شذوذ واغتصابات في دار أيتام ببورسعيد.. التحريات وشهادة المشرفات أكدت الوقائع.. والأهالي ينتظرون حُكم القضاء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وسط حالات من المآسي والقصص الإنسانية التي تشهدها دور الأيتام وطبيعة حياة روادها التي يملؤها حزن فقد الأم والأب، حتى وإن كانا على قيد الحياة، تشهد إحداها ببورسعيد قصة تقشعر لها الأبدان، فبدلاً من أن يكون المُشرف راعيا للصغار - لاسيما أنه عاش نفس الظروف؛ كونه أحد أبناء الدار، بات ذئبا ينفرد بضحيته ويفترسها؛ لتعاني فوق معاناتها، وتواجه مستقبلا مُظلما ينال من شرفها، وكأن مسئوليها على رؤوسهم الطير، ولا يحركون ساكنا إلا بعد فوات الأوان وتحرُّك الجهات الأمنية.

مثُلَ أمام محكمة جنايات بورسعيد ذئب بشري لوث طُهر ونقاء عدد من أطفال دار تحسين الصحة للأيتام بهتك عرضهم من خلال أفعال إباحية لشهوته الحيوانية وتعريضهم للإيذاء النفسي والجسدي إرضاءً لرغباته، وينتظر البورسعيدية حُكم محكمة جنايات بورسعيد - الدائرة الثانية، التي أجلت نظر قضية "هتك عرض أطفال داخل دار تحسين الصحة ببورسعيد"، والمقيدة برقم 5390 لسنة 2018 جنايات المناخ، ورقم 1533 لسنة 2018 جنايات كلي بورسعيد والمتهم فيها "عيد . أ . ال"، و"عبد الرحمن . الـ . أ" - محبوسان، و "كريم . م . إ" - هارب، إلى 13 أكتوبر القادم؛ لسماع شهود الإثبات في الواقعة.

وتربى المتهم الأول والرئيسي في القضية داخل دار تحسين الصحة لرعاية الأيتام والمشهرة بمديرية التضامن الاجتماعي، تحت رقم 12 لسنة 1966 لرعاية الأيتام، حتى كبرَ وترعرع وأصبح شاباً قوى البنيان يستطيع مجابهة الحياة، فلما بلغ السن القانونية للدار تم تعيينه من قِبل مجلس الإدارة مُشرفاً داخل الدار؛ ليستقوى على الصغار ويصبح متهماً بهتك عرض 6 أطفال داخل المؤسسة الكائنة بدائرة حي المناخ، هو وآخرون من أبناء الدار بالاعتداء الجنسي على أطفال نزلاء بنفس الدار.

وتعود تفاصيل الواقعة لورود بلاغ لنيابة الطفل من محمد صادق - والد طفلين داخل الدار يتهم فيه "عيد.أ" بالاعتداء الجنسي على طفليه أدهم 4 سنوات ومصطفى 6 سنوات، حيث إنه أثناء زيارته لنجليه المودعين بها لوجود خلافات زوجية، أبلغه كل منهما بقيام "عيد" - المشرف بالجمعية، بالتعدي عليهما جنسيا أكثر من مرة داخل الدار منذ إقامتهما بها من تاريخ الأول من نوفمبر 2018، وكذا على الطفلة كنزي المقيمة بنفس الدار والتي تبلغ من العمر 3 سنوات.

ووجهت النيابة العامة تُهمة هتك العرض لـ6 أطفال من أبناء الدار لـ "عيد"، حيث قام باستغلال عمله كمشرف يعمل بالدار المودع بها المجني عليهم وانتهاز فرصة الاختلاء بأي منهم لتجريده من ملابسه والقيام بفعلته بصورة مستمرة كرهاً عنهم؛ حال كونهم أطفالا لم يبلغ أي منهم 18 سنة، وكونه له سلطة الإشراف والرقابة والملاحظة عليهم.

كما وجهت النيابة نفس التهمة للمتهم الثاني لتجريد المجني عليه "م . إ . ر"، من ملابسه بالقوة والقيام بفعلته كرهاً حال كونه لم يبلغ 18 سنة، ووجه للمتهم الثالث نفس الاتهام سالف الذكر على المجنى عليه "م . إ . ر" - على حد ما ذُكِرَ بالتحقيقات.

وقال محمد صادق - والد طفلين تم الاعتداء عليهما-، بالتحقيقات، إنه حال زيارته لنجليه الطفلين "أدهم، ومصطفى"، بدار تحسين الصحة أخبراه بقيام المتهم الأول بالتعدى عليهما جنسياً وعلى طفلة تدعى "كنزي"، وأن هناك آلاما بهما، بالإضافة إلى أن المتهم هددهما لعدم إخبار أحد بالواقعة.

وأضاف المقدم محمد صبح "مفتش مباحث بمديرية أمن بورسعيد" - بالتحقيقات، أن تحرياته السرية أسفرت عن صحة الواقعة من قيام المتهم الأول باستغلال عمله كمشرف بدار تحسين الصحة وقيامه بهتك عرض الأطفال المجني عليهم جميعاً بصورة دائمة؛ مستغلاً كونه متولى رعايتهم وملاحظتهم وذلك في أوقات وأماكن مختلفة "المطعم، الخلاء، وأماكن النوم"؛ حيث يقوم بتجريد ملابسهم وإتيان فعلته، وكذلك المتهمان الثاني والثالث هتكا عرض المجني عليه "م . إ . ر"، مستغلين جميعا حداثة سن المجني عليهم وانعدام إرادتهم.

