جريمة بشعة تبكيها الإنسانية وتنعاها المروءة وتأباها الشهامة شهدتها منطقة أرض الجمعية بحدائق القبة، عندما تجرد حلاق من آدميته، وقتل سيدة عجوزا، وانتهك حرمة جسدها قبل أن يتمكن رجال المباحث من ضبطه. "أهل مصر" انتقل إلى مكان الحادث؛ للوقوف على ملابساته.
فى البداية تقول إحدى جارات المجنى عليها ودموعها تسبق كلمتها إن جارتها القتيلة أرملة لضابط توفى منذ سنوات، وليس لهم أبناء، وبعد وفاة زوجها اتجهت لعمل الخير ومساعدة الفقراء وتزويج الفتيات اليتيمات، وكانت محبوبة من جميع أهالي المنطقة.
وأضافت السيدة أن جارتها الحاجة سامية، كما تحب أن يناديها أهل المنطقة، اسمها الحقيقى عائشة، وكانت دائمة التردد على مسجد التوبة القريب من منزلها، حيث لا يفوتها أى فرض، وكانت ممتلئة الجسد ولكن صحتها جيدة، وكانت تنوى الذهاب لأداء العمرة قبل أن يسبقها قدرها وتقتل.
وتابعت الجارة أن المجنى عليها قتلت بعد عيد الأضحى، وعلمنا من رجال المباحث بعدها أنه تم ضبط المتهم.
وعن القاتل يقول أحد سكان الشارع ويدعى محمود إن المتهم مدمن مخدرات اسمه سيف، ويعمل حلاقا بمنطقة الوايلى، ولكنه دائم التردد على المنطقة؛ لتعاطى المواد المخدرة داخل الحديقة المقابلة لمنزل القتيلة، ولم يكن له أى احتكاك بأحد. ولكنه استغل وجود المجنى عليها بمفردها فى الشقة، وصعد على المواسير، وعندما أراد فتح دولاب المجنى عليها شعرت به، وعندما صرخت انهال عليها بالطعنات.
وأضاف محمود أن رجال المباحث استغرقوا قرابة ١٥ يوما لضبط المتهم، وعندما اقتادوه، قام بذبح نفسه بموس، فقاموا بنقله للمستشفى وأعادوه مرة أخرى لتمثيل الجريمة، واعترف بعدها أنه قتلها لسرقتها عندما وجدته فى غرفة نومها.
كانت البداية بتلقى اللواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة إخطارا من المقدم خالد سيف رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، مفاده العثور على سيدة متوفاة داخل شقة كائنة بأحد العقارات بدائرة القسم.. بالانتقال والفحص تبين أنها "لربة منزل، 64 سنة، ومقيمة بمحل البلاغ"، وبها إصابات ظاهرية عبارة عن عدة جروح فى أماكن مختلفة، وعُثر بمدخل العقار "أسفل السلم" على سلاح أبيض " سكين " به آثار دماء .
من خلال تكثيف الجهود تبين أن وراء ارتكاب الواقعة "حلاق، 32 سنة، ومقيم بدائرة القسم، سبق اتهامه فى 5 قضايا" والمشهور عنه التردد على الحديقة المجاورة للعقار محل سكن المجنى عليها؛ لتعاطى المواد المخدرة.
عقب تقنين الإجراءات تم ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر بأنه نظراً لمداومة تعاطيه المواد المخدرة ومروره بضائقة مالية وعلمه بإقامة المجنى عليها بمفردها؛ خطط لسرقتها، وفى سبيل ذلك قام بتسلق مواسير الصرف الصحى الخاصة بالعقار محل الواقعة والدخول لشقة المجنى عليها من نافذة المطبخ، واستل سكين عثر عليها بداخله، ولدى شعور المجنى عليها به، حاولت الإمساك به والاستغاثة، فقام بالاعتداء عليها مستخدماً السلاح الأبيض؛ مما أدى إلى وفاتها، واستولى على مفاتيح الشقة ولاذ بالفرار دون الاستيلاء على أي مسروقات، وأضاف بتخلصه من المفاتيح المستولى عليها وملابسه الملوثة بالدماء التى كان يرتديها أثناء ارتكاب الواقعة بإلقائهما بنهر النيل، وقال المتهم في التحقيقات إنه يوم الحادث مكث في الحديقة المجاروة لشقة المجني عليه وتعاطى الهيروين المخدر؛ وعقب أذان الفجر تسلق المواسير الجانبية للعقار، وعندما فتح الدولاب لسرقة أي مبلغ مالي، فوجئ بالمجني عليها تحاول الإمساك به، فوجه إليها عدة طعنات ذبحية بالرقبة والبطن حتى سقطت إلى جانب السرير في حالة نزيف جراء الطعنات، وبعدها عاشرها جنسيا، وفرّ هاربا إلى أن تمكنت قوات الأمن من ضبطه.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
