نجم كبير على قدر عالٍ من الذكاء.. موهبة فريدة من نوعها.. يحبه الصغير قبل الكبير.. قدم العديد من الأعمال الناجحة، مثل "عسل أسود، كده رضا، آسف على الإزعاج، سهر الليالي"، وغيرها من أهم الأعمال الذي لا ينساها جمهور أحمد حلمي، ولكنه لم يعد في الفترة الأخيرة يركز على أنه بدأ يقدم مستوى أقل، وهذا ما يخيف جمهوره، خاصة بعد فيلمه الأخير "خيال مآتة"، الذي انتقده العديد من جمهوره، وجاء مخيبا للآمال، وأصبح بسببه يعرِّض نجوميته للكثير من الخطر، إذا لم يقف مع نفسه، ويركز ويعد مثلما سبق، "حلمي" الذي لم يكن يختلف عليه اثنان، وينتظر الجميع ما سوف يقدمه حتى يصفق له؛ ولهذا سألت "أهل مصر" بعض النقاد عن رأيهم في فيلم "خيال مآتة" وأحمد حلمي في هذه الفترة، وهل أصبحت نجوميته في خطر فعليًّا.
يقول الناقد نادر عدلي إن فيلم "خيال مآتة" نجح، وحصل على إيرادات جيدة، ولكن هذا بسبب نجومية أحمد حلمي فقط. أما الفيلم في تصوري فهو غير ممتع، بمعنى أن الأحداث ومعالجة القصة ليست بها درجة الإثارة الكافية، وتجعل المشاهد يصاب بالملل. كما أنه رغم وجود عدد كبير من النجوم الكبار بالفيلم، إلا أنه لم يستفد منهم بأي شيء، مشيرًا إلى أنه يرى أن مستوى "حلمي" في آخر ثلاثة أفلام أقل كثيرا من مستوى الأعمال الذي قدمها سابقا؛ وبالتالي يجب عليه أن يركز في الفترة القامة، وإلا فسوف يفقد هذه الشعبية إذا لم ينتبه لهذا الأمر.
وأضاف "عدلي" أن السبب وراء ما وصل إليه "حلمي" من وجهة نظره أنه أصبح يركز في برامج الأطفال والإعلانات؛ على أساس أنها تحقق له مبالغ بالملايين وما يشبه النجاح، أكثر من تقديم عمل سينمائي هام؛ لقناعته أن أفلامه التي يقدمها هذه الفترة سوف تنجح دون اجتهاد؛ نتيجة نجاحه في هذه البرامج ونجاحاته في أعماله السابقة.
واتفقت الناقدة ماجدة خير الله مع عدلي في أن نجومية أحمد حلمي في خطر من قبل فيلم "خيال مآتة"، ولكن ليس بسبب تركيزه في الإعلانات والبرامج؛ فجميع الفنانين والمشاهير يتعاملون مع الإعلانات؛ لأنها جزء كبير من اقتصادهم، ولكن المشكلة أن "حلمي" لم يعد يركز في مهنته الأساسية "التمثيل" هذه الفترة، رغم أن لديه شركة إنتاج، ولكنه لم يقدر على إنقاذ مهنته من خلالها، مع أنه شخص واعٍ يحسب ضمن الأشخاص الأذكياء القادرين على رسم حياتهم بشكل جيد، ولكنه للأسف "بقاله فترة مرتبك"، وكنا نجد له المبررات، لكن هذه المرة في الحقيقة ليس له أي مبرر نهائي؛ فهو لديه إنتاج كبير، وعنده القدرة على اختيار مخرج وكاتب كبير وعلى أعلى مستوى، كما أنه لم يفرض عليه أي شيء مثل النجوم الشباب؛ كونه يضطرون لقبول أعمال بهدف التواجد، وتفرض عليهم وقتها أعمال محددة، ولكن "حلمي" غيرهم، فهو نجم كبير له الكلمة الأولى والأخيرة في اختيار ما يقدمه ومن يشاركه ويتعاون معه في أعماله. وتساءلت: لماذ يصر "حلمي" على تصنيف نفسه كوميديان فقط، مع أن لديه القدرة على تقديم أدوار إنسانية ودرامية مثل ما قدمه في فيلم "سهر الليالي"؟ فإذا كانت الأفلام الكوميدية قليلة، فمن الممكن أن يقدم شيئًا آخر، بدليل أنه كان من المقرر أن يقدم "تراب الماس"، ولكنه تخوَّفَ وتراجع، وهذا دليل على أنه في لحظة ارتباك. والنجم لا بد أن يكون لديه القدرة والجرأة على التغيير؛ حتى يثبت للجميع أن موهبته كبيرة وأنه قادر على تقديم أي نوع، بدليل أن الفنان محمد سعد عندما قدم الكنز، الكل أجمع على أنه في أحسن أداء. أما من يقدم نوعا واحدا فقط فكأنه يقول إن موهبته محدودة، وأعتقد أن حلمي ليس صاحب الموهبة المحدودة، ولو اعتمد على نجوميته "فهو وقع في شر أعماله؛ لأن الجمهور لا يرحم. زي ما بيطلع النجم السما ممكن يوقَّعه تاني".
وتابعت: أتمنى من حلمي في الفترة القادمة ألا يظل يبرر للجميع، وأن يركز فيما سوف يقدمه في الفترة المقبلة. وأنا واثقة أنه رجل ذكي، وسوف يخرج من هذا المطب أو الأزمة الحالية، ويفكر بشكل جيد مثل أي شخص عاقل.
نقلا عن العدد الورقي..