تأتي ذكرة هجرة الرسول النبى صلى الله عليه وسلم كل عام وتتذكر الأمة دروس هذه الهجرة المباركة التي غيرت مسار التاريخ الإنساني بعد أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى يثرب التي تسمت بالمدينة المنورة، وهى الرحلة التي كانت نقطة تحول في تاريخ الدعوة الإسلامية وأصبحت فيما بعد نقطة تحول في تاريخ الإنسانية، ولكن على الرغم من أهمية الدروس المستفادة من حدث الهجرة النبوية الشريف، إلا أن بعض الدعاة يصر على خلط هذا الحدث التاريخي العظيم بقصص لا يقبلها عقل ولا منطق، ومنها أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم أمر عليا بن أبي طالب بأن ينام في فراشه ويتغطي بغطائه، وهو ما لا يمكن تصديقه عقلا بأن النبى صلى الله عليه وسلم يمكن أن يعرض عليا بن أبي طالب وهو كان صغير السن لمثل هذا الخطر الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى قيام مشركي مكة بقتله بدلا منه.
اقرأ ايضا : هاجر الرسول سراً وخرج عمر من مكة علنا متحديا هل كان الفاروق أكثر شجاعة من النبي محمد ؟
هل طلب النبى من علي بن أبي طالب النوم في فراشه يوم الهجرة ولماذا يخاطر الرسول بحياة أقرب الناس إليه
ومن يتحقق في قصة مبيت علي في فراش النبي عليه الصلاة والسلام سيجد أن هذه القصة ليست منطقية وتخالف العقل والمنطق إذ ما فائدة مبيت علي بن أبي طالب بدلاً من النبي صلى الله عليه وسلم سوى تعريض نفسه للخطر دون طائل؟! وذهب جمهور من العلماء إلى أن الظاهر من هذه القصة أن الشيعة لما وجدوا فضيلة عظيمة لأبي بكر الصديق ليست لأحد من الصحابة غيره، حاولوا التقليل منها، واختراع فضيلة جديدة لعلي ، وهو ما يشير له الشيخ ناصر الدين الألباني الذي أضعف هذه الرواية لأن في سند هذه الرواية عثمان الجزري وهو ضعيف . قال أبو حاتم: لايحتج به. وقال العقيلي: لا يتابع حديثه. وقد ذكرت القصة في مسند الإمام أحمد من طريق أبي بلج، وهذا الحديث من مناكيره كما في ميزان الذهبي. والمنكر أبداً منكر كما قال الإمام أحمد، أي لا يمكن استعماله في تقوية الروايات الضعيفة.