في ظل التغيرات المناخية التي أدت لارتفاع درجات الحرارة لأعلى معدلاتها، يضطر الفقراء إلى اللجوء للترع والشواطئ غير المؤمنة من قبل شرطة المسطحات النهرية لتخفيف حدة ارتفاع درجات حرارة الجو، وبسبب الارتفاع المبالغ فيه لتكلفة الذهاب إلى مصايف المدن الساحلية التي باتت في هذا العام وجهة الأغنياء فقط. لجوء الفقراء إلى الترع والشواطئ غير المؤمنة يكبدهم خسائر عديدة في الأرواح فلا يكاد يمر يوم من أيام الصيف إلا وتفجع الأسر بغرق أحد أبنائها، وهو ما جعل الكثيرون يطلقون على هذه الشواطئ: "شواطىء الموت"، وهو الملف الذي تسلط "أهل مصر" الضوء عليه، كي ينتبه المسؤولين ويولوا إهتمامًا أكثر بهذه الشواطيء حفاظًا على أرواح البسطاء من أبناء هذا الوطن..
شاطئ العجمي: حاصد أرواح الغلابة بالإسكندرية
يُعد شاطئ النخيل بمنطقة العجمي، غرب الإسكندرية، هو الشاطئ الأكثر رعبًا بعروس البحر والذي أُطلق عليه اسم "شاطئ الموت" نظرًا لأنه من أكثر شواطئ المدينة الساحلية حصدًا للأرواح، في حوادث غرق تتكرر كل عام والتي بلغت 21 غريقًا الصيف الماضي، فضلًا عن وجود صخور وتيارات مائية تزيد من درجة خطورته، وعلى الرغم من التحذيرات التي تطلقها المحافظة والإدارة المركزية للسياحة والمصايف باستمرار للمصطافين من خطورة السباحة في شاطئ النخيل، إلا أنها لا تترجم علي أرض الواقع بإجراءات حقيقية لإغلاق الشاطئ، وباتت التحذيرات أمر اعتيادي، فقد سبق وأصدر محافظ الإسكندرية قرارًا بإغلاقه ومنع استخدامه من قِبل المواطنين ومنع السباحة فيه واتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لمنع المواطنين من دخول الشاطئ ولكن لم يتم تنفيذ القرار، كما أصدرت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف عدة تحذيرات منذ بداية الصيف الحالي بعدم نزول الشاطئ نهائيًا نظرا لكونه من الشواطئ التي تحمل درجة خطورة عند ارتفاع الأمواج وعلى خلفية ما أثير في السنوات السابقة حول تعدد حالات الغرق، ولكنها لا تعدو سوى تحذيرات.
اقرأ أيضًا.. افتتاحه في 2020 بعد إغلاقه 13 عامًا.. 12 معلومة عن المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية
من جانب آخر، رفض رواد شاطئ النخيل الانصياع لتحذيرات المحافظة، حيث الشاطئ مكتمل العدد معظم الأيام خلال فصل الصيف ويتوافد عليه المصطافين من سكان المدينة ومن المحافظات المجاورة، في تحدٍ لقرار المحافظ، وغير مبالين بالحملات التي تتكرر على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مع بداية كل صيف تحت عنوان "أغلقوا شاطئ النخيل.. محدش يروح شاطئ النخيل" لتحذير المصطافين من الذهاب للشاطئ بعد تكرار حالات الغرق بين رواده، ليستمر الشاطئ في حصد ضحايا جدد.
وتداولت أنباء مؤخرًا حول ارتفاع أعداد الغرقى بشاطئ النخيل ليصلوا إلى 15 غريقًا في مدة قليلة، الأمر الذي أثار حالة من الذعر لدى سكان المدينة والمصطافين الوافدين من المحافظات المجاورة، الأمر الذي دفع الإدارة المركزية للسياحة والمصايف إلي الخروج ببيان تؤكد خلاله أنه تم اللجوء إلي تقارير مرفق إسعاف الإسكندرية وإلى تقارير مرفق الشواطئ للتحقق والوقوف على حقيقة الأمر وقد تبين بعد البحث أنه ومنذ بداية عام 2019 لم يتم تسجيل سوى 3 حالات غرق فقط كما تم تسجيل إنقاذ 3 حالات من الغرق بواسطة شركة الإنقاذ المتواجدة على الشاطئ وتم إسعافهم فور إنقاذهم.
هاني ناصف، أحد سكان منطقة العجمي، يقول إنهم يستيقظون كل فترة على حادثة غرق جديدة بشاطئ النخيل نظرًا لخطورته حيث يحتوي علي العديد من الدوامات البحرية التي تسبب سحبًا كبيرًا وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من عدم نزوله إلا أن الشاطئ يتوافد عليه عدد كبير من المصطافين والكثير منهم يجهل خطورته مما قد يعرض حياة البعض منهم للخطر، متساءلًا كيف تحذر المحافظة المواطنين من نزول الشاطئ وفي ذات الوقت تتركه مفتوحًا أمامهم وتوفر لهم فرق إنقاذ؟!، ولماذا لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة تمنع المواطنين من نزول الشاطئ؟
بينما قال عادل حسين، أحد سكان منطقة النخيل، إن هناك إشاعات تخرج مع بداية فصل الصيف بدءً من شهر يونيو وتزداد إلي نهاية شهر سبتمبر أي خلال فترة الصيف للتحذير من نزول شاطئ النخيل مما يثير الشكوك حول وجود منتفعين وراء انتشار وترويج تلك الإشاعات، قائلًا: "أن ليس من ساكني النخيل 1 ولكن أنا من مالكي النخيل 2 وبروح شتاء وصيف ولا يوجد مثل هذه الشائعات.. اتقوا الله في الناس دي منفذ الهواء للناس بعد تعب طول العام في المدارس".
من جانبه قال اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، إن شاطئ النخيل أصبح حاليًا أكثر أمانًا ولكن التحذيرات من السباحة في مياه الشاطئ مازالت في محلها على اعتبار أنه من الشواطئ المفتوحة وأمواجها واسعة بمساحة 1600 متر، مؤكدا أن الشاطئ لم يشهد أي حالات غرق خلال الفترة الماضية، وأنه يقوم بجولات مفاجئة بشكل مستمر لتفقد حالة الشاطئ، وقد قام بتفقد شركة الإنقاذ بالشاطئ واستعداداتها والمتمثلة في انتشار "الجيت سكى" بجميع الشاطئ والتمركز في الأماكن التي يوجد بها خطورة نسبية.
وأشار رشاد، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إلي أن الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، وجه بعمل مراجعة مع جمعية 6 أكتوبر التابع لها الشاطئ لحواجز صد الأمواج المنشأة والاستعانة بالهيئة العامة لحماية الشواطئ لمراجعة هذه الحواجز والتأكد من توافر عنصر الأمان بالشاطئ ولا يوجد أي خطورة، مشيرًا إلي أنه تم تسجيل 3 حالات غرق فقط بالشاطئ منذ بداية فصل الصيف وقد أكد المحافظ علي اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لمنع تكرار ووقوع أي حالات غرق أخرى.
ولفت رئيس الإدارة، إلي أن دخول الشاطئ بالمجان حيث يتم فتح بواباته أمام جميع المواطنين، وأن غالبية رواده من الملاك وأصحاب الوحدات السكنية، لافتًا إلي أن أي مشكلات متواجدة داخل الشاطئ غالبيتها مشكلات إدارية بين ملاك الوحدات والإدارة، مشيرًا إلي أنه فيما يخص مشكلة الإشغالات والكافيتريات والتعديات المخالفة على الشاطئ فقد أصدر المحافظ توجيهاته لرئيس حي العجمي بإزالة كل ما هو مخالف على الشاطئ.
اقرأ أيضًا.. طلب ممارسة الشذوذ معه فحرقه ببنزين.. حبس عاطل بتهمة قتل حارس عقار بالإسكندرية
شواطئ بورسعيد الأكثر أمانًا بـ«مُنقذو الشاطيء» والرايات وسيارات الإسعاف
في الوقت الذي تعاني بعض شواطئ المحافظات المصرية من ظاهرة الغرق والتي يروح ضحيتها العشرات صغارا وكبارا؛ إلا أن بورسعيد تتحدى ذلك بمنقذين على قدر عالى من الكفاءة والمهارة تحت إشراف طارق عثمان، مدير إدارة الشاطئ بالمحافظة، حتى أنه خلال الـ3 أعوام الأخيرة لم تسجل بورسعيد إلا 4 حالات غرق من بينهم طفل بجوار أهله وشاب كان بين أصحابه وحالتين أخرتين.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر، تمكن رجال الإنقاذ بشاطئ بورسعيد خلال العام الحالي، من إنقاذ 3 أطفال من محافظة الدقهلية حضروا مع ذويهم، من الغرق بمياه البحر المتوسط أثناء استحمامهم، وتعود الواقعة عندما نزل الأطفال إلى البحر بدون علم أهاليهم وكان ثلاثة منهم يركبون عوامة كبيرة وجرفهم التيار إلى داخل البحر خلف مسجد الشاطئ، وشاهد منقذو الشاطئ، الأطفال داخل المياه وقد جرفهم التيار وانقلبت بهم العوامة، وعلى الفور نزل المنقذين إبراهيم عبد العظيم وزياد أبو المجد للبحر بسرعة لإنتشالهم قبل الغرق، وتم صرفهم من الشاطئ والتنبيه عليهم بعدم نزول البحر إلا في وجود أهاليهم.
وفي سياق متصل، تمكن أيضا المنقذون من إنقاذ الطفل يوسف أحمد زغلول - 13 سنة من بورسعيد وكان ضمن أصدقائه الخمسة ونقله بسيارة الإسعاف لمستشفى السلام بورسعيد وإسعافه ودخوله العناية المركزة لمتابعة حالته، كما نجح المنقذون أنور محمد أنور، محمد طارق خضر، ومحمد طارق عبد الصمد من إنقاذ أول حالة غرق - خلال العام قبل العام بالتزامن مع بدء تطبيق منظومة الإنقاذ الجديدة، لسيدة تدعي خميسة فراج فرج تبلغ من العمر 40 عاما مقيمة في حي العرب حال تعرضها للغرق داخل مياه البحر ثاني أيام عيد الفطر المبارك.
وأكد طارق عثمان، مدير إدارة شاطئ بورسعيد، أنه منذ صيف 2017، والمحافظة تحظى باهتمام كبير خاصة مع أعمال التطوير التي تمت حيث يتم نشر ما يقرب من 50 منقذ على سواحل بورسعيد وبورفؤاد وتزويد الشواطئ بمشرفين على أعلى مستوى، وتدريبهم على أعمال الإنقاذ من خلال الاتحاد المصرى للغوص.
وأضاف عثمان، في تصريح خاص لـ«أهل مصر»، أنه تم تزويد الشواطئ بمنقذين في أبراج لمراقبة البحر، ووضع الإشارات والرايات التي تدل على حالة البحر ومتابعة تنفيذ تعليمات الشاطئ، مشيرا إلى وجود سيارات إسعاف على كل شاطئ بها مسعف متخصص وأدوات الإسعاف السريعة، واسطوانة أكسجين.
ويشهد شاطئ بورسعيد الذي تم تطويره بأيدي شباب المحافظة حالة من الطوارئ لمدة 12 ساعة يومياً، لجذب المزيد من السياحة الداخلية وتحقيق رواج سياحي بالمحافظة وتوفير مصِيف متميز لأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، يبدأ الإنقاذ والطوارئ في رفع المخلفات والقمامة من السابعة صباحاً وحتي السابعة مساءاً ولمدة 12 ساعة مما يجعل المصطافين يشعرون دائماً بجمال الشاطئ واحتفاظه بنظافته.
وينتشر على الشاطئ 50 منقذاً علي مدار اليوم يعملون بيقظة كاملة لحماية الأطفال والشباب ويحمل كل منقذ صافرة يحذر من خلالها من يتجاوز أماكن السباحة المسموح بها ويقوم المنقذون كذلك بانتشال أي طفل يسقط في الماء وتوصيل الأطفال الذين تُبعدهم الأمواج لأسرهم وذلك لتحقيق أعلى نسب الأمان على الشاطئ.
كما يشهد الشاطئ مساءاً حفلات السمسمية البورسعيدية وعلي أنوار الشموع وداخل البرجولات يمكن الاستمتاع بسهرة جيدة وقضاء وقت ممتع من الليل ومشاهدة الأفلام والمسرحيات وتناول المأكولات والمشروبات، ويعد شاطئ المحافظة من أجمل الشواطئ وأقلها سعراً حيث تبلغ تكلفة الأسرة المكونة من 4 أفراد على الشاطئ 60 جنيهاً قيمة 4 كراسي ومنضدة وشمسية مما جعل الشاطئ يشهد اقبالاً كثيفاً خلال الفترة الماضية.
جمصة.. مصيف الغلابة المحظور
بالرغم من التحذيرات الكثيرة من قبل المسؤولين بعدم الاقتراب من شواطئ معينة في محافظة الدقهلية، فى فترات معينة أثناء ارتفاع مستوى الموجة إلا أن مدينة جمصة والمعروفة بـ"مصيف الغلابة"، التابعة لمحافظة الدقهلية، تحتفظ بعدد كبير من الزائرين من جميع المحافظات فى مصر، لأنه هو الأرخص سعرًا عن المصايف الأخرى فيأتي إليه الكثير من المصطافين خاصة فى فترة إجازات الأعياد، فاستقبل المصيف خلال أيام عيد الأضحى الماضى أكثر من مليون و100 ألف زائر، وذلك لرخص ثمن المصيف عن المصايف الأخرى.
مصيف جمصة يقبل عليه الكثير بالرغم من التحذيرات أحيانا بعدم التقرب من المياه بسبب ارتفاع مياه البحر، ولكن لا يستجيب الزائرين لذلك، وتشهد الشواطىء إقبالا ملحوظًا فيقوم مسؤولو المدينة بوضع منقذين على الشواطئ من أجل تأمين المصطافين؛ إلا أن هؤلاء المنقذين لديهم الكثير من المشاكل أيضا ويعملون فى ظروف صعبة للغاية، حيث قام المسؤولون بتعيين 100 منقذ على أبراج الإغاثة بشاطئ طوله 7 كيلو متر، فأصبحت معاناة المنقذين يوميا من طول فترة ساعات العمل التى تصل من 10 إلى 12 ساعة يوميًا، فضلا عن وجود معدات قديمة للعمل بها فى ظل وجود الكثير من المعدات الحديثة التي تساعد على العمل.
اقرأ أيضًا.. مريضة 300 كيلو تكتشف حملها فجأة وتلد أثناء عملية تكميم بمستشفى جامعة المنصورة
ويقول محمد حمدى، أحد المنقذين: إنه يتم وضعهم تحت اختبارات كبيرة بدنيًا، وعقد دورات اسعافية لهم، ولكن الخبرة لكل منقذ لها عامل كبير جدًا، مؤكدا أن العمل الشاق هو أكثر ما يعانون منه، حيث يعملون تحت درجة حرارة مرتفعة خلال فترة الصيف ولمدة 12 ساعة متواصلة، مشيرًا إلى أن الأهالى لا تستجيب للتحذيرات بل يأتون إلى الشواطىء ويقررون السباحة داخل المياه العميقة، والعمل يصعب فى تلك الأيام ونقوم بمحاولة تحذير المصطافين من السباحة داخل المياه العميقة، ويتسبب ذلك فى الكثير من حالات الغرق ويتم انقاذهم، موضحًا أن اقبال الأهالي على مصيف جمصة، سببه رخص ثمنه عن المصايف الأخرى، وتكلفة قليلة فى وجود العائلة ولكن فى المصايف الأخرى التكلفة كبيرة جدا.
شلالات الفيوم.. جمال الطبيعة "القاتل"
وادي الريان هى محمية طبيعية وتعد موطنا للنوع الوحيد في العالم من الغزلان نحيلة القرن، فضلا عن 15 نوعاً من الحيوانات البرية أهمها الغزال الأبيض، والغزال المصرى، وثعلب الفنك، وثعلب الرمل، والذئب، كما توجد بها عدة أنواع من الصقور، والتي تقع على بعد 65 كم من مدينة الفيوم جنوب غرب مصر.
ويتكون وادى الريان من البحيرة العليا، والبحيرة السفلى، ومنطقة الشلالات التي تصل بين البحيرتين، ومنطقة عيون الريان جنوب البحيرة السفلى، ومنطقة جبل الريان وهى المنطقة المحيطة بالعيون، ومنطقة جبل المدورة التي تقع بالقرب من البحيرة السفلى، وعلى الرغم من ذلك يبدو أن الاستمتاع بجمال الطبيعة أصبح من أبواب الرحيل إلى الأخرة، حيث تبتلع شلالات وادى الريان العديد من الزوار أثناء رحلتهم بصحبة عائلتهم للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
حيث طالب زوار الشلالات، بضرورة توفير قوات إنقاذ نهري (غطاسين) وتمركز نقطة شرطة، نتيجة لغرق العديد من أهالي القرية على فترات متقاربة، وضرورة عمل إرشادات بمنع القفز من أعلى الشلال لخطورة المكان، واتخاذ كافة التدابير لحماية الزائرين والمصطافين وخاصة الأطفال، وحافظا على السياحة التي تشهدها منطقة الشلالات في فصل الصيف.
اقرأ أيضًا.. بيت القنصل.. هل يعود اللورد كرومر إلى الحياة في الفيوم؟
ويقول محمود عبد المجيد، أحد المصطافين: إنه كاد يفقد بحياته عندما ارتفعت شلالات المياه في وجهه ولم يجد أي لافتة تشير إلى خطورة التواجد في تلك المنطقة وأن كثيرا من المرتادين للشلالات يقعون فريسة للصدفة في عدم وجود لوحات تحذيرية، مما يتسبب في ارتفاع ضحايا الغرق هناك، وتوضح سلمى سعيد، أحد أبناء الفيوم، أنها اصطبحت أسرتها ذات يوم للاستمتاع بالوادي فيما فوجئت بانزلاق ابنها من فوق تلة صخرية أثناء وقوفه ما كاد يودي بحياته لولا أن الزوج سارع بإنقاذ الطفل الذي أصيب في أسفل قدمه، ما جعلها لا تقدم على التجربة مرة أخرى.
اقرأ أيضًا.. والدة "عبد الوهاب" لاعب الأهلي في ذكرى رحيله: كان الأكثر حنانا بين أبنائي
فرع النيل بالمنوفية.. مقبرة الهاربين من الطقس الحار
فرعٌ من النيل يخترق محافظة المنوفية، إتخذهُ الأهالي مصيفًا لهم، حيث يمر فرع رشيد بقرية سنتريس التابعة لمركز أشمون مارًا بالباجور وقرية القرنين حتي كوم الضبع وقرية شنوان متصلاً لمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، واتخذه أهالي المحافظة مصيفًا لهم في ظل المناخ شديد الحرارة، بدلا من الاتجاه إلي المدن الساحلية كمدينة الإسكندرية نظرًا للثمن الباهظ في هذه الأماكن وعدم قدرة المنايفة للإستمتاع بالبحر، ولكن على الرغم أن هذه الشواطىء عوضت الفقراء عن عدم قدرتهم على الذهاب إلى المناطق الساحلية؛ إلا أنها خطيرة للغاية وتودي بحياة الكثير من أبناء المحافظة.
تقول كاميليا سعيد، أحد الأهالي المقيمين على ترعة النعناعية: إن الأهالي يأتون دائمًا إلي هذه الترعة للتغلب على ارتفاع حرارة الجو، ولكن المأساة التي يتكرر حدوثها دائمًا هي غرق الأطفال داخلها نظرًا لعمقها الشديد، وقيام الأطفال بالسباق معًا متجاهلين تحذيرات الجميع، ويشير محمد حمدان، أحد الأهالي، إلى أن قلائل من أبناء المنوفية هم من يذهبون إلى المناطق الساحلية، والغالبية العظمى تلجأ إلى الترع المنتشرة في المحافظة نظرًا لأنهم يعملون باليومية، ولا يستطيعون توفير الأموال الباهظة التي يحتاجها من يذهب إلى المصايف، مؤكدًا أن المعروف عن ترعة النعناعية أو "بحر النعناعية" كما يطلق عليه الأهالي أن مياهها تبتلع شابًا أو طفلًا على الأقل كل عام، وهو ما أصاب الأهالي بالرعب، ولذلك قمنا بتوفير أحد المنقذين في حالة حدوث حالات الغرق المرئية من اتجاهنا في حالة التكدس علي البحار، فضلاً عن توافر سيارات الإسعاف التي تبعد 7 دقائق بالضبط عن الموقع.
