إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون .. هل كلمة الصابئون صحيحة لغويا في هذه الآية ؟ الرد على شبهة وجود أخطاء نحوية في القرآن

يصف المولى سبحانه وتعالى القرآن الكريم بأنه : كتاب أحكمت اياته ثم فصلت، كما يصف المولى سبحانه وتعالى القرآن الكريم بأنه أنزل : بلسان عربي مبين، ولكن يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة المائة من كتابه العزيز : إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فلماذا تم رفع كلمة الصابئون بالواو مع أن موضعها في الإعراف هو النصب بالياء، هل هناك خطأ لغوي أو نحوي في هذه الآية الكريمة؟ هل القرآن الكريم يتضمن أخطاء لغوية ونحوية كما يزعم بذلك بعض الطاعنين في الدين الإسلامي؟ هل آيات القرآن الكريم تناقض نفسها كما تزعم بذلك بعض الصفحات الإلحادية؟

اقرأ أيضا : لماذا تختلف أحكام الفقه بين المذاهب الأربعة هل كل مذهب له مصدر مختلف للأحكام الشرعية ؟

هل كلمة الصابئون صحيحة لغويا في هذه الآية ؟ الرد على شبهة وجود أخطاء نحوية في القرآن

لقد ذهب جمهور العلماء للقول حول هذه الآية إن إن مجيء الآية على النحو الذي جاءت به، هو وجه من وجوه بلاغة القرآن، وجانب من جوانب إعجازه، يوضح هذا ويؤكده ما جاء عن أئمة اللغة في توجيه هذه الآية الكريمة ، وقد قال الخليل وسيبويه: رفع (الصابئون) في الآية محمول على التقديم والتأخير؛ والتقديم والتأخير أمر جار ومعهود في كلام العرب، وهو كثير في القرآن الكريم، يعلمه كل من كان على دراية وعلم بلغة القرآن وأسلوبه، قالوا: وتقدير الكلام في الآية: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى كذلك، كذلك قال عدد من اللغويين إن خبر إن محذوف، دل عليه قوله سبحانه: فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، قالوا: وجملة والذين هادوا معطوفة على جملة إن الذين امنوا ومحلها الرفع؛ لأنها جملة ابتدائية، وما عطف عليها كذلك، وجملة والصابئون من المبتدأ والخبر المحذوف، معطوفة على الجملة المرفوعة قبلها؛ فالعطف هنا عطف جمل على جمل، وهي مرفوعة، فلأجل هذا جاء قوله تعالى: والصابئون مرفوعا، عطفا على ما قبله من جمل مرفوعة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً