اعلان

إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون لماذا تحدث القرآن عن خلق المسيح بصيغة المضارع ؟

كتب :

يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة مريم من كتابه العزيز : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، فلماذا جمع الخطاب القرآن بين الفعل الماضي والفعل المضارع ، لماذا قال المولي سبحانه وتعالى كن فيكون ألم يكن من الأكثر اتساقا من الناحية اللغوية أن يكون الخطاب قال له كن فكان ؟ لماذا استند الخطاب القرآني للمضارع في خلق نبي الله عيسى في هذه الأية ولم يستند للمضارع ؟ ألم يكن مقتضى الكلام أن يقال: (فإنما يقول له كن فكان)؛ لأن الإخبار عن أمر قد وقع وانتهى، لا يصح أن يكون بلفظ المضارع، وإنما بلفظ الماضي؟

اقرأ ايضا : بل رفعه الله إليه كيف رفع الله نبى الله عيسى وهل المسيح لا يزال على قيد الحياة ؟إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون

حول هذا قال المفسرون أن الآية جاءت بصيغة الحاضر بدلاً من صيغة الماضي، جرياً على عادة العرب في الاستعمال؛ حيث يستعملون صيغة المضارع تعبيراً عن الماضي؛ لاستحضار صورة الحدث، وكأنه يقع الآن، وأن ذلك قد جرى على هذا الأسلوب جاءت كثير من الآيات القرآنية، غير الآية التي بين أيدينا، من ذلك قوله تعالى في سورة فاطر: والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا ، فلم يقل سبحانه: (فأثارت) بصيغة الماضي، وإنما قال: فتثير بصيغة الحاضر؛ لاستحضار تلك الصورة البديعة، الدالة على القدرة الباهرة من إثارة السحاب، وكأنها تحدث الآن، حيث تبدو أولا قطعا متناثرة، ثم تأتلف وتتداخل فيما بينها، إلى أن تصير ركاما، ويتشكل منها الماء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً