قدم الراحل والأديب العالمي نجيب محفوظ عددا من الرويات الأدبية العالمية التي حملت طابع الشعبية والشارع المصري بتفاصيل حواريه ومذقاته، هذا نجيب محفوظ الذي نجح في وصف الحارة المصرية الشعبية الأصيلة، وعرض كافة الوشوش الصالحة والطالحة من الفتاة الضعيفة أو المغلوبة على أمرها للبسطاء لفتوة الحارة.
من خلال رواياته كشف "محفوظ" عن القاهرة القديمة أدبيًا وإنسانيًا، استخدم قصر الأمير بشتاك المملوكي في "بين القصرين" مسكن الشخصية الشهيرة السيد أحمد عبد الجواد، وهذا القصر كان للأمير سيف الدين بشتاك الناصري أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون.
كما قدم في قصر الشوق والسُكرية، أماكن من شارع المُعز وهو الشارع الذي سُمي وقتها "بين القصرين"، نجح محفوظ في تقديم الأماكن لتكون جزءًا من ثقافة شخصيات رواياته، فمثلاً كان محل السيد أحمد عبد الجواد يقبع على مقربة من النحاسين، تحديدًا أمام مسجد برقوق. أما في "قصر الشوق" كانت الحارة والتي حملت الاسم نفسه ودارت بها أحداث الرواية، وعكست واقع حياة احدى الأسر بمنطقة الحسين وصراع الشخصيات بعد وفاة رب الأسرة.
صدرت "الثلاثية" عام 1956 وحصلت على أفضل رواية عربية في تاريخ الأدب العربي، وكانت رواية "قصر الشوق" سببا في حصول "محفوظ" على جائزة نوبل في الأدب عام 1988.
أعمال حملت عناوين عريقة في أحياء القاهرة القديمة
في المنزل رقم 8 بميدان بيت القاضي على ناصية درب قرمز، حيثُ وُلد الأديب العالمي، أثّر في كتاباته بشكل كبير، إذ قدّم منطقة "بيت القاضي" التي ساهمت في تكوينه وقدم من خلالها وصف دقيق وسينمائي للحي الكائن أسفل مسجد ومدرسة مثقال التى أنشأها الأمير سابق الدين مثقال مقدم المماليك السلطانية. حيثُ أن القبو الرائع لم يجد منه في القاهرة سوى اثنين فقط.
زقاق المدق
لفظ زقاق يعني "الحارة" وهو الاسم الذي حمل رواية "زقاق المدق" التي دارت أحداثه في فترة الأربعينات وكيف أثرت على المصريين البسطاء في حواري القاهرة القديمة.
الحرافيش
حارة حي الجمالية الشهيرة، التي عكس خلالها عن واقع الصراع حول القوة في الحارات القديمة، واستخدامها لبطش الفقراء الضعفاء تكونت من عشر قصص، رصدت خلالها أجيال تعيش في الحارة على مدار 100 سنة.
خان الخليلي
حملت الرواية اسم الحي الشهير المشهور ببيع التحف والأنتيكات، وتسكن أفراد الأسرة الذين جسدوا شخصيات الرواية، في حارة بحي السكاكيني، وتلقى الرواية الضوء بشكل أكبر على حياة الأسرة في الحارة
القاهرة الجديدة أو 30
وهي العاصمة في ثلاثينات القرن الماضي، وصفت من خلالها محفوظ وصف تشريحي وسينمائي للأفراد الذين عانوا من حياة الضنك في القاهرة خاصةً الشباب القادمين من الجنوب، ومثّلهم "محجوب" الذي تنازل عن أخلاقياته بالزواج من الفتاة "إحسان" عشيقة لأحد البكوات كي يكون غطاء لأفعالهم المُخلة، وبالفعل وافق كي يحصل على الوظيفة رغم حقارة الطلب.
"حميدة" أقنعت محفوظ بموهبة شادية
ذكر موقع السينما المصرية، اشادة الأديب العالمي نجيب محفوظ في أحد حواراته الإذاعية عن شادية، حينما شاهدها في الأستديو أثناء تصوير فيلم زقاق المدق وقال: " شادية جعلتني أشاهد "حميدة" على الشاشة وكنت أشعر بكل خلجة من خلجات حميدة تمشي أمامي علي الرغم من تخوفي الشديد من قدرتها علي تجسيد الدور منذ ترشيحها له، وشعرت أن الشخصية التي رسمتها تتحرك أمامي تعطي سطوري في رواياتي شكلًا مميزًا لا أجد ما يفوقها في نقل الصورة من البنيان الأدبي إلى الشكل السينمائي.