تثير بعض صفحات الإلحاد شبهات حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحول بداية دعوته وحتى حول تصديق أقرب الناس له لدعوته في بدايتها، ومن هذه الشبهات الشبهة التي يكررها بعض الحاقدين على الإسلام في التشكيك في أن خديجة زوجة النبى صلى الله عليه وسلم لم تصدق النبي صلى الله عليه وسلم في بداية إخباره له بالدعوة وأنها اختبرت النبي واختبرت الوحي، ويستند هؤلاء المشككون على الحديث المروي في صفحة 239 من الجزء الأول من سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق : وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم, مولى آل الزبير : أنه حدث عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أي ابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال نعم . قالت فإذا جاءك فأخبرني به . فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لخديجة يا خديجة هذا جبريل قد جاءني ، قالت قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ; قال فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجلس عليها ، قالت هل تراه ؟ قال نعم قالت فتحول فاجلس على فخذي اليمنى ; قالت فتحول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجلس على فخذها اليمنى ، فقالت هل تراه ؟ قال نعم . قالت فتحول فاجلس في حجري ، قالت فتحول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجلس في حجرها . قالت هل تراه ؟ قال نعم قال فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس في حجرها ، ثم قالت له هل تراه ؟ قال لا ، قالت يا ابن عم اثبت وأبشر فو الله إنه لملك وما هذا بشيطان .
هل تشككت السيدة خديجة في قصة نزول الوحى على النبى صلى الله عليه وسلم وهل امتحنت الوحى ؟
وبتتبع سند الحديث نجد فيه الرواية عن فاطمة بنت حسين عن خديج، وفاطمة هي بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم,وهي تابعية ولدت بعد وفاة خديجة بنحو ثلاث وأربعين سنة، ففاطمة على هذا لم تسمع من خديجة ,فيصبح الحديث من المراسيل وهذا أيضا كاف لتضعيف هذه الطريق، وحتى الحسين (رضي الله عنه) لم يرى خديجة لأنها توفيت (رضي الله عنها) قبل الهجرة بثلاث سنين والحسين و لد في شعبان سنة أربع من الهجرة أي بعد وفاتها بسبع سنين وهو ما ينسف سند هذا الحديث بالنظر إلى أن أبوها نفسه لم يسمع من خديجة وهو ما يعني أن ابنته لم تسمع منها ايضا.