ويضيف محمد حسنين، أحد سكان قرية القرنين، حذرنا المسؤولين وشرطة المسطحات المائية من السباحة في هذه الترع ولكن الأهالي لا يستجيبون نظرًا لحاجتهم للذهاب إلي البحر بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو، وفي ذات السياق يقول مصدر في شرطة المسطحات المائية بالمنوفية، أنه تم تحذير الشباب أكثر من مرة من الذهاب للترع واتخاذها كمصيف لأن معظم الترع بالمحافظة يصل عمقها من 60 إلى 100 قدم، قائلًا: "قمنا بإخطار هيئة الإسعاف بالمنوفية، والتي بدورها تقوم بإعلام المواطنين وتعليمهم الإسعافات الأولية الخاصة بالفريق والتنفس وإخراج الماء الزائد من الرئتين".
ومن جانبه صرح الدكتور نصيف الحفناوي، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، أنه تم عمل العديد من الندوات الإرشادية للتحذير من الاستحمام في الترع واتخاذها مصايفًا حيث يقوم الأهالي بإلقاء القاذورات بداخلها فضلاً على انهم أشد عرضه للإصابة بأمراض البلهارسيا والأمراض الجلدية والعدوى، مضيفًا أن عدد حالات الغرق بمحافظة المنوفية في زيادة مستمرة وذلك بسبب عدم إستيعاب الأهالى للخطورة الشديدة الاستحمام في الترع.
وأكد مصدر مسؤول بمحافظة المنوفية، أن المحافظة سجلت منذ يناير الماضي حتى اليوم عدد 612 حالة غرق في فرع رشيد، من بينهم إنتحار وغرق أثناء السباحة وذلك بمركزي أشمون وشبين الكوم فقط، وهذه النسبة قد زادت عن العام الماضي بنسبة 50%.
مصيف إدكو بالبحيرة.. الداخل مفقود والخارج مولود
أصبح شاطئ مصيف إدكو بمحافظة البحيرة خطرا داهما يهدد حياة المصطافين والأهالى بإدكو والمراكز المحيطة حيث أطلق عليه المصطافون شاطئ الموت لأن «الداخل للمصيف مفقود والخارج مولود»، خاصة بعد أن ابتلع البحر العديد من زينة الشباب آخرهم شابان ثاني أيام العيد أثناء قيامهم بالسباحة ولا يمر أى عيد على شاطئ مصيف ادكو إلا وأن يكون هناك ضحيته غرق شاب أو شابان شهريا فى أجازة الصيف.
ويعتبر شاطئ مصيف ادكو هو المتنفس الوحيد والأرخص للغلابة بمحافظة البحيرة والمناطق المحيطة بها، ولذلك يولي المسؤولون في محافظة البحيرة اهتمامًا بالغًا لتطوير بحيرة ادكو، وتنفيذ أعمال تطوير وتطهير وتكريك للبحيرة، باعتبارها أحد المشروعات القومية ومن أكبر البحيرات الداخلية بمصر، إضافة إلى إنهاء مأساة الأهالي الذين يلقى الكثير منهم حتفه، بسبب أنهم يلوذون بمياه هذه البحيرة هربًا من ارتفاع درجات الحرارة ولعدم قدرتهم على الذهاب إلى المصايف بالمدن الساحلية.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت قوات الإنقاذ النهري بالبحيرة، من انتشال جثة شاب بالقرب من شاطئ إدكو، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى إدكو العام، وتحرير محضر بالواقعة، وتلقى اللواء مجدى القمرى مدير أمن البحيرة، إخطارا بالواقعة من اللواء محمد هندى مدير المباحث الجنائية، وبالفحص تبين مصرع "ح. م. س"، 16 عامًا، غرقا أثناء الاستحمام بالقرب من شاطئ إدكو، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى إدكو العام.
