تتجدد ذكرى الهجرة النبوية من كل عام ويتجدد معها الأمل في أن يكون العام الجديد من أعوام الخير والبركة على الأمة الإسلامية، وعلى الرغم مما يتضمنه حدث الهجرة النبوية الشريفة من دروس عظيمة يمكن أن يستفاد بها في تأسيس الدول وبناء الأوطان والتخطيط من أجل المستقبل، إلا أن ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على ما بها من دروس عظيمة وهذه الدروس نفسها تختفي ولا يذكرها أحد ليظهر بدلا منها قصص خيالية لا تتسق مع العقل وبعضها يتصادم مع آيات القرآن الكريم نفسها، ومن هذه القصص أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما لجأ إلى الغار هو ورفيقه في الهجرة أبو بكر الصديق فإن العنكبوت نسج على الغار، ووضعت حمامة البيض على بوابة الكهف حتي لا يلتفت المشركون إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر موجودان في داخل الغار.
هجرة النبى للمدينة هل نسج العنكوب على الغار وهل وضعت الحمامة البيض على مدخله ؟
وحول قصة العنكبوت وبيض الحمامة قال الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة الحديث رقم 1189
: واعلم أنه لا يصح حديث في عنكبوت الغار والحمامتين علىٰ كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، واعتبر الألباني أن هذه القصة تتناقض مع صريح القرآن الكريم مستشهدا بقول الله تعالى : إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ۖ فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلىٰ ۗ وكلمة الله هي العليا ۗ والله عزيز حكيم، وقال الإمام الألباني أن ظاهر الأية أن الجنود الذين نصر بهم المولى سبحانه وتعالى في رحلة الهجرة لا يراهم البشر ولكن العنكبوب وبيض الحمامة يراهم الناس.