انتشرت في المجتمعات الإسلامية ظاهرة الزواج العرفي، وقد يكون سبب الزواج العرفي هو سبب اجتماعي أو سبب يتعلق بمصالح تحرص الزوجة أو الزوجة على عدم ضياعها بسبب توثيق الزواج بشكل رسمي ، لكن ما هو حكم الأبناء من مثل هذا الزواج وهل يثبت نسب الأولاد من الزواج العرفي ؟ حول هذه الأسئلة يقول الأستاذ الدكتور على جمعة محمد إن عقد الزواج العرفي إذا توافر فيه القبول والإيجاب الكاشف عن الرضا بين الزوجين أمام شاهدين فإنه يترتب عليه اثاره، ويثبت نسب الطفلة المذكورة، ولا بأس من إعادة توثيقه بصورة شرعية، فإن تعدد التوثيق لا يضر العقد.
الزواج العرفي هذا هو شروط صحته وصحة نسب الأبناء منه والفرق بينه وبين الزواج السري
فالزواج السري هو العقد الذي يتولاه الطرفان دون أن يحضره شهود، ودون أن يعلن ، وأجمعوا على أنه باطل لفقده شرط الشهادة ؛ فإذا حضره شهود، وأطلقت حريتهما في الإخبار به لم يكن سرا وكان صحيحا شرعا تترتب عليه أحكامه ، لأن التوصية بالكتمان تسلب الشهادة روحها والقصد منها، وهو الإعلان الذي يضمن ثبوت الحقوق ويزيل الريبة، ويفصل بين الحلال والحرام ، أما الزواج العرفي فهو الزواج الذي لا يكتب في الوثيقة الرسمية التي بيد المأذون، وهو عقد قد استكمل الأركان والشروط المعتبرة شرعا في صحة العقد، إلا أن المصلحة اقتضت ضرورة التوثيق في الزواج حفظا للحقوق ، وقد حرص جمهور من الفقهاء على التفرقة بين الزواج السري وبين الزواج العرفي، مشيرين إلى أن الزواج السري هو نوع قديم من الزواج افترضه الفقهاء، وبينوا معناه، وتكلموا في حكمه، وقد أجمعوا على أن منه العقد الذي يتولاه الطرفان دون أن يحضره شهود، ودون أن يعلن، ودون أن يكتب في وثيقة رسمية، ويعيش الزوجان في ظله مكتوما، لا يعرفه أحد من الناس سواهما، وأجمعوا على أنه باطل لفقده شرط الصحة، وهو الشهادة؛ فإذا حضره شهود، وأطلقت حريتهما في الإخبار به لم يكن سرا، وكان صحيحا شرعا، تترتب عليه أحكامه، وأما إذا حضره الشهود وأخذ عليهم العهد بالكتمان، وعدم إشاعته والإخبار به، فقد اختلف الفقهاء في صحته بعد أن أجمعوا على كراهته