وأكدت الدكتورة رشا كمال، إخصائية نفسية بدار تحسين الصحة، بالتحقيقات، أنه قامت الدار بالاتصال بها للحضور وإجراء جلسات نفسية للأطفال لوجود خلل في السلوك، مشيرة إلى أنه بعمل جلسات منفردة لكل طفل وبسؤالهم ومناقشتهم، قرروا جميعا بوقائع هتك عرض المتهمين لهم، ولم تتمكن من مناقشة الطفلة "كنزي" .

وأوضحت رضوى حسن، مشرفة على المرحلة الابتدائية بالدار، أنها لاحظت المتهم الأول يقوم بفعل فاضح مع الطفلة "كنزي" حتى إن إحدى العاملات نهرته فتركها ولاذ بالفرار، كما أنها تتسلم عملها منه، حيث يبيت مع الأطفال بقسم الابتدائي لعمله كمشرف بالدار، مضيفة أن الباب الفاصل بين قسمي الابتدائي والحضانة يكون مفتوحا دائماً .

ولاحظت النيابة العامة خلال تحقيقاتها، أنه ثبت بسؤال الطفلين "أ . م . م" و "م . م . م"، قيام المتهم الأول بالتعدي عليه جنسياً عدة مرات داخل الدار، كما ثبت بسؤال الطفل "م . إ . ر"، قيام المتهمين الثلاثة بالتعدي عليه جنسياً حيث تعدى المتهم الأول مرة والثاني مرتين والثالث ثلاث مرات.

كما ثبت بتحقيقات النيابة عند سؤال الطفل "ش . أ . ع" قيام المتهم الأول بالاعتداء عليه جنسياً، وذلك بأن قام بتتبعه عقب دخوله للاستحمام وقام بفتح الباب وتجريده من ملابسه وبدأ يعبث به، إلا أنه قام بالصراخ فتركه المتهم وخرج، وثبت أيضاً بسؤال الطفل " م . ع . ال"، بقيام المتهم الأول بإيقاظه من نومه وإدخاله إلى الخلاء وتجريده من ملابسه والاعتداء عليه، وقام المتهم الأول بنفس التصرف سالف الذكر وذلك عند سؤال الطفل "م . ع . ال" بالتحقيقات على سبيل الاستدلال، وأقر المتهم عبد الرحمن السيد أحمد بقيامه بهتك عرض المجنى عليه الطفل "م . إ . ر" .

وثبت بمعاينة النيابة العامة لدار تحسين الصحة أنه بالتقابل مع الأطفال المجنى عليهم والذين أقروا بحدوث تلك الوقائع ودلوا على أماكن ارتكابها داخل الدار، وتبين من المعاينة وجود طفلين "مصطفى عمرو، وشريف أحمد" تخلفا عن الذهاب إلى المدرسة، وبسؤالهما قررا بعدم ذهابهما رفقة باقي الأطفال لوجود آلام عندهما وأنها نتيجة وقائع التعدي الجنسي عليهما.

وثبت بتقرير الطب الشرعي أنه بالكشف على المجنى عليهما الطفل "م . إ . ر" و "أ . م . م"، ثبت أنهما وإن كان لا يوجد ثمة آثار إصابية تشير يقيناً على إتيانه لواطاً، إلا أن مرور فترة زمنية بين الواقعة والكشف الطبي قد تزول معه الإصابات، وبالكشف على المجنى عليه "م . م . م"، ثبت وجود احمرار عند الساعة السادسة بفتحة الشرج، ويتعذر الجزم عما إذا كان قد تم التعدي عليه جنسياً من عدمه؛ لأن مرور فترة زمنية بين الواقعة والكشف الطبي قد تزول معه الإصابات .

وأثبت تقرير الصحة النفسية أن الطفل "م . ع . ال" يعاني من الذعر وحالة مزاجية سيئة بسبب وقائع التعدي الجنسي من المتهم الأول، وأقر الطفل "م . إ . ر"، بقيام المتهم الثالث الاعتداء عليه جنسياً حتى تعلم منه، وبدأ يقوم بها مع زملائه.

وأقر الطفلان "م . م . م" و "ش . أ . ع" بقيام المتهم الأول بالتعدي عليهما جنسياً، وأوصى التقرير النفسي لجميع الأطفال سالفي الذكر ضرورة المتابعة والإشراف المستمر للأطفال حتى لا تتكرر تلك الوقائع.

كما ثبت بتقرير اللجنة المشكلة من المجلس القومي للطفولة والأمومة "نجدة الطفل"، أن اللجنة لاحظت أن سلوك الأطفال غير سوي بما يشير بإمكانية حدوث تعدي جنسي عليهم، وأن حالتهم النفسية سيئة ويوجد تضارب بأقوال المشرفين بالدار ومحاولة إخفاء تلك الوقائع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً