تأتي ذكرى الهجرة النبوية الشريفة من كل عام لتجدد الأمل للأمة الإسلامية بأن تلتمس الأمة الإسلامية ويلتمس المسلمون من ذكرى الهجرة النبوية الشريفة المنهج في التخطيط واتخاذ العدة من أجل تنفيذ المهام التي تغير تاريخ الإنسانية مثلما غيرت واقعة الهجرة النبوية الشريفة ليس تاريخ الجزيرة العربية فقط، بل أن الهجرة النبوية الشريفة غيرت تاريخ الإنسانية، ولكن مع ذلك فإن بعض المسلمين يصر على أن لا يأخذ من ذكرى الهجرة إلا مظاهر شكلية لا تمس لجوهر هذا الحديث التاريخي الجلل بشئ، بل مع الأسف أن هذا الحدث اختلط ببعض الروايات غير الموثقة وأصبحت ذكرى الهجرة قاصرة فقط على هذه الروايات ومنها أن أهل يثرب غنوا للنبى صلى الله عليه وسلم طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشجر علينا ما دعا لله داع، فهل غنى أهل يثرب للنبى هذه الأغنية ؟
اقرأ ايضا : " رحلة غيرت التاريخ الإسلامي " .. الهجرة النبوية الشريفة أسبابها وموعدهاطلع البدر علينا من ثنيات الوداع نشيد صحيح المعنى ولكن هل أنشده أهل يثرب للنبى ؟
جاء ذكر هذا النشيد في ما جاء في سير أعلام النبلاء منسوبا لعبيد الله بن محمد بن عائشة من أنه قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن : طلع البدر علينا - من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا ما دعا لله داع "، لكن مع بحث إسناد هذه الرواية يظهر بها إسناد ضعيف ، فيه انقطاع كبير ؛ فإن ابن عائشة متأخر الوفاة ، وهو من شيوخ الإمام أحمد وأبي داود ، فكيف يروي حدثا من أحداث السيرة النبوية من غير إسناد، وقال الشيخ الألباني حول هذا الإسناد أنه إسناد ضعيف وأن القصة برمتها غير ثابتة ، أما ابن القيم الجوزية فقد نسف القصة من أساسها، لأن ثنيات الوادع هي من ناحية الشام ، لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ، ولا يمر بها إلا إذا توجه من المدينة إلى الشام .