اقرأ أيضًا.. إزالة الأقفاص السمكية تهدد حياة الغلابة في رشيد.. محافظ البحيرة: ننفذ خطة رئيس الوزراء
وفي يوليو الماضي، تكررت بشاطئ إدكو مأساة "ماجيسكو" ذلك الشاب الذي غرق بشاطئ ستانلي في محافظة الإسكندرية العام الماضي 2018، وعثر على جثته وسط الصخور بعد 7 أيام من فقدانه، حيث استيقظ أبناء البحيرة على حادث مأساوي راح ضحيته شاب يُدعى "حسام"، يبلغ من العمر 15 عامًا.
فمع اقتراب ورديته بمصنع الملابس من الانتهاء، كان الإرهاق قد نال من "حسام"، وساعد الطقس شديد الحرارة في هذا اليوم من ضيقه وإحساسه بالملل، فكان قراره بالذهاب إلى شاطئ إدكو، فور خروجه من عمله، وما أن وصل "حسام" إلى المنزل حتى التقط ملابس السباحة واتجه كعادته نحو شاطئ إدكو الذي لايبعد سوى أمتارًا قليلة عن منزله المواجه للساحل، ولكن أراد القدر أن تكون هذه المرة مختلفة بعد أن جرفه التيار، وظلت جثته غائبة لأيام عديدة قبل العثور عليها وسط صخور البحيرة، وتتكرر هذه المأساة دائمًا في بحيرة إدكو، بسبب خطورتها وعدم صلاحيتها لممارسة رياضة السباحة، إضافة إلى عدم ثبات رمالها، وكثرة الدوامات والحفر التي يحفرها شركات البترول والصيادين.
وفي يوليو الماضي لقى شاب آخر مصرعه غرقا، بعد أن جرفه التيار أثناء سباحته في شاطئ إدكو بمحافظة البحيرة، وتلقى اللواء مجدى القمرى مدير أمن البحيرة، بلاغا بالواقعة وانتقلت قوات الإنقاذ النهري في محاولة لانتشال جثة «ح. س. ت»، 14 عامًا، وكشفت التحريات، أنه أثناء سباحة الشاب الغريق على شاطئ إدكو، جرفه التيار وغرق، بسبب عدم إجادته السباحة، وتم تحرير محضر وأبلغت النيابة العامة للتحقيق.
ولأن مصيف إدكو على شاطىء البحر المتوسط، يُعد هو المتنفس الوحيد لأهالى محافظة البحيرة على البحر بعد غلق مصيف رشيد منذ عدة سنوات بسبب نحر الشاطىء وكثرة الدوامات المائية التى حصدت أرواح العشرات من أبناء المحافظة، إلا أن المصيف الوحيد يعانى من الإهمال وانعدام الخدمات.
ويطالب الأهالى اللواء هشام آمنه محافظ البحيرة بالنظر بعين الاعتبار وتطوير المصيف رحمة بهم من ارتفاع أسعار دخول الشواطئ في الإسكندرية مؤكدين أنه بالرغم من عدم وجود خدمات وخاصة حمامات ومياه إلا أن الشاطىء يتم غلقه أمامهم قبل المغرب بالإضافة لاستخدام الصيادين للشاطىء ومنطقة المصيف وتلويث الشاطىء بمخلفات الصيد.
اقرأ أيضًا.. بسبب الجن.. سائق يقتل زوجته ويرمي ابنه 5 سنوات من الطابق الخامس في ١٥ مايو
مياه النيل والترع.. مصيدة أرواح فقراء سوهاج
تحول نهر النيل بمحافظة سوهاج بطول 125 كيلو متر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب فى فصل الصيف إلى مرتع ومصيف للفقراء، الذين لا يملكون الذهاب إلى المدن الساحلية للاستجمام كغيرهم، حيث أنه المتنفس الوحيد لديهم، فيقومون بإلقاء أنفسهم فى مياهه ليطفئوا لهيب الجو الحار والاستمتاع به وتلطيف أجسادهم، ويقول سامح علي حسن، طبيب: إن الفقراء فى الصعيد وفى سوهاج بالأخص، يدفعون ثمن غالي لتمتعهم بمياه النيل أكثر من الأغنياء، فقد يدفع منهم حياته ثمن لذلك أو حياة ابنه أو ابنته، أو يعرض للاصابة بالأمراض مثل البلهارسيا وخلافه، مما قد يعيش بقية عمره مريض يعاني الألم.
