ أجندة الرئيس السياسية، ومراسل الجزيرة له تاريخ مع قادة الشباب حسن ضاهر عويس، ومختار روبو وكذلك قادة حركة الشباب الراحل أحمد جودان، عدن عيرو، وإبراهيم حاج جامع، الذين كانوا جميعهم إرهابيين عالميين معينين، في مثل هذا الموقف الحرج.
واضاف إن "ياسين" هو المهندس وراء التعاون الصومالي القطري في مجال الاستخبارات وقطاعات أخرى،عمل ياسين سابقًا كمراسل لقناة الجزيرة في الصومال لمدة عشر سنوات وأيضًا كمدير لمركز الجزيرة لدراسات شرق إفريقيا، شغل منصب مدير الحملة الانتخابية للرئيس الصومالي الحالي محمد عبد الله فارماجو، وفي يناير 2018 ، أقام حزب وادجر الصومالي دعوى قضائية ضد ياسين في محكمة مقاطعة بنادير في مقديشو متهماً إياه ، من بين آخرين ، بالتورط في الهجوم الذي استهدف مقر الحزب في 17 ديسمبر 2017.
وأكد أنه بعد هزيمة وحدة العناية المركزية في أواخر عام 2006، ظل "فهد ياسين" في مقديشو، مما أتاح للجزيرة وصولاً غير مقيد وتقارير حصرية عن حركة الشباب الصومالية الإرهابية، ومقابلة أعضاء بارزين وتقديم تقارير عن تمرد الجماعة المتزايد ضد الحكومة الصومالية الضعيفة التي تدعمها إثيوبيا في عام 2006 ثم بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال،وعقب ذلك أصبحت تقارير الجزيرة القطرية منحازة لحركة الشباب الصومالية وتدعى أنهم مجاهدين، كما أصبحت تدعو للتجنيد وتمويل المتطرفين التي ظلت المنصة الأيديولوجية الأساسية للتجنيد والتمويل المتطرفين التي غذت صعود حركة الشباب في الصومال.
أصبح فهد مكتبًا لمكاتب الجزيرة في مقديشو نال اهتمام القيادة القطرية المؤيدة للإسلام والشيخ يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي للإخوان المسلمين.
اقرأ ايضاً.. ضاحي خلفان يفجر مفاجأة بشأن المسؤول عن تفجير معهد الأورام
في عام 2012، حصل فهد على ملايين الدولارات من الأموال القطرية لدعم حملة حسن شيخ محمود، وهذه الأموال غير المشروعة، مكنت الصناديق القطرية فهد من شراء الأصوات لضمان انتخاب محمود على الرئيس الحالي شيخ شريف شيخ حسن، ومع ذلك أساء فهد تقدير ثروته السياسية المفاجئة لأنهم اعتقدوا أن بإمكانهم ممارسة تأثير على الرئيس الجديد.
على مدار العامين المقبلين، افترض العديد من الحلفاء أن فهد كان في برية سياسية، إلا أنه كان يضع خططًا سياسية ومالية مدعومة بأموال قطرية غير مشروعة.
وقال أن الحملات تضمنت خطة لاستبدال رئيس هيرشابيل، لقد دفع فهد مبلغ 3 ملايين دولار مقابل اقتراع بحجب الثقة الذي أطاح بنجاح برئيس المنطقة،كما أنفق فهد 5 ملايين دولار للإطاحة برؤساء منطقتي غالمودوغ والجنوب الغربي ، ودفع مع أعضاء البرلمانات الفيدرالية والإقليمية وكذلك وكالة الاستخبارات والأمن الوطنية (NISA).
فشلت خطط غلمودوغ وجنوب غرب البلاد لأن الرئيس حافظ وحافظ على التوالي كان لديهم المزيد من الموارد المالية والأمنية لصد حلفاء فهد، أدت المحاولات في غالمودوج والجنوب الغربي إلى نتائج عكسية على فهد وخلق عدم ثقة بين المؤسسات الإقليمية والاتحادية.
أدت المحاولات الفاشلة إلى إنشاء تحالف إقليمي ضد الدفاع عن المصالح الإقليمية ضد ما يرى الرؤساء الإقليميون أنه خارج عن السيطرة والحكومة الفيدرالية الخطرة، وأعرب الرؤساء الإقليميون في عدة لقاءات مع فارماجو عن غضبهم وقلقهم وخيبة أملهم، وأخبروه مباشرة أنهم يرون أن فهد يمثل تهديدًا ومصدرًا لزعزعة الاستقرار السياسي.