ويؤكد السيد أحمد، مدرس بمديرية التربية والتعليم بسوهاج، أن الأطفال فى الصيف يتخذون الترع متنفسًا ومصيفًا لهم، والشباب والكبار يتخذون من النيل مصيفا ومتنفسا لهم، وكل منهم معرض لفقد حياته والاصابة بالأمراض الكلوية، مضيفًا أن أحد أهم الأسباب التي تدفع الشباب والأطفال إلى اللجوء لشواطئ الموت بنهر النيل، هو غياب حمامات السباحة بالمراكز والقرى، مما يدفعهم للبديل الأوحد وهو النيل والترع للتنفيس عن أنفسهم من حرارة الجو ولهيب الشمس، وعدم وجود فرق انقاذ أو عشوائية تلك الشواطئ يجعلها مصايد لأرواح الأطفال والشباب والكبار.
ويوضح أحمد سنجاب، طالب فى الصف الثالث الاعدادي، يقطن بقرى سوهاج، أنه فى فصل الصيف لا يفارق نهر النيل، حيث يجتمع وأصدقائه يوميا ويتنافسون فى السباحة لمسافة أطول أو الغطس لزمن أطول مما يعرض حياتهم للخطر، مشيرًا إلى أنه فقد كثير من أصدقائه فى نهر النيل أثناء الاستحمام به، وبعض أهالي قريته والقرى المجاورة له، وخاصة فى غياب أي آليات لضبط تلك الشواطئ وعدم وجود إنقاذ عليها، وانتشارها بطريقة عشوائية.
وأضاف محمد أبوسداح، أنه يقطن بقرية المدمر التابعة لمركز طما، بعيدة عن النيل تحت سفح الجبل ولكنه يوميًا فى رمضان وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة يأتي برفقة أبنائه وأبناء عمومته إلى نهر النيل للانغماس فيه هربًا من حرارة الجو فى قرية شطورة بمركز طهطا، ويكون الشاطئ مزدحما بطريقة كبيرة وخاصة بعد صلاة العصر وقبل صلاة المغرب، وأنه كثير من أبناء القرية والقرى المجاورة فقدوا حياتهم فى النيل أثناء الاستحمام واللهو الاستمتاع فيها، ودعا ذلك الكثير من الشباب بالتنويه بعدم السباحة بنهر النيل، ووضع لافتات بذلك والتنويه عنها بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل الفيس بوك، تجنبا لغرق الآخرين بعد تزايد ظاهرة غرق الأطفال والشباب فى مياه النهر.
وأكد مسئول بمديرية أمن سوهاج، أنه كل أسبوع تأتي بلاغات متعددة بغرق بعض المواطنين بالنيل أو الترع نتيجة الاستحمام أو اللهو ويتم انتشال الجثث وإيداعها بالمستشفيات حتى يتم دفنها، وأن الجهات المسؤولة حذرت مرارا وتكرارا من لجوء الأطفال أو الكبار للاستحمام فى النيل وخاصة من لا يعرف السباحة، وتقوم أجهزة الإنقاذ النهري والمسطحات المائية بمحافظة سوهاج بعمل حملات مكثفة وخاصة أثناء الأعياد وشم النسيم بالتحديد لتزايد إقبال الأطفال والشباب على الاستحمام والاستمتاع بنهر النيل وتعرضهم للغرق.
اقرأ أيضًا.. برعاية مديرية الأمن.. "الكفن" ينهي خلافات ثأرية بين عائلة مسلمة وأخري قبطية بسوهاج
وأكد وكيل وزارة الصحة بسوهاج، أن أي مواطن يرغب فى الكشف عن البلهارسيا يقوم بالذهاب للوحدات الصحية ويتم الكشف عليه وفى حالة ثبوت إصابته بالمرض يتم إعطائه الجرعات المحددة للعلاج من